81
مدارک فقه اهل السّنّة علی نهج وسائل الشّیعة الی تحصیل مسائل الشّریعة - المجلد السابع

ثم قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم:
«والذي نفسي بيده! ما من عبد ولا أمَة صلّى هذه الصلاة إلّا غفر الله له جميع ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر وعدد الرمل ووزن الجبال وعدد قطر الأمطار وورق الأشجار، وشُفّع يوم القيامة في سبعمئة من أهل بيته، فإذا كان أوّل ليلته في قبره جاءه ثواب هذه الصلاة بوجه طلق ولسان ذلق، فيقول له: يا حبيبي، أبشر فقد نجوت من كلّ شدة. فيقول: من أنت! فوالله ما رأيت وجهاً أحسن وجهاً من وجهك، ولا سمعت كلاماً أحلى من كلامك، ولا شممت رائحة أطيب من رائحتك؟ فيقول له: يا حبيبي، أنا ثواب تلك الصلاة التي صلّيتها في ليلة كذا في شهر كذا من سنة كذا، جئت الليلة لأقضي حقك واُؤنس وحدتك وأدفع عنك وحشتك، فإذا نُفخ في الصور أظللت في عرصة القيامة على رأسك. أبشر، فلن تُعدم الخير من مولاك أبداً».۱

۷ - باب استحباب صلاة كلّ ليلة من شعبان وكيفيتها۲

۸ - باب استحباب صلاة ليلة نصف شعبان وكيفيتها والإكثار من العبادة فيها۳

۱.ابن ماجة: حدّثنا الحسن بن عليّ الخلّال، ثنا عبد الرزّاق، أنبأنا ابن أبي سبرة، عن إبراهيم بن محمّد، عن معاوية بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب علیه السلام، قال: قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم:
«إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها، فإنّ الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفر لي فأغفر له ! ألا مسترزق فأرزقه ! ألا مبتلىً فاُعافيه ! ألا كذا، ألا كذا! حتى يطلع الفجر».۴

۲.البيهقي: أخبرنا عبد الخالق بن عليّ المؤذّن، أنا أبو جعفر محمّد بن بسطام القومسي بقريةٍ، وإنّه نا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن جابر، حدّثني أحمد بن عبد الكريم، نا خالد الحمصي، عن عثمان بن سعيد بن كثير، عن محمّد بن المهاجر، عن الحكم بن عتبة، عن إبراهيم، قال: قال عليّ علیه السلام:

1.. معجم شيوخ الأبرقوهي: ص۷۷ - ۸۰ ح۳۱ وفي ذيله "غير خافٍ على من له شرب في هذا الفنّ أنّ هذا الحديث موضوع مصنوع"، جامع الاُصول: ج۶ ص۱۵۴ ح۴۲۶۸ رواه مختصراً وزاد في ذيله " الحديث مطعون فيه".

2.. وسائل الشيعة: ج۸ ص۱۰۰ - ۱۰۵.

3.. وسائل الشيعة: ج۸ ص۱۰۵ - ۱۱۰.

4.. سنن ابن ماجة: ج۱ ص۴۴۴ ح۱۳۸۸، شعب الإيمان: ج۳ ص۳۷۸ - ۳۷۹ ح۳۸۲۲، الفردوس: ج۱ ص۲۵۹ ح۱۰۰۷.


مدارک فقه اهل السّنّة علی نهج وسائل الشّیعة الی تحصیل مسائل الشّریعة - المجلد السابع
80

في غالب ظنّي، فإن لم يكن سماعاً فإجازة -، قال: أنا الإمام الزاهد شيخ الإسلام أبو محمّد عبد القادر بن أبي صالح بن عبد الله الجيلي الحنبلي - بقراءتي عليه -، قال: أنا الشيخ أبو البركات هبة الله السقطي، قال: أنا القاضي أبو الفضل جعفر بن يحيى المكّي، قال: أنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الكريم بن محمّد الجزري بمكّة في المسجد الحرام، قال: أنا أبو الحسن عليّ بن عبد الله بن جهضم الهمذاني، أنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن سعيد السعدي البصري، قال: أنا أبي، قال: أنا خلف بن عبد الله الصنعاني، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم:
«رجب شهر الله تعالى، وشعبان شهري، ورمضان شهر اُمّتي».
قيل: يا رسول الله ما معنى قولك: شهر الله؟ قال:
«لأنّه مخصوص بالمغفرة، وفيه تُحقن الدماء، وفيه تاب الله على أنبيائه، وفيه أنقذ أولياءه من يد أعدائه، من صامه استوجب على الله ثلاثة أشياء: مغفرة لجميع ما سلف من ذنوبه، وعصمة فيما بقي من عمره، وأما الثالث: يأمن العطش يوم العرض الأكبر».
فقام شيخ كبير ضعيف، فقال: يا رسول الله، إنّي أعجز عن صيامه كلّه! فقال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم:
«صُم أوّل يوم منه وأوسط يوم منه وآخر يوم منه؛ فإنّك تُعطى ثواب من صامه كلّه، فإنّ الحسنة بعشر أمثالها، ولكن لا تغفلوا عن ليلة أوّل جمعة في رجب، فإنّها ليلة تسميها الملائكة الرغائب؛ وذلك أنّه إذا مضى ثلث الليل لا يبقى ملك في جميع السماوات والأرضين إلّا ويجتمعون في الكعبة وحواليها، فيطّلع الله عليهم اطلاعة فيقول: ملائكتي، سلوني ما شئتم. فيقولون: ربّنا حاجتنا إليك أن تغفر لصوّام رجب. فيقول الله تعالى: قد فعلتُ ذٰلك».
ثم قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم:
«فما من أحد يصوم يوم الخميس - أوّل خميس في رجب - ثم يصلّي فيما بين العشاء والعتمة - يعني: ليلة الجمعة - اثنتي عشرة ركعة، يقرأ في كلّ ركعة بفاتحة الكتاب مرة و «إنّا أنزَلناهُ في لَيلَةِ القَدر» ثلاث مرّات و «قُل هُوَ اللهُ أحَد» اثنتي عشرة مرّة، يفصل بين كلّ ركعتين بتسليمة، فإذا فرغ من صلاته صلّى عليّ سبعين مرّة يقول: "اللّٰهمّ صلِّ على محمّد النبيّ الاُمّي وعلى آله"، ثم يسجد سجدة ويقول في سجوده: "سُبّوح قدّوس ربّ الملائكة والروح" سبعين مرّة، ثم يرفع رأسه ويقول: "ربِّ اغفر وارحم وتجاوز عمّا تعلم، فإنّك أنت العزيز الأعظم" سبعين مرّة، ثم يسجد الثانية فيقول فيها مثل ما قال في السجدة الاُولى، ثم يسأل الله حاجته في سجوده فإنّها تقضى».

  • نام منبع :
    مدارک فقه اهل السّنّة علی نهج وسائل الشّیعة الی تحصیل مسائل الشّریعة - المجلد السابع
    سایر پدیدآورندگان :
    محمود کريميان، سیدمحمدحسن حکیم
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1400
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1577
صفحه از 396
پرینت  ارسال به