۱ - باب استحبابها وكيفيتها وجملة من أحكامها۱
۱.أبو داود: حدّثنا هارون بن سعيد الأيلي، ثنا خالد بن نزار، حدّثني القاسم بن مبرور، عن يونس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: شكا الناس إلى رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم قُحوطَ المطر، فأمر بمنبر فوضع له في المصلّى ووعد الناس يوماً يخرجون فيه، قالت عائشة: فخرج رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم حين بدا حاجب الشمس، فقعد على المنبر، فكبّر صلّی الله علیه و آله و سلّم وحمد الله عزّ و جلّ، ثم قال:
«إنّكم شكوتم جَدبَ دياركم واستئخارَ المطر عن إبّان زمانه عنكم، وقد أمركم الله عزّ و جلّ أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم»
ثم قال:
«الحمد لله ربّ العالمين، الرحمٰن الرحيم، ملك يوم الدين، لا إلٰه إلّا الله يفعل ما يريد، اللّٰهمّ أنت الله لا إلٰه إلّا أنت الغنيّ ونحن الفقراء، أنزِل علينا الغيثَ، واجعل ما أنزلت لنا قوّة وبلاغاً إلى حين».
ثم رفع يديه فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه، ثم حوّل إلى الناس ظهره وقلب - أو حوّل - رداءه وهو رافع يديه، ثم أقبل على الناس ونزل فصلى ركعتين، فأنشأ الله سحابة فرعدت وبرقت، ثم أمطرت بإذن الله، فلم يأتِ مسجده حتى سالت السيول، فلما رأى سرعتهم إلى الكنّ۲ ضحك صلّی الله علیه و آله و سلّم حتى بدت نواجذه، فقال:
«أشهد أنّ الله على كلّ شيء قدير، وأنّي عبد الله ورسوله».۳