مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ)^۱، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إنّ الله هو السميع العليم. قال: كان يقول: هذا هو التطوّع.^۲

۲.عبد الرزّاق: عن ابن جريج، عن عطاء، قال: الاستعاذة واجبة لكلّ قراءة في الصلاة أو غيرها. قلت له: من أجل (فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجيم‏)^۳؟ قال: نعم.
قلت: فأقول: بِسْمِ الله الرَّحمنِ الرَّحِيمِ، أعوذ بالله السميع العليم الرحمن الرحيم من الشيطان الرجيم، وأعوذ بك ربّ أن يحضرون، أو يدخلوا بيتي الذي يؤويني. قال: وقبل ما أبلغ من هذا القول، كثيراً ما أدع أكثرَه.
قال: يجزئ عنك، لا تزيد على «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم».^۴

۳.عبد الرزّاق: عن ابن جريج، قال: قلت لعطاء: نسيت الاستعاذة، قال: لا أعود ولا أسجد سجدتي السهو، فسوف أستعيذ. قلت: فقد اُمرنا بالاستعاذة كما اُمرنا بالوضوء؟ قال: ليس ذلك كالوضوء، كلام سوف أقوله إذا ذكرتُ في صلاتي. قلت: فلم أذكر حتى فرغت؟ قال: فحسَنٌ، أفرغ أستعيذ.^۵

وتقدّم فی الباب ۵۷ من هذه الأبواب ما یدلّ علیه.

۵۹ - باب أنّه يجزي الأخرس في القراءة والتشهّد وسائر الأذكار وما أشبهها أن يحرّك لسانه ويعقد قلبه ويشير بإصبعه^۶

۱.الشافعي: إذا كان بالمصلّي خَبَلُ لسان، حرّكَه بالتكبير ما قدر وبلغ منه أكثر ما يقدر عليه، وأجزأه ذلك؛ لأنّه قد فعل الذي قد أطاق منه وليس عليه أكثر منه. وسواء في هذا الأخرس ومقطوع اللسان ومَن بلسانه عارضٌ ما كان، وهٰكذا يصنع هؤلاء في القراءة والتشهّد والذكر في الصلاة.^۷

۷.عبد الرزّاق بإسناده: عن إبراهيم، قال: يجزئك التعوّذ في أوّل شيء.^۱

وروي عن "سعيد بن جبير وطاووس والحسن وعطاء^۲" وعن "أبي حنيفة^۳" وعن "الشافعي^۴" وعن "أحمد^۵" نحوه.

۸.عبد الرزّاق بإسناده: عن ابن سيرين؛ أنّه كان يتعوّذ من الشيطان في الصلاة قبل أن يقرأ اُمّ القرآن، وبعدما يقرأ اُمّ القرآن.^۶

۹.عبد الرزّاق: عن ابن جريج، قال: قلت لعطاء: أرأيت لو أنّي دخلت قبل الصلاة فاستفتحت، فاستعذت فقرأت حتى اُقيمت الصلاة، أستعيذ للمكتوبة أيضاً؟ ثم انصرف من المكتوبة ثم صلّيت بعدها ما^۷ أستعيذ أيضاً؟ قال: يجزئ عنك الاستعاذة الاُولى، فإن استعذت لذلك فحسن.^۸

۱۰.أبو بكر الشاشي: قال مالك: لا يتعوّذ في المكتوبة، ويتعوّذ في قيام رمضان إذا قرأ.^۹

وتقدّم في الباب ۸ من أبواب تكبيرة الإحرام ويأتي في الباب ۵۸ من هذه الأبواب ما یدلّ علیه.

۵۸ - باب عدم وجوب الاستعاذة^۱۰

۱.عبد الرزّاق بإسناده: عن ابن طاووس، عن أبيه؛ أنّه كان إذا استفتح الصلاة قال:... (رَبِّ أَعُوذُ بِكَ