«رأيت رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم ليلة النصف من شعبان قام فصلّى أربعة عشرة ركعة، ثم جلس بعد الفراغ فقرأ بـ اُمّ القرآن أربع عشرة مرّة، و«قُل هُوَ اللهُ أحَد» أربع عشرة مرّة، و«قُل أعوذُ بِرَبّ الفَلَق» أربع عشرة مرّة، و«قل أعوذُ بِرَبِّ النّاس» أربع عشرة مرّة، وآية الكرسيّ مرّة، (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) الآية۱، فلمّا فرغ من صلاته سألته عمّا رأيت من صنعه، قال: من صنع مثل الذي رأيت كان له عشرين حجّة مبرورة، وصيام عشرين سنة مقبولة، فإن أصبح في ذٰلك اليوم صائماً كان له كصيام سنتين؛ سنة ماضية وسنة مستقبلة».۲
۳.البيهقي: أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو منصور محمّد بن أحمد بن الأزهري الهروي، نا الحسين بن إدريس، نا أبو عبيد الله ابن أخي بن وهب، نا عمّي، نا معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، أنّ عائشة قالت: قام رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم من الليل يصلّي، فأطال السجود حتى ظننت أنّه قد قُبض، فلمّا رأيت ذلك قمت حتى حرّكت إبهامه فتحرّك، فرجعت، فلمّا رفع إليّ رأسَه من السجود وفرغ من صلاته، قال: «يا عائشة - أو: يا حُميراء -، أظننت أنّ النبيّ قد خاسَ۳ بكِ؟»، قلت: لاوالله يا رسول الله، ولكنّني ظننت أنّك قُبضت لطول سجودك! فقال: «أتدرين أيّ ليلة هذه؟»، قلت، الله ورسوله أعلم. قال:
«هذه ليلة النصف من شعبان، إنّ الله عزّ و جلّ يطّلع على عباده في ليلة النصف من شعبان؛ فيغفر للمستغفرين، ويرحم المسترحمين، ويؤخّر أهل الحقد كما هم».۴
وتقدّم في الباب ۶ من أبواب نافلة شهر رمضان والباب ۱ و ۵ من هذه الأبواب ما يدلّ عليه.
۹ - باب استحباب صلاة ليلة المبعث ويوم المبعث وكيفيّتها۵
۱.البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدّثني أبو نصر رشيق بن عبد الله الرومي إملاءً من كتابه بالطابران، أنا الحسين بن إدريس الأنصاري، نا خالد بن الهياج، عن أبيه، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن سلمان الفارسي، قال: قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم:
1.. التوبة: ۱۲۸.
2.. شعب الإيمان: ج۳ ص۳۸۶ - ۳۸۷ ح۳۸۴۱.
3.. في شعب الإیمان في ذیل الحدیث: قال الأزهري: قوله: «قد خاس بك»، يقال للرجل إذا غدر بصاحبه فلم يؤته حقّه: قد خاس به.
4.. شعب الإيمان: ج۳ ص۳۸۲ - ۳۸۳ ح۳۸۳۵ وح۳۸۳۷ وص۳۸۵ ح۳۸۳۸ نحوه.
5.. وسائل الشيعة: ج۸ ص۱۱۰ - ۱۱۲.