العباد إذا أطاعوني حوّلتُ قلوب ملوكهم عليهم بالرأفة والرحمة، وإنّ العباد إذا عصوني حوّلتُ قلوبهم عليهم بالسخطة والنقمة، فساموهم سوء العذاب، فلا تشغلوا أنفسكم بالدعاء على الملوك، ولكن اشتغلوا بالذكر والتضرّع إليّ أكفِكُم ملوكَكم».۱
۵.الطبراني بإسناده: عن ابن مسعود، قال: إذا رأيتم أخاكم قارَف ذنباً فلا تكونوا أعواناً للشيطان عليه، تقولوا: "اللّٰهمّ اخزه"، "اللّٰهمّ العنه"؛ ولكن سَلُوا الله العافية، فإنّا أصحاب محمّد صلّی الله علیه و آله و سلّم كنّا لا نقول في أحد شيئاً حتّى نعلم على ما يموت؛ فإن خُتم له بخير عَلِمنا إنّه قد أصاب خيراً، وإن خُتم له بشرّ خفنا عليه عمله.۲
۶.إبن أبي حاتم بإسناده: عن سعيد بن جبير؛ (إنّه لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)۳ يقول: لا تدعوا على المؤمن والمؤمنة بالشّر: "اللّٰهمّ أخزه والعنه" ونحو ذلك؛ فإنّ ذلك عدوان.۴
ويأتي في الباب ۱۵۸ و ۱۶۰ من أبواب أحكام العشرة ما يدلّ عليه.
۵۴ - باب استحباب الدعاء على العدوّ خصوصاً إذا أدبر۵
۱.البخاري: حدّثنا أحمد بن محمّد، أخبرنا عبد الله، أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد؛ أنّه سمع عبد الله بن أبي أوفی يقول: دعا رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم يوم الأحزاب على المشركين، فقال:
«اللّٰهمّ منزل الكتاب، سريع الحساب، اللّٰهمّ اهزم الأحزاب، اللّٰهمّ اهزمهم وزلزلهم».۶
۲.البخاري: حدّثنا محمّد بن بشّار، حدّثنا غندر، حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله، قال:
بينا النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم ساجد وحوله ناس من قريش، جاء عقبة بن أبي معيط بسَلى جزور۷ فقذفه على ظهر النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم، فلم يرفع رأسه، فجاءت فاطمة علیها السلام فأخذته من ظهره ودعت على من صنع، فقال النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم: «اللّٰهمّ عليك الملأ من قريش: أبا جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة
1.. المعجم الأوسط: ج۹ ص۹ ح۸۹۶۲، الفوائد لتمام الرازي: ج۱ ص۲۶۸ ح۶۵۷ نحوه.
2.. المعجم الكبير: ج۹ ص۱۱۵ ح۸۵۷۴، شعب الإيمان: ج۵ ص ۲۹۱ ح ۶۶۹۲، الزهد والرقائق لابن المبارك: ص۲۶۹ ح۸۹۶، المصنّف لعبد الرزّاق: ج ۱۱ ص ۱۷۹ ح ۲۰۲۶۶.
3.. الأعراف: ۵۵.
4.. تفسير ابن أبي حاتم: ج۵ ص۱۵۰۰ ح۸۵۹۶.
5.. وسائل الشيعة: ج۷ ص۱۳۲ - ۱۳۳.
6.. صحيح البخاري: ج۳ ص۱۰۷۲ ح۲۷۷۵ وج۴ ص۱۵۰۹ ح۳۸۸۹، صحيح مسلم: ج۳ ص۱۳۶۳ ح۲۰ مثله.
7.. السَّلیٰ: الجلد الرقیق الذي یخرج فیه الولد من بطن اُمّه ملفوفاً فیه (النهایة: ج۲ ص ۳۹۶ «سلا»).