۱۶۹۵.الاحتجاج : رُوِيَ أنَّ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام قالَ في أثناءِ خُطبَةٍ خَطَبَها بَعدَ فَتحِ البَصرَةِ بِأَيّامٍ ، حاكِياً عَنِ النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه و آله قَولَهُ: يا عَلِيُّ ، إنَّكَ باقٍ بَعدي ، ومُبتَلىً بِاُمَّتي ومُخاصَمٌ بَينَ يَدَيِ اللَّهِ ، فَأَعِدَّ لِلخُصومَةِ جَواباً ، فَقُلتُ: بِأَبي أنتَ واُمّي ، بَيِّن لي ما هذِهِ الفِتنَةُ الَّتي اُبتَلى بِها؟ وعَلى ما اُجاهِدُ بَعدَكَ؟ فَقالَ لي: إنَّكَ سَتُقاتِلُ بَعدِي النّاكِثَةَ وَالقاسِطَةَ وَالمارِقَةَ ، وجَلّاهُم وسَمّاهُم رَجُلاً رَجُلاً ، وتُجاهِدُ مِن اُمَّتي كُلَّ مَن خالَفَ القُرآنَ وسُنَّتي ، مِمَّن يَعمَلُ فِي الدّينِ بِالرَّأيِ ، ولا رَأيَ فِي الدّينِ ، إنَّما هُوَ أمرُ الرَّبِّ ونَهيُهُ .
فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ ، فَأَرشِدني إلَى الفَلجِ۱ عِندَ الخُصومَةِ يَومَ القِيامَةِ.
فَقالَ: نَعَم ، إذا كانَ ذلِكَ كَذلِكَ فَاقتَصِر عَلَى الهُدى إذا قَومُكَ عَطَفُوا الهُدى عَلَى الهَوى ، وعَطَفُوا القُرآنَ عَلَى الرَّأيِ ، فَتَأَوَّلوهُ۲ بِرَأيِهِم ، بِتَتَبُّعِ الحُجَجِ مِنَ القُرآنِ لِمُشَتَهياتِ الأَشياءِ الطّارِيَةِ عِندَ الطُّمَأنينَةِ إلَى الدُّنيا ؛ فَاعطِف أنتَ الرَّأيَ عَلَى القُرآنِ ، وإذا قَومُكَ حَرَّفُوا الكَلِمَ عَن مَواضِعِهِ عِندَ الأَهواءِ السّاهِيَةِ ، وَالاُمَراءِ الطّاغِيَةِ ، وَالقادَةِ النّاكِثَةِ ، وَالفِرقَةِ القاسِطَةِ ، وَالاُخرَى المارِقَةِ أهلِ الإِفكِ المُردي ، وَالهَوَى المُطغي ، وَالشُّبهَةِ الخالِفَةِ۳ ، ولا تَنكُلَنَّ عَن فَضلِ العاقِبَةِ ؛ فَإِنَّ العاقِبَةَ لِلمُتَّقينَ .۴
۱۶۹۶.الإمام عليّ عليه السلام : كَم مِن ضَلالَةٍ زُخرِفَت بِآيَةٍ مِن كِتابِ اللَّهِ ، كَما يُزَخرَفُ الدِّرهَمُ النُّحاسُ بِالفِضَّةِ المُمَوَّهَةِ .۵
1.الفَلَج : الظفر والفوز (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۲۰۳ «فلج») .
2.في الطبعة المعتمدة : «فيتأوّلوه» ، والتصويب من طبعة دار النعمان - النجف الأشرف .
3.في بحار الأنوار وكنز العمّال : «الحالقة» بدل «الخالفة» ، وهي الأنسب .
4.الاحتجاج: ج ۱ ص ۴۶۳ ح ۱۰۷ ؛ كنز العمّال: ج ۱۶ ص ۱۹۴ ح ۴۴۲۱۶ نقلاً عن وكيع عن يحيى بن عبداللَّه بن الحسن عن أبيه .
5.غرر الحكم: ج ۴ ص ۵۵۵ ح ۶۹۶۹ ، المحاسن: ج ۱ ص ۳۵۹ ح ۷۶۹ عن أبي مسعود المسيري رفعه عن عيسى عليه السلام .