۱۱۸۳.عنه صلى اللَّه عليه و آله - وقَد ذُكِرَ عِندَهُ شُرَيحٌ الحَضرَمِيُّ - : ذاكَ رَجُلٌ لا يَتَوَسَّدُ القُرآنَ۱ . ۲
۱۱۸۴.الإمام عليّ عليه السلام : لِيَكُن سَميرُكَ القُرآنَ .۳
۱۱۸۵.تأويل الآيات الظاهرة عن زيد الشحّام : كُنتُ عِندَ أبي عَبدِ اللَّهِ عليه السلام لَيلَةُ جُمُعَةٍ ، فَقالَ لي: اِقرَأ ، فَقَرَأتُ ، ثُمَّ قالَ لي: اِقرَأ فَقَرَأتُ ، ثُمَّ قالَ لي: يا شَحّامُ ، اقرَأ فَإِنَّها لَيلَةُ قُرآنٍ.۴
۱۱۸۶.الكافي عن زيد الشحّام : قالَ لي أبو عَبدِ اللَّهِ عليه السلام ونَحنُ فِي الطَّريقِ في لَيلَةِ الجُمُعَةِ : اِقرَأ - فَإِنَّها لَيلَةُ الجُمُعَةِ - قُرآناً .۵
۱۱۸۷.فضائل القرآن لأبي عبيد عن اُمّ موسى : إنَّ الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ عليهما السلام كانَ يَقرَأُ وِردَهُ۶ مِن أوَّلِ اللَّيلِ ، وإنَّ حُسَيناً عليه السلام كانَ يَقرَؤُهُ مِن آخِرِ اللَّيلِ .۷
1.قال الشريف الرضي رحمه اللَّه عليه في المجازات النبويّة معلّقاً : وهذه من الاستعارات العجيبة والكنايات الغريبة ، وهي تحتمل معنيين : أحدهما مدح ، والآخر ذمّ . فأمّا المدح فهو أن يكون المراد به أنّه لا ينام عن قراءة القرآن ، بل يقطع ليله بالتهجّد به والتصرّف مع تلاوته ، فيكون القائم بدرسه كالمشتمل به ، والنائم كالمتوسّد له ، كأنّه جعله وساداً لخدّه وفراشاً لجنبه ، وممّا يقوّي هذا الوجه ماروي من قوله عليه الصلاة والسلام ، في حديثٍ آخر : « يا أهل القرآن ، لا توسّدوا القرآن واتلوه حقّ تلاوته» .
وأمّا المعنى الآخر الّذي يحتمل الذمّ : فهو أن يكون المراد أنّه غير حافظ للقرآن ، فليس بخازن من خزنته ، ولا وعاء من أوعيته ، فإذا نام لم يكن متوسّداً له كما يتوسّده من هو ظرف من ظروفه الحاوية له والمشتملة عليه . ومثل ذلك ما روي عن أبي الدّرداء أنّه قال لرجل سأله عن طلب العلم: «لأن تتوسّد العلم خير من أن تتوسّد الجهل» ، أراد : لأن تنام ومعك العلم خير من أن تنام ومعك الجهل ، فجعل العلم كالفراش الممتهد والوساد المتوسّد .
2.المجازات النبويّة : ص ۴۰ ح ۲۱ ؛ سنن النسائي : ج ۳ ص ۲۵۷ وفيه «لا يتوسّد القرآن» فقط ، مسند ابن حنبل : ج ۵ ص ۳۳۳ ح ۱۵۷۲۴ وح ۱۵۷۲۵ ، المعجم الكبير : ج ۷ ص ۱۴۸ ح ۶۶۵۴ و ح ۶۶۵۵ والخمسة الأخيرة عن السائب بن يزيد .
3.غرر الحكم : ح ۷۳۸۹ .
4.تأويل الآيات الظاهرة: ج ۲ ص ۵۷۴ ح ۳ ، بحار الأنوار : ج ۸۹ ص ۳۱۱ ح ۱۵ .
5.الكافي: ج ۱ ص ۴۲۳ ح ۵۶ ، بحار الأنوار: ج ۲۴ ص ۲۰۵ ح ۳ .
6.الوِرد - بالكسر - : الجزء . يقال : قرأت وردي . كانوا قد جعلوا القرآن أجزاء ، كلّ جزءٍ منها فيه سور مختلفة على غير التأليف حتى يعدلوا بين الأجزاء ويسوُّوها . وكانوا يسمّونها : الأوراد (النهاية : ج ۵ ص ۱۷۳ «ورد» ) .
7.فضائل القرآن لأبي عبيد : ص ۱۸۶ .