المدينة... فخدمت رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم عشر سنين... وكان أوّل ما أوصاني به أن قال:
«... يا أنس، إذا ركعت فأمكِن كَفّيك من رُكبّتيك، وفرّج بين أصابعك، وارفع مرفقيك عن جنبيك، ويا بنيّ إذا رفعت رأسك من الركوع، فأمكِن كلّ عضو منك موضعه، فإنّ الله لا ينظر يوم القيامة إلى من لا يقيم صلبه بين ركوعه وسجوده...».^۱

۸.الطبراني: حدّثنا بشر بن موسى، ثنا محمّد بن حجر بن عبد الجبّار بن وائل الحضرمي، حدّثني عمّي سعيد بن عبد الجبار، عن أبيه، عن اُمّه امّ يحيى، عن وائل بن حجر، قال: حضرت رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم... فدخل محرابه، فصفّ الناس خلفه، ونظر عن يمينه ويساره، ثمّ رفع يديه بالتكبير... ثمّ انحطّ راكعاً، فوضع كفّيه على ركبتيه وفرّج أصابعه وأمهل في الركوع حتّى اعتدل ركوعه وصار مَتناه كأنّهما نهرٍ جارٍ، لو وُضع عليه قدح ملآن ما انكفأ، ثمّ رفع رأسه بالخشوع ورفع يديه حتّى آزتا^۲ شحمةَ اُذنيه وقال: «سمع الله لمن حمده»، ثمّ اعتدل قائماً وأمهل فيه حتّى رجع كلّ عظم إلى موضعه، ثمّ انحطّ بالتكبير ساجداً....^۳

۹.ابن أبي شيبة بإسناده: عن ليث، قال: كان طاووس يخوّي^۴ إذا سجد ويجافي^۵ مرفقيه عن فخذيه إذا ركع.^۶

وروي عن "نافع^۷" مثله.

وتقدّم في الباب ۹ من أبواب تكبيرة الإحرام والافتتاح ما يدلّ عليه.

۲ - باب استحباب رفع اليدين بالتكبير عند الركوع والسجود والرفع منهما^۸

۱.البخاري: حدّثنا إسحاق الواسطي، قال: حدّثنا خالد بن عبد الله، عن خالد، عن أبي قلابة؛ أنّه رأى مالك بن الحويرث إذا صلّى كبّر ورفع يديه، وإذا أراد أن يركع، رفع يديه، وإذا رفع رأسه من الركوع

جلسنا إلى عبد الرحمن بن أبزي، فقال: ألا اُريكم صلاة رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم؟ قال: فقلنا: بلى، قال: فقام فكبّر، ثمّ قرأ، ثمّ ركع فوضع يديه على ركبتيه، حتّى أخذ كلّ عضو مأخذه، ثمّ رفع حتّى أخذ كلّ عضو مأخذه، ثمّ سجد حتّى أخذ كلّ عضو مأخذه، ثمّ رفع حتّى أخذ كلّ عظم مأخذه، ثمّ سجد حتّى أخذ كلّ عظم مأخذه، ثمّ رفع فصنع في الركعة الثانية كما صنع في الركعة الاُولى، ثمّ قال: هكذا صلاة رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم.^۱

۴.ابن حنبل: حدّثنا أبو النضر، ثنا عبد الحميد بن بهرام الفزاري، عن شهر بن حوشب، حدّثنا عبد الرحمن بن غنم؛ أنّ أبا مالك الأشعري جمع قومه فقال: يا معشر الأشعريّين! اجتمعوا واجمعوا نساءكم وأبناءكم، اُعلمّكم صلاة النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم التي صلّى لنا بالمدينة... ثمّ كبّر فركع فقال: «سبحان الله وبحمده» ثلاث مرار، ثمّ قال: «سمع الله لمن حمده» واستوى قائما ثمّ كبّر... فلمّا قضى صلاته، أقبل إلى قومه بوجهه فقال: اِحفظوا تكبيري وتعلّموا ركوعي وسجودي؛ فإنّها صلاة رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم التي كان يصلّي لنا....^۲

۵.الحاكم النيسابوري: حدّثنا أبو العبّاس بن محمّد الدوري، ثنا العلاء بن إسماعيل العطّار، ثنا حفص بن غياث، عن عاصم الأحول، عن أنس، قال: رأيت رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم كبّر فحاذى بإبهاميه اُذنيه، ثمّ ركع حتّى استقرّ كلّ مفصل منه، وانحطّ بالتكبير حتّى سبقت ركبتاه يديه.^۳

۶.ابن حبان: أخبرنا الحسين بن محمّد بن مصعب السنجي، حدّثنا محمّد بن عمر بن الهياج، حدّثنا يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي، حدّثني عبيدة بن الأسود، عن القاسم بن الوليد، عن سنان بن الحارث بن مصرف، عن طلحة بن مصرف، عن مجاهد، عن ابن عمر، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم قال...:
«... إذا ركعت فضع راحتيك على رُكبَتيك، ثمّ فرّج بين أصابعك، ثمّ امكث حتّى يأخذَ كلُّ عضو مأخذه...».^۴

۷.أبو يعلى: حدّثنا يحيى بن أيّوب، حدّثنا محمّد بن الحسن بن أبي يزيد الصدائي، حدّثنا عباد المنقريّ، عن عليّ بن زيد، عن سعيد بن المسيّب، عن أنس بن مالك، قال: قدم رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم