قال: قرئ على ابن وهب، أخبرك معاوية بن صالح، عن عبد القاهر، عن خالد بن أبي عمران، قال: بينا رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم يدعو على مضر، إذ جاءه جبرئيل فأومأ إليه أن اسكت، فسكت، فقال: «يا محمّد، إنّ الله لم يبعثك سبّاباً ولا لعّاناً وإنّما بعثك رحمة ولم يبعثك عذابا (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُم ظَالِمُونَ)۱». ثمّ علّمه هذا القنوت: «اللّٰهمّ إنّا نستعينك ونستغفرك ونؤمن بك ونخضع لك ونخلع ونترك من يكفرك، اللّٰهمّ إيّاك نعبد ولك نصلّي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، ونرجو رحمتك ونخشى عذابك ونخاف عذابك الجدّ، إنّ عذابك بالكافرين ملحق».۲
۴.البيهقي: أخبرنا أبو نصر بن عبد العزيز بن قتادة، أنبأ أبو الحسن محمّد بن الحسن بن إسماعيل السرّاج، ثنا عبد الله بن غنام، ثنا عليّ بن حكيم، أنبأ شريك، عن مطر بن خليفة، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبد الرحمن بن سويد الكاهلي، قال: كأنّي أسمع عليّاً علیه السلام في الفجر حين قنت وهو يقول: «اللّٰهمّ انّا نستعينك ونستغفرك».۳
۵.ابن أبي شيبة: حدّثنا وكيع، قال: أخبرنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبد الملك بن سويد الكاهلي؛ أنّ عليّاً علیه السلام قنت في الفجر بهاتين السورتين:
«اللّهمّ إنّا نستعينك ونستغفرك، ونُثني عليك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك، اللّٰهمّ إيّاك نعبد، ولك نصلّي ونسجد، وإليك نسعى ونَحفِدُ۴، نرجو رحمتك، ونخشى عذابك، إنّ عذابك بالكفّار مُلحقٌ».۵
۶.البيهقي بإسناده: عن ابن شوذب، قال: كان أيّوب يؤمّ أهل مسجده في شهر رمضان، فكان يقرأ بهم في كلّ ركعة ثلاثين آية ويقول هو للناس: الصلاة الصلاة، فإذا قنت دعا بدعاء القرآن ويؤمّن مَن خلفه، وكان في آخر دعائه يصلّي على النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم ويقول: اللّٰهمّ استعملنا بسنّته، وأوزعنا۶ هَديَه، اللّٰهمّ اجعلنا للمتقّين إماماً، ثمّ يكبّر ويسجد.۷
۷.ابن أبي شيبة بإسناده: عن حصين، قال: صلّيت الغداة ذات يوم وصلّى خلفي عثمان بن زياد، قال: فقنتّ في صلاة الصبح، قال: فلمّا قضيت صلاتي قال لي: ما قلتَ في قنوتك؟ فقلت: ذكرت هؤلاء
1.. آل عمران: ۱۲۸.
2.. سنن البيهقي: ج۲ ص۲۹۸ ح۳۱۴۲، المراسيل لأبي داود: ص۱۰۴ ح۱۰.
3.. سنن البيهقي: ج۲ ص۲۹۱ ح۳۱۱۶.
4.. نحفِد: أي نُسرع في العمل والخدمة (النهایة: ج۱ ص۴۰۶ «حفد»).
5.. المصنّف لابن أبي شيبة: ج۵ ص۳۵ ح۷۱۰۲، المصنّف لعبد الرزّاق: ج۳ ص۱۱۴ ح۴۹۷۸ نحوه.
6.. أوزِعني: أي إلٰهمني وأولِعني به (النهایة: ج۵ ص۱۸۱ «وزع»).
7.. شعب الإيمان: ج۳ ص۱۷۸ ح۳۲۷۵.