السّابِعَة عَشرَةَ : الآيَةُ ۴۸ مِن سورَةِ الأَحزابِ
(وَ لَا تُطِعِ الْكَفِرِينَ وَ الْمُنَفِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَ تَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَ كَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً)
۴۲۸.الإمام عليّ عليه السلام : إنَّ اللَّهَ تَبارَكَ وتَعالى لَمّا بَعَثَ مُحَمَّداً صلى اللَّه عليه و آله ، أمَرَهُ في بَدوِ أمرِهِ أن يَدعُوَ بِالدَّعوَةِ فَقَط ، وأنزَلَ عليه : (يَأَيُّهَا النَّبِىُّ إِنَّا أَرْسَلْنَكَ شَهِدًا وَ مُبَشِّرًا وَ نَذِيرًا * وَ دَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَ سِرَاجًا مُّنِيرًا * وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيرًا * وَ لَا تُطِعِ الْكَفِرِينَ وَ الْمُنَفِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَ تَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَ كَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً) ۱ فَبَعَثَهُ اللَّهُ تَعالى بِالدَّعوَةِ فَقَط ، وأمَرَهُ أن لا يُؤذِيَهُم .
فَلَمّا أرادوهُ بِما هَمّوا بِهِ مِن تَبييتِهِ۲ ، أمَرَهُ اللَّهُ تَعالى بِالهِجرَةِ وفَرَضَ عَلَيهِ القِتالَ ، فَقالَ سُبحانَهُ : (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ وَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) .۳
فَلَمّا أمَرَ النّاسَ بِالحَربِ جَزَعوا وخافوا ، فَأَنزَلَ اللَّهُ تَعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلَوةَ وَءَاتُواْ الزَّكَوةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ) إلى قَولِهِ سُبحانَهُ : (أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِى بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ)۴ . فَنَسَخَت آيَةُ القِتالِ آيَةَ الكَفِّ .۵
راجع : ص ۱۷۲ ح ۴۱۸ .
الثّامِنَة عَشرَةَ : الآيَةُ ۵۶ مِن سورَةِ الذّارِياتِ
(وَ مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)