«صلاة المسايفة ركعة على أيّ وجه كان الرجل يجزىء عنه، فإذا - أحسبه قال - فعل ذلك لم يُعد».^۱

۲.الدارمي: أخبرنا يزيد بن هارون، عن ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، قال: حُبسنا يوم الخندق حتّى ذهب هَوِيٌّ^۲ من الليل حتّى كُفينا، وذلك قول الله تعالى: (وَكَفَى اللهُ المُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزًا)^۳، فدعا النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم بلالاً فأمره فأقام، فصلّى الظهر فأحسن كما كان يصلّيها في وقتها، ثمّ أمره فأقام العصر، فصلّاها، ثمّ أمره فأقام المغرب، فصلّاها، ثمّ أمره فأقام العشاء، فصلّاها، وذلك قبل أن ينزل: (فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا).^۴

۳.ابن المبارك: عن أبي بكر بن أبي مريم الغسّاني، قال: حدّثني ضمرة ومهاصر ابنا حبيب، قالا: خرج رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم في سريّة، فأدركَته الصلاة وهو على ظهر، فصلّى رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم على ظهر، ونزل ابن رواحة فصلّى بالأرض، ثمّ أتى إلى النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم فقال: «يا بن رواحة، أرغبت عن صلاتي؟»، قال: لست مثلك، أنت تسعى في عنق^۵ ونحن نسعى في رفق، فلم يعِب عليه ما صنع.
قال: وخرج النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم في سريّة فصلّى أصحابه على ظهر، فاقتحم رجل من الناس فصلّى على الأرض، فقال: «خالَفَ، خالَفَ الله به»، فما مات الرجل حتّى خرج من الإسلام.^۶

۴.البخاري: قال الأوزاعي: إن كان تهيّأ الفتح ولم يقدروا على الصلاة، صلّوا إيماءً كلّ امرئ لنفسه، فإن لم يقدروا على الإيماء أخّروا الصلاة حتّى ينكشف القتال أو يأمنوا، فيصلّوا ركعتين، فإن لم يقدروا صلّوا ركعة وسجدتين، لا يجزئهم التكبير، ويؤخّرونها حتّى يأمنوا، وبه قال مكحول.
وقال أنس: حضرت عند مناهضة حصن تستر عند إضاءة الفجر، واشتدّ اشتعال القتال فلم يقدروا على الصلاة، فلم نصلّ إلّا بعد ارتفاع النهار، فصلّيناها ونحن مع أبي موسى ففتح لنا. وقال أنس: وما يسرّني بتلك الصلاة الدنيا وما فيها.^۷

۵.الطبري بإسناده: عن جابر بن غراب، قال: كنّا مع هرم بن حيّان نقاتل العدوّ مستقبلي المشرق، فحضرت الصلاة، فقالوا: الصلاة، فقال: يسجد الرجل تحت جُنَّتِه سجدة.^۱

۶.ابن المبارك: عن الأوزاعي، عن سابق البربري، قال: كتب مكحول إلى حسن البصري، فجاء كتابه ونحن بدابق؛ في الرجل يطلب عدوّه وهم منهزمون، فحضرت الصلاة، أيصلّي على ظهر فرسه؟ قال: بل ينزل فيستقبل القبلة، فإن كان عدوّهم يطلبوهم فليصلِّ على ظهر فرسه إيماءً.^۲

وروي عن"عطاء^۳" وعن"الأوزاعي وأحمد وأبي ثور^۴" وعن"الشافعي^۵" كلّها نحوه.

۷.ابن المنذر النيسابوري: كان سفيان الثوري يقول: إذا كنت بأرضٍ تخاف السبع أو الذئب، أو العدو إن نزلتَ أن يأخذوك، أومأت إيماءً حيث كان وجهك، واقفاً كنت أو سائراً... وكان مالك يقول: من خاف لصّاً أو سبعاً صلّى المكتوبة على دابّته، فإذا أمن أعاد في الوقت.^۶

۸.عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن الرجل يطلبه العدوّ كيف يصلّي؟ قال: كيف ما قدر، يجعل السجود أخفض من الركوع. قلت: إن كان هو الطالب؟ قال: ينزل يصلّي. قلت لأبي: فإن خاف أن يعود عليه إن نزل؟ قال: يصلّي على ظهر الدابّة؛ لقوله: (فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا)^۷.^۸

وتقدّم في الباب ۲ ویأتي في الباب ۴ من هذه الأبواب ما یدلّ علیه.

۴ - باب كيفية صلاة المطاردة والمسايفة وجملة من أحكامها^۹

۱.البزّار: حدّثنا محمّد بن المثنّى، حدّثنا محمّد بن الحارث: حدّثني محمّد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم: