وتعبّد أهل الورع، وعرفان أهل العلم حتى أخافك، اللّٰهمّ أسألك مخافةً تحجزني عن معاصيك، حتى أعمل بطاعتك عملاً أستحقّ به رضاك، وحتى اُناصحك في التوبة خوفاً منك، وحتى أخلص لك النصيحة حبّاً لك، وحتى أتوكّل عليك في الاُمور حسن ظنّ بك، سبحان خالق النار".
فإذا فعلت ذٰلك يا بن عبّاس غفر الله لك ذنوبك؛ صغيرها وكبيرها، وقديمها وحديثها، وسرّها وعلانيتها، وعمدها وخطأها».۱
۴ - باب تأكّد استحباب صلاة جعفر في صدر النهار من يوم الجمعة وجوازها في كلّ يوم وليلة، واستحباب قنوتين فيها، في الثانية وفي الرابعة قبله أو بعده۲
۱.أبو داود: حدّثنا محمّد بن سليمان الأبلي، ثنا حبّان بن هلال أبو حبيب، ثنا مهدي بن ميمون، ثنا عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء، قال: حدّثني رجل كانت له صحبة - يرون أنه عبد الله بن عمرو -، قال: قال النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم: «إيتني غداً أحبوك واُثيبك واُعطيك»، حتى ظننت أنه يعطيني عطيّةً، قال:
«إذا زال النهار فقم فصلّ أربع ركعات، تقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب وسورة، فإذا فرغت من القراءة في أوّل ركعة وأنت قائم قلت: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إلٰه إلّا الله، والله أكبر" خمس عشرة مرّة، ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشراً، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشراً، ثم تهوي ساجداً فتقولها وأنت ساجد عشراً، ترفع رأسك - يعنى من السجدة الثانية - فاستوِ جالساً، ولا تقم حتى تسبّح عشراً وتحمّد عشراً وتكبّر عشراً وتهلّل عشراً، ثم تصنع ذٰلك في الأربع ركعات». قال: «فإنّك لو كنت أعظم أهل الأرض ذنباً غفر لك بذلك».
قلت: فإن لم أستطع أن اُصلّيها تلك الساعة؟ قال: «صلِّها من الليل والنهار».۳
وتقدّم في الباب ۱ من هذه الأبواب ما يدلّ عليه.
۵ - باب استحباب صلاة جعفر في الليل والنهار والحضر والسفر وفي المحمل سفراً، وجواز الاحتساب بها من النوافل المرتّبة وغيرها من الأداء أو من القضاء۴
1.. المعجم الأوسط: ج۳ ص۱۴ ح۲۳۱۸.
2.. وسائل الشيعة: ج۸ ص۵۶ - ۵۷.
3.. سنن أبي داود: ج۲ ص۳۰ ح۱۲۹۸، سنن البيهقي: ج۳ ص۷۴ ح۴۹۱۹.
4.. وسائل الشيعة: ج۸ ص۵۷ - ۵۸.