۴۰.الإمام الكاظم علیه السّلام: إنَّهُ لَيسَ بِشَيءٍ إلّا وقَد جاءَ فِي الكِتابِ وَالسُّنَّةِ.۱
۴۱.الإمام الرضا علیه السّلام: إنَّ اللّهَ عز و جل لَم يَقبِض نَبِيَّهُ صلی الله علیه و آله حَتّى أكمَلَ لَهُ الدّينَ... ولَم يَمضِ صلی الله علیه و آله حَتّى بَيَّنَ لِاُمَّتِهِ مَعالِمَ دينِهِم، وأَوضَحَ لَهُم سَبيلَهُم، وتَرَكَهُم عَلى قَصدِ سَبيلِ الحَقِّ، وأَقامَ لَهُم عَلِيّا علیه السّلام عَلَما وإماما، وما تَرَكَ لَهُم شَيئا يَحتاجُ إلَيهِ الاُمَّةُ إلّا بَيَّنَهُ.۲
نکتة:
إنّ إمعان النظر في آیات الباب و روایاته - منتهي بنا إلی أن المراد ممّا ورد من أنّه «لیس من شيءٍ إلّا وقد جاء في الکتاب والسنّة» هو أنّ جمیع ما یحتاج إلیه البشر في اهتدائه إلی الخیر والسعادة موجود فیهما إمّا صراحة او إشارة. وأمّا في ما یرتبط بالاُمور العلمیة والتخصصیة، فلا نعثر علیها في ظواهر القرآن والحدیث، وانّما یمکن استنباطها من بطون القرآن علی مستوی الفهم الرسالي والرسوخ العلمي لأهل بیت الوحي والنبوّة.
۱ / ۴
كِتمانُ بَعضِ العُلومِ وَالأَحكامِ
۴۲.نهج البلاغة عن كميل عن الإمام عليّ علیه السّلام - في كَلامٍ لَهُ -: ها إنَّ هاهُنا لَعِلما جَمّا - وأَشارَ بِيَدِهِ إلى صَدرِهِ - لَو أصَبتُ لَهُ حَمَلَةً، بَلى! أصَبتُ لَقِنا۳ غَيرَ مَأمونٍ عَلَيهِ، مُستَعمِلاً آلَةَ الدّينِ لِلدُّنيا، ومُستَظهِرا بِنِعَمِ اللّهِ عَلى عِبادِهِ، وبِحُجَجِهِ عَلى أولِيائِهِ، أو مُنقادا لِحَمَلَةِ الحَقِّ لا بَصيرَةَ لَهُ في أحنائِهِ۴، يَنقَدِحُ الشَّكُّ في قَلبِهِ لِأَوَّلِ عارِضٍ مِن شُبهَةٍ، ألا لا ذا ولا ذاكَ، أو مَنهوما بِاللَّذَّةِ سَلِسَ القِيادِ لِلشَّهوَةِ، أو مُغرَما بِالجَمعِ وَالاِدِّخارِ، لَيسا مِن رُعاةِ الدّينِ في شَيءٍ، أقرَبُ شَيءٍ شَبَها بِهِمَا الأَنعامُ السّائِمَةُ! كَذلِكَ يَموتُ العِلمُ بِمَوتِ حامِليهِ.۵
1.. بصائر الدرجات : ص ۳۰۲ ح ۳ عن سماعة، بحار الأنوار: ج ۲ ص ۳۰۴ ح ۴۸.
2.. الكافي: ج ۱ ص ۱۹۹ ح ۱، عن عبدالعزيز بن مسلم، بحار الأنوار: ج ۲۵ ص ۱۲۱ ح ۴.
3.. لَقِنت الكلام: فهمته . و غلام لَقِن: سريع الفهم (الصحاح: ج ۶ ص ۲۱۹۶ «لقن»).
4.. الأحناء: الجوانب (الصحاح: ج ۶ ص ۲۳۲۱ «حنا»).
5.. نهج البلاغة: الحكمة ۱۴۷، الإرشاد: ج ۱ ص ۲۲۸، الأمالي للمفيد: ص ۲۴۹ ح ۳،.