ركعتين أو أربعاً - شكّ أبو عاصم -، ركوعهم وسجودهم وقيامهم معاً جميعاً، فهمّ بهم المشركون أن يُغيروا على أمتعتهم وأثقالهم، فأنزل الله عليه: (فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ)^۱، فصلّى العصر وصفّ أصحابه صفّين، ثمّ كبّر بهم جميعاً، ثمّ سجد الأوّلون سجدة والآخرون قيام، ثمّ سجد الآخرون حين قام النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم، ثمّ كبّر بهم وركعوا جميعاً، فتقدّم الصفّ الآخر واستأخر الصفّ الأوّل، فتعاقبوا السجود كما فعلوا أوّل مرّة، وقصر العصر إلى ركعتين.^۲

۱۶.البخاري بإسناده: عن سهل بن أبي حثمة، قال: يقوم الإمام مستقبل القبلة، وطائفة منهم معه وطائفة من قبل العدوّ وجوههم إلى العدوّ، فيصلّي بالذين معه ركعة، ثمّ يقومون فيركعون لأنفسهم ركعة، ويسجدون سجدتين في مكانهم، ثمّ يذهب هؤلاء إلى مقام أُولئك فيجيء أُولئك فيركع بهم ركعة، فله ثنتان، ثمّ يركعون ويسجدون سجدتين.^۳

۱۷.أبو يوسف بإسناده: عن إبراهيم، أنّه قال: في صلاة الخوف: تقوم طائفة مع الإمام، وطائفة بإزاء العدوّ، فيكبّر الإمام بالطائفة التي معه ويصلّي بهم ركعة، فإذا فرغوا منها ذهبوا حتّى يكونوا بإزاء العدوّ، من غير أن يتكلمّوا، والإمام مكانه، وتأتي الطائفة التي بإزاء العدوّ فيصلّي بهم الإمام ركعة أُخرى، حتّى إذا فرغ منها انصرف الإمام، وذهب هؤلاء من غير أن يتكلّموا حتّى يكونوا بإزاء العدوّ، فيجيء الآخرون فيقضون وحداناً ركعة ركعة، ويسلّمون، فذلك قوله تعالى: (وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ)^۴ إلى آخر الآية.^۵

وروي عن"ابن عبّاس^۶" وعن"مسروق^۷" وعن"أبي حنيفة ومحمّد بن الحسن^۸" كلّها نحوه.

فكان للنبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم ركعتان ولهم ركعة.^۱

وروي عن"أبي موسی الأشعري^۲" وعن"زيد بن ثابت^۳" وعن"سعيد بن جبير^۴" كلّها عنه صلّی الله علیه و آله و سلّم نحوه.

۱۳.الحاكم النيسابوري: أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمدان، ثنا أبو حاتم محمّد بن إدريس الرازي، ثنا سعيد بن أبي مريم، أنبأ يحيى بن أيّوب، حدّثني يزيد بن الهاد، حدّثني شرحبيل بن سعد، عن جابر بن عبد الله، عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم في صلاة الخوف قال: قام رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم وطائفة من خلفه وطائفة من وراء الطائفة الّتي خلف رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم قعود، وجوههم كلّهم إلى رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم، فكبّر رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم فكبّرَت الطائفتان، فركع فركعت معه الطائفة الّتي خلفه والآخرون قعود، ثمّ سجد فسجدوا أيضا والآخرون قعود، ثمّ قام فقاموا ونكصوا خلفه حتّى كانوا مكان أصحابهم قعوداً، وأتت الطائفة الأُخرى فصلّى بهم ركعة وسجدتين، ثمّ سلّم والآخرون قعود، ثمّ سلّم، فقامت الطائفتان كلتاهما فصلّوا لأنفسهم ركعة وسجدتين، ركعة وسجدتين.^۵

۱۴.الحاكم النيسابوري: أخبرني أبو عليّ الحسين بن عليّ الحافظ، أنبأ عبدان الأهوازي، ثنا محمّد بن معمر بن ربعي القيسي، ثنا عمرو بن خليفة البكراوي، ثنا أشعث بن عبد الملك الحمراني، عن الحسن عن أبي بكرة؛ أنّ النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم صلّى بالقوم في صلاة الخوف صلاة المغرب ثلاث ركعات، ثمّ انصرف وجاء الآخرون فصلّى بهم ثلاث ركعات.^۶

۱۵.الطبري: حدّثني محمّد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد؛ في قوله: (فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصّلاة)^۷، قال: يوم كان النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم وأصحابه بعسفان والمشركون بضجنان، فتواقفوا، فصلّى النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم بأصحابه صلاة الظهر