عبيد بن الهيثم بن عبيد الله الأنماطي البغدادي من ساكني حلب سنة ست وخمسين ومئتين، حدّثنا الحسين بن علوان الكلبي ببغداد في سنة مئتين، حدّثني عمرو بن خالد الواسطي، عن محمّد علیه السلام وزيد ابني عليّ علیه السلام، عن أبيهما، عن أبيه الحسين علیه السلام، قال:
«كان رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم يرفع يديه إذا ابتهل ودعا كما يستطعم المسكين».^۱
عبد الرزّاق: عن معمّر، عن هشام بن عروة، عن أبيه: أنّ رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم مرّ بقوم من الأعراب كانوا أسلموا، وكانت الأحزاب خرّبت بلادهم، فرفع رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم يدعو لهم باسطاً يديه قِبَل وجهه، فقال له أعرابي: اُمدد يا رسول الله فداك أبي واُمّي، قال: فمدّ رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم يديه تلقاء وجهه، ولم يرفعهما في السماء.^۲

۷.البيهقي بإسناده: عن يحيى بن سعيد؛ أنّ سعيد بن المسيّب كان يقول: إنّ الرجل ليرفع بدعاء ولده من بعده، وقال بيديه^۳ نحو السماء يرفعهما.^۴

۸.ابن أبي شيبة بإسناده: عن أبي سعيد: إذا سألتم الله فارفعوا في المسألة؛ فإنّ ما عند الله لستم مُنفِديه.^۵

وتقدّم في الباب ۹ و ۱۰ من أبواب تكبيرة الإحرام والافتتاح والباب ۱۲ من أبواب القنوت ويأتي في الباب ۱۳ و ۱۴ من هذه الأبواب والباب ۱ من أبواب صلاة الاستسقاء ما يدلّ عليه.

۱۳ - باب ما يستحبّ للداعي من وظائف اليدين عند دعاء الرغبة والرهبة والتضرّع والتبتّل والابتهال والاستعاذة والبصبصة وطلب الرزق والمسألة^۶

۱.أبو داود: حدّثنا عقبة بن مكرم، ثنا سلم بن قتيبة، عن عمر بن نبهان، عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال:

۳.الترمذي: حدّثنا محمّد بن بشّار، قال: حدّثنا عمر بن يونس اليمامي، قال: حدّثنا عكرمة بن عمّار، قال: حدّثنا أبو زميل، قال: حدّثنا عبد الله بن عبّاس، قال: حدّثنا عمر بن الخطّاب، قال: نظر نبيّ الله صلّی الله علیه و آله و سلّم إلى المشركين وهم ألف، وأصحابه ثلاثمئة وبضعة عشر رجلاً، فاستقبل نبيّ الله صلّی الله علیه و آله و سلّم القبلة، ثمّ مدّ يديه وجعل يهتف بربّه:
«اللّٰهمّ أنجز لي ما وعدتني، اللّٰهمّ إنّك إن تُهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تُعبد في الأرض».
فما زال يهتف بربّه مادًّا يديه مستقبل القبلة؛ حتّى سقط رداؤه من منكبيه....^۱

۴.البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو عبد الله محمّد بن يعقوب، ثنا عليّ بن الحسن، ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز، ثنا ابن جريج، عن حسين بن عبد الله الهاشمي، عن عكرمة، عن ابن عبّاس، قال:
رأيت رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم يدعو بعرفة يداه إلى صدره كاستطعام المسكين.^۲

وروي عن "جرير^۳" وعن "يزيد بن عامر^۴" كلاهما عنه صلّی الله علیه و آله و سلّم مثله.

۵.الطبراني: حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا أحمد بن يونس، حدّثنا عمران بن زيد التغلبي، عن خطّاب بن عمر، عن الحسن، عن أنس بن مالك، قال:
خرجت مع رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم من البيت إلى المسجد، وقوم في المسجد رافعي أيديهم يدعون الله عزّ و جلّ، فقال لي رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم: «هل ترى ما أرى بأيدي القوم؟»، فقلت: ما ترى في أيديهم؟ فقال: «نور»، قلت: اُدعُ الله تعالى أن يرينيه، قال: فدعا، فرأيته، فقال: «يا أنس ! استعجل بنا حتّى نشرك القوم»، فأسرعت مع نبيّ الله صلّی الله علیه و آله و سلّم فرفعنا أيدينا.^۵

۶.الخطيب البغدادي: أخبرنا أبو طاهر إبراهيم بن محمّد بن عمر العلوي، أخبرنا أبو المفضّل محمّد بن عبد الله الشيباني، حدّثنا إبراهيم بن حفص بن عمر العسكري بالمصيصة من أصل كتابه، حدّثنا