«أيّها الناس! إنّه قد أظلّكم شهر عظيم، شهر رجب شهر الله الأصمّ، تُضاعف فيه الحسنات، وتستجاب فيه الدعوات، ويفرّج فيه عن الكربات، لا يُردّ للمؤمن فيه دعوة، فمن اكتسب فيه خيراً ضوعف له فيه أضعافاً مضاعفة، والله يضاعف لمن يشاء؛ فعليكم بقيام ليله وصيام نهاره، فمن صلّى في يوم فيه خمسين صلاة يقرأ في كل ركعة ما تيسّر من القرآن، أعطاه الله عزّ و جلّ من الحسنات بعدد الشفع والوتر، وبعدد الشعر والوبر...».۱
۳.الأبرقوهى: أخبرنا الشيخ أبو العبّاس أحمد بن مطيع الباجسرائي - قراءة عليه وأنا أسمع بباجسراء في غالب ظنيّ، فإن لم يكن سماعاً فإجازة -، قال: أنا الإمام الزاهد شيخ الإسلام أبو محمّد عبد القادر بن أبي صالح بن عبد الله الجيلي الحنبلي - بقراءتي عليه -، قال: أنا هبة الله بن المبارك السقطي، قال: أنا محمّد بن أحمد المحاملي، ثنا عليّ بن محمّد المعدّل، قال: أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، أنا سعدان بن نصر بن منصور البزّاز، قال: أنا سفيان بن عيينة، عن الأعمش، عن طارق بن شهاب، عن سلمان الفارسي، عن النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم؛ أنّه قال له وقد استهل رجب:
«يا سلمان، ما من مؤمن ولامؤمنة يصلّي في هذا الشهر ثلاثين ركعة، يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب و «قُل هُوَ اللهُ أحَد» ثلاث مرات، و «قُل يا أَيُّهَا الكافِرون» ثلاث مرّات؛ إلّا محا الله عنه ذنوبه، واُعطي من الأجر كمن صام الشهر كلّه، وكان من المصلّين إلى السنة المقبلة، ورفع له كلّ يوم عمل شهيد من شهداء بدر، وكتب له بصيام كلّ يوم عبادة سنة، ورفع له ألف درجة، فإن صام الشهر كلّه وصلّى هذه الصلاة؛ أنجاه الله من النار، وأوجب له الجنّة، وكان في جوار الله سبحانه. أخبرني بذٰلك جبريل علیه السلام».۲
۴.الخلال بإسناده: عن خالد بن معدان، قال: خمس ليالٍ في السنة من واظب عليهنّ رجاء ثوابهنّ وتصديقاً بوعدهنّ أدخله الله الجنة: أوّل ليلة من رجب؛ يقوم ليلها ويصوم نهارها، وليلة النصف من شعبان؛ يقوم ليلها ويصوم نهارها، وليلة الفطر؛ يقوم ليلها ويصوم نهارها، وليلة الأضحى؛ يقوم ليلها ويصوم نهارها، وليلة عاشوراء؛ يقوم ليلها ويصوم نهارها.۳
ويأتي في الباب ۶ و ۹ من هذه الأبواب ما يدلّ عليه.
۶ - باب استحباب صلاة الرغائب ليلة أوّل جمعة من رجب۴
۱.الأبرقوهى: أخبرنا الشيخ أبو العبّاس أحمد بن مطيع الباجسرائي - قراءة عليه وأنا أسمع بباجسراء