بعدها أبداً، وذاكر الله في السوق له بكلّ شعرة نور يوم القيامة يلقى الله».^۱

۳.ابن حنبل بإسناده: عن حسّان بن أبي سنان، قال: ذاكر الله في الغافلين، كالمقاتل مع المدبِرين.^۲

وروي عن "سعيد بن جبير^۳" وعن "عون بن عبدالله^۴" كلاهما مثله.

ويأتي في الباب ۱۳ من هذه الأبواب ما يدلّ عليه.

۱۳ - باب استحباب ذكر الله في السوق، وعند الصباح والمساء، وبعد الصبح والعصر^۵

۱.البغوي: أخبرنا عبد الواحد المليحي، أنا أبو منصور السمعاني، أنا أبو جعفر الريّاني، أنا حميد بن زنجويه، أنا عثمان بن صالح، أنا ابن لهيعة، عن أبي قبيل حييّ بن هانئ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص؛ أنّ رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم قال:
«من ذكر الله في السوق مخلصاً عند غفلةِ الناس وشُغلِهم بما هم فيه، كتب الله له ألف ألف حسنة، وليغفرنّ الله له يوم القيامة مغفرة لم تخطر على قلب بشر».^۶

وتقدّم في الباب ۴۷ من أبواب الدعاء والباب ۱ و ۸ و ۱۰ من هذه الأبواب ويأتي في الباب ۱ و ۱۸ و ۲۷ من أبواب التعقيب وما يناسبه والباب ۱۸ و ۱۹ من أبواب آداب التجارة ما يدلّ عليه.

۱۴ - باب استحباب ذكر الله عند غفلة القلب وسهوه^۷

۱.البيهقي بإسناده: عن المعلّى بن زياد؛ أنّ رجلاً قال للحسن: يا أبا سعيد، أشكو إليك قساوة قلبي! قال: أدّبه من الذكر.^۸

۲.البيهقي بإسناده: عن عبيد الله بن شميط، قال: سمعت أبي يقول: جاءت امرأة إلى الحسن، فقالت:

«إذا كان يوم القيامة وجمع الله الخلائق لحسابهم، وجاءت الحفظة بما حفظوا وكتبوا، قال الله لهم: انظروا هل بقي له من شيء؟ فيقولون: ربّنا ما تركنا شيئاً ممّا علمناه وحفظناه إلّا وقد أحصيناه وكتبناه! فيقول الله تبارك وتعالى له: إنّ لك عندي خبئاً لا تعلمه وأنا أجزيك به، وهو الذكر الخفيّ».^۱

۵.البيهقي بإسناده: عن مسروق، قال: ما دام قلب الرجل يذكر الله فهو في صلاة، وإن كان في السوق.^۲

۶.البيهقي بإسناده: عن أبي عبيدة، قال: ما دام قلب الرجل يذكر الله فهو في صلاة، وإن تحرّك اللسان والشفتان فذاك أعظم.^۳

وتقدّم فی الباب ۶۹ من أبواب أحكام المساجد والباب ۲۲ من ابواب الدعاء والباب ۶ و ۷ من هذه الأبواب ويأتي في الباب ۴۵ من هذه الأبواب ما يدلّ عليه.

۱۲ - باب استحباب ذكر الله في الغافلين^۴

۱.الطبراني: حدّثنا مسعدة بن سعد العطّار المكّي، ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، ثنا محمّد بن عمر الواقدي، ثنا هشام بن سعد، عن محصن بن عليّ، عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود، عن النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم، قال:
«ذاكر الله في الغافلين، بمنزلة الصابر في الفارّين».^۵

۲.البيهقي: أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين القطّان، ثنا الفضل بن العبّاس، ثنا هشام - هو ابن عبيد الله الحنظلي الرازي -، قال: قرأت على محمّد - وهو ابن مسلم الطائفي -، عن العلاء بن كثير، عن محمّد بن جحادة، عن سلمة بن كهيل، عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم:
«ذاكر الله في الغافلين كالمقاتل عن الفارّين، وذاكر الله في الغافلين كالمصباح في البيت المظلم، وذاكر الله في الغافلين يعرّفه الله مقعده ولا يعذَّب بعده، وذاكر الله في الغافلين له من الأجر بعدد كلّ فصيح في السوق وأعجميّ، وذاكر الله في الغافلين يَنظُر الله نَظرةً لا يعذّبه الله