ج - لَولا نُزِّلَ القُرآنُ عَلى أكابِرِنا !
الكتاب
( وَ قَالُواْ لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءَانُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ).۱
الحديث
۳۷۳.تفسير الطبري عن ابن عبّاس : قَولُهُ: ( لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءَانُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ): يَعني بِالعَظيمِ: الوَليدَ بنَ المُغيرَةِ القُرَشِيَّ ، أو حَبيبَ بنَ عَمرِو بنِ عُمَيرٍ الثَّقَفِيَّ ، وبِالقَريَتَينِ: مَكَّةَ وَالطّائِفَ.۲
۳۷۴.تفسير الطبري عن ابن عبّاس : لَمّا بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّداً رَسولاً ، أنكَرَتِ العَرَبُ ذلِكَ ، ومَن۳ أنكَرَ مِنهُم ، فَقالوا: اللَّهُ أعظَمُ مِن أن يَكونَ رَسولُهُ بَشَراً مِثلَ مُحَمَّدٍ ، قالَ: فَأَنزَلَ اللَّهُ عزّ وجلّ : ( أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ ) وقالَ: ( وَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِى إِلَيْهِمْ فَسَْلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ )۴ يَعني: أَهلَ الكُتُبِ الماضِيَةِ ، أبَشَراً كانَتِ الرُّسُلُ الَّتي أتَتكُم أم مَلائِكَةً؟ فَإِن كانوا مَلائِكَةً أنكَرتُم۵ ، وإن كانوا بَشَراً فَلا تُنكِرونَ أن يَكونَ مُحَمَّدٌ رَسولاً.
قالَ : ثُمَّ قالَ: ( وَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِى إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى )۶: أي لَيسوا مِن أهلِ السَّماءِ كَما قُلتُم .
قالَ : فَلَمّا كَرَّرَ اللَّهُ عَلَيهِمُ الحُجَجَ ، قالوا: وإذ كانَ بَشَراً فَغَيرُ مُحَمَّدٍ كانَ أحَقَّ بِالرِّسالَةِ ، فَ( لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءَانُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ) ... يَعنونَ الوَليدَ بنَ المُغيرَةِ المَخزومِيَّ ، وكانَ يُسَمّى رَيحانَةَ قُرَيشٍ ، هذا مِن مَكَّةَ ، ومَسعودَ بنَ عَمرِو بنِ عُبَيدِ اللَّهِ الثَّقَفِيَّ مِن أهلِ الطّائِفِ.
قالَ : يَقولُ اللَّهُ عزّ وجلّ رَدّاً عَلَيهِم: ( أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ )۷أنَا أفعَلُ ما شِئتُ .۸
1.الزخرف: ۳۱ .
2.تفسير الطبري : ج ۱۳ الجزء ۲۵ ص ۶۵ ؛ مجمع البيان : ج ۹ ص ۷۱ ، تفسير القمّي : ج ۲ ص ۲۸۳ ، التبيان في تفسير القرآن : ج ۹ ص ۱۹۵ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۹ ص ۱۴۹ وراجع: الاحتجاج: ج ۱ ص ۴۹ .
3.كذا ، وذكر الطبري هذه الرواية أيضاً في : ج ۱۴ ص ۱۰۹ وفيها : «أو» بدل «و» ، وهو الأنسب .
4.النحل: ۴۳ و ۴۴ .
5.في المصدر : «أتتكم» ، والتصويب من نفس المصدر : تفسير الطبري : ج ۸ الجزء ۱۴ ص ۱۰۹ .
6.يوسف: ۱۰۹ .
7.الزخرف: ۳۲ .
8.تفسير الطبري : ج ۱۳ الجزء ۲۵ ص ۶۶ و ج ۸ الجزء ۱۴ ص ۱۰۹ نحوه ، وراجع: تفسير القرطبي : ج ۱۶ ص ۸۳ .