حقّ رعايتها، فعاقبهم الله بتركها، قال: (وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِم)^۱ إلى آخر الآية.^۲

وتقدّم في الباب ۲ و ۷ ويأتي في الباب ۱۰ من هذه الأبواب ما يدلّ عليه.

۱۰ - باب عدم جواز الجماعة في صلاة النوافل في شهر رمضان ولا في غيره عدا ما استثني^۳

۱.مسلم النيسابوري: حدّثني زهير بن حرب، حدّثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، حدّثنا سليمان، عن ثابت، عن أنس، قال: كان رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم يصلّى في رمضان، فجئت فقمت إلى جنبه، وجاء رجل آخر فقام أيضاً، حتى كنا رهطاً^۴، فلمّا حسّ النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم أنا خلفه جعل يتجوّز في الصلاة، ثم دخل رحله فصلّى صلاة لا يصلّيها عندنا، قال: قلنا له حين أصبحنا: أفطنت لنا الليلة؟ قال: فقال: «نعم، ذاك الذي حملني على الذي صنعت»....^۵

وروي عن "عكرمة^۶" عنه صلّی الله علیه و آله و سلّم نحوه.

۲.البيهقي: أنبأ أبو سعد الماليني، ثنا أبو أحمد بن عديّ الحافظ، ثنا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز، ثنا منصور بن أبي مزاحم، ثنا أبو شيبة، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عبّاس، قال: كان النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم يصلّي في شهر رمضان في غير جماعة بعشرين ركعة والوتر.^۷

۳.أبو داود: حدّثنا أحمد بن سعيد الهمداني، ثنا عبد الله بن وهب، أخبرني مسلم بن خالد، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: خرج رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم فإذا أناس في رمضان يصلّون في ناحية المسجد، فقال: «ما هؤلاء»؟ فقيل: هؤلاء ناس ليس معهم قرآن، واُبيّ بن كعب يصلّي وهم يصلّون بصلاته، فقال النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم: «أصابوا، ونعم ما صنعوا».^۸

۸ - باب استحباب الصلاة المخصوصة كلّ ليلة من شهر رمضان وأوّل يوم منه^۱

۹ - باب عدم وجوب نافلة شهر رمضان، وعدم استحباب زيادة النوافل المرتّبة فيه، وحكم صلاة الليل^۲

۱.البخاري: حدّثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة اُمّ المؤمنين؛ أنّ رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم صلّى ذات ليلة في المسجد فصلّى بصلاته ناس، ثم صلّى من القابلة فكثر الناس، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة فلم يخرج إليهم رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم، فلمّا أصبح قال: «قد رأيت الذي صنعتم، ولم يمنعني من الخروج إليكم إلّا أنّي خشيت أن تُفرض عليكم». وذلك في رمضان.^۳

۲.البخاري: حدّثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أنّه أخبره؛ أنّه سأل عائشة: كيف كانت صلاة رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم في رمضان؟ فقالت: ما كان رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة....^۴

۳.مسلم النيسابوري: حدّثنا عمرو الناقد، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن أبي لبيد، سمع أبا سلمة، قال: أتيت عائشة فقلت: أی اُمّه، أخبريني عن صلاة رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم، فقالت: كانت صلاته في شهر رمضان وغيره ثلاث عشرة ركعة بالليل، منها ركعتا الفجر.^۵

۴.ابن أبي الدنيا بإسناده: عن أبي أمامة الباهلي - صاحب رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم - يقول: أحدثتم قيام شهر رمضان ولم يُكتب عليكم، إنّما كتب عليكم الصيام، فدوموا على القيام إذا فعلتموه ولا تتركوه، فإنّ ناساً من بني إسرائيل ابتدعوا بدعة لم يكتبها الله عليهم ابتغوا بها رضوان الله، فلم يرعوها