۵.أبو داود بإسناده: عن عبد الله بن عمرو بن العاص؛ أنّه قال: كلمات لا يتكلّم بهنّ أحد في مجلسه عند قيامه ثلاث مرّات، إلّا كُفّر بهنّ عنه، ولا يقولهنّ في مجلس خير ومجلس ذكر إلّا خُتم له بهنّ عليه كما يُختم بالخاتم على الصحيفة: سبحانك اللّٰهمّ وبحمدك، لا إلٰه إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.^۱

۶.ابن أبي شيبة بإسناده: عن مجاهد، عن عبد الله بن عمر، قال: من قال حين يقوم من مجلسه: "سبحانك اللّٰهمّ وبحمدك، أشهد أن لا إلٰه إلّا أنت، أستغفرك وأتوب إليك"، قال: كفى الله عنه كلّ ذنب في ذلك المجلس.^۲

وروي عن "عبد الله بن عمرو^۳" وعن "يحيى بن جعدة^۴" كلاهما مثله.

۷.ابن المبارك بإسناده: عن عبيد بن عمير، قال: الأوّاب الحفيظ: الذي لا يقوم من مجلسه حتّى يستغفر الله سبحانه وتعالى.^۵

وروي عن "سفيان بن عيينة^۶" مثله.

۸.عبد الرزّاق بإسناده: عن نافع، قال: كان ابن عمر جالساً في نفر فأرادوا القيام، فقال رجل: "قوموا على اسم الله"، فأنكر ذلك ابن عمر، وقال: "قوموا بسم الله".^۷

ويأتي في الباب ۲۴ من هذه الأبواب وفي الباب ۳۷ من أبواب الكفّارات ما يدلّ علىه.

۵ - باب استحباب كثرة ذكر الله بالليل والنهار^۸

۱.مسلم النيسابوري: حدّثنا اُميّة بن بسطام العيشي، حدّثنا يزيد - يعني بن زريع -، حدّثنا روح بن القاسم، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم يسير في طريق مكّة فمرّ على جبل يقال له: جُمدان، فقال: «سيروا، هذا جُمدان سبق المفَرِّدون»، قالوا: وما المفَرِّدون يا رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم؟ قال: «الذاكرون الله كثيراً والذاكرات».^۹

۲.النسائي: أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد، قال: حدّثنا يونس بن محمّد، حدّثنا مصعب بن حيّان أخو مقاتل بن حيّان، عن مقاتل بن حيّان، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية الرياحي، عن رافع بن خديج، قال: كان رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم بأخَرة إذا اجتمع إليه أصحابه فأراد أن ينهض قال: «سبحانك اللّٰهمّ وبحمدك، أشهد أن لا إلٰه إلّا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، عملت سوءاً وظلمت نفسي، فاغفر لي، إنّه لا يغفر الذنوب إلّا أنت»، قال: فقلنا: يا رسول الله، إنّ هذه كلمات أحدثتَهنّ! قال: «أجل، جاءني جبريل علیه السلام فقال: يا محمّد، هنّ كفّارات المجلس».^۱

وروي عن "أبي عثمان الفقير^۲" عنه صلّی الله علیه و آله و سلّم مثله.

۳.الترمذي: حدّثنا عليّ بن حجر، قال: أخبرنا ابن المبارك، قال: أخبرنا يحيى بن أيّوب، عن عبيد الله بن زحر، عن خالد بن أبي عمران؛ أنّ ابن عمر قال: قلّما كان رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم يقوم من مجلس حتّى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه:
«اللّٰهمّ اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلّغنا به جنّتك، ومن اليقين ما تهوّن به علينا مصيبات الدنيا، ومتّعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوّتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منّا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همّنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلّط علينا من لا يرحمنا».^۳

۴.ابن أبي حاتم: حدّثنا عمّار بن خالد الواسطي، حدّثنا شبابة، عن يونس بن أبي إسحاق، عن الشعبي، قال: قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم:
«من سرّه أن يكتال بالمكيال الأوفى من الأجر يوم القيامة، فليقُل آخر مجلسه حين يريد أن يقوم: (سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وسَلامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ والْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعالَمِينَ)^۴».^۵