فارتحل فسار غير بعيد، ثمّ نزل فدعا بالوضوء فتوضّأ، ونودي بالصلاة فصلّى بالناس....^۱

۲.مسلم النيسابوري: حدّثني محمّد بن حاتم ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، كلاهما عن يحيى، قال ابن حاتم: حدّثنا يحيى ين سعيد، حدّثنا يزيد بن كيسان، حدّثنا أبو حازم، عن أبي هريرة، قال: عرّسنا مع نبيّ الله صلّی الله علیه و آله و سلّم فلم نستيقظ حتّى طلعت الشمس، فقال النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم: «ليأخذ كلُّ رجل برأس راحلته؛ فإنّ هذا منزل حضَرَنا فيه الشيطان». قال: ففعلنا، ثمّ دعا بالماء فتوضّأ، ثمّ سجد سجدتين - وقال يعقوب: ثمّ صلّى سجدتين -، ثمّ أُقيمت الصلاة فصلّى الغداة.^۲

۳.أبو داود: حدّثنا عبّاس العنبري، ح؛ وثنا أحمد بن صالح، وهذا لفظ عبّاس، أن عبد الله بن يزيد حدّثهم، عن حيوة بن شريح، عن عياش بن عبّاس - يعنى القتباني -، أنّ كليب بن صبح حدّثهم، أنّ الزبرقان حدّثه، عن عمّه عمرو بن أُميّة الضمري، قال: كنّا مع رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم في بعض أسفاره، فنام عن الصبح حتّى طلعت الشمس، فاستيقظ رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم فقال: «تنَحَّوا عن هذا المكان». قال: ثمّ أمر بلالاً فأذّن، ثمّ توضّؤوا وصلّوا ركعتي الفجر، ثمّ أمر بلالاً فأقام الصلاة فصلّى بهم صلاة الصبح.^۳

وروي عن"أبي هريرة^۴" وعن"ذي مخبر الحبشي^۵" وعن"الزهري وابن المسيّب وعطاء^۶" كلّها عنه صلّی الله علیه و آله و سلّم نحوه.

۴.أبو داود: سمعت أحمد؛ سئل عن قوم ناموا عن الصلاة حتّى خرج الوقت، فيصلّون جميعاً؟ قال: نعم؛ فقد صلّى رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم. قيل: فيتنحّوا عن الموضع الذي ناموا فيه؟ قال: نعم.^۷

وتقدّم فی الباب۱ من هذه الأبواب ما يدلّ عليه.

نأخذ، حتى يغمى عليه أكثر من ذلك. وهو قول أبي حنيفة.^۱

وروي عن "إبراهيم^۲" نحوه.

۱۱.الشافعي: من غُلب على عقله بوَسَنٍ^۳ ثقيل، فصلّى وهو لا يعقل، أعاد الصلاة إذا عقل وذهب عنه الوَسَن، ومن شرب شيئاً ليذهب عقله كان عاصياً بالشرب، ولم تُجز عنه صلاتُه، وعليه وعلى السكران إذا أفاقا قضاء كلّ صلاة صلّياها وعقولهما ذاهبة.^۴

۱۲.أبو داود: قلت لأحمد: المغمى عليه يقضي؟ قال: نعم، يقضي ما فاته جميعاً، واحتجّ بحديث عمّار. قلت لأحمد: يقيم لكلّ صلاة؟ قال: إن أقام فلا بأس، وإن لم يُقِم فليس عليه شيء.^۵

ويأتي في الباب ۱۱ من هذه الأبواب ما يدلّ علیه.

۵ - باب استحباب التنحّي عن موضع فوت الصلاة وإيقاع القضاء في موضع آخر^۶

۱.البخاري: حدّثنا مسدّد، قال: حدّثني يحيى بن سعيد، قال: حدّثنا عوف، قال: حدّثنا أبو رجاء، عن عمران، قال: كنّا في سفر مع النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم، وإنّا أسرَينا^۷ حتّى إذا كنّا في آخر الليل وقعنا وقعة، ولا وقعة أحلى عند المسافر منها، فما أيقظَنا الّا حرُّ الشمس، وكان أوّل من استيقظ فلان، ثمّ فلان، ثمّ فلان - يسمّيهم أبو رجاء فنسي عوف - ثمّ عمر بن الخطّاب الرابع، وكان النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم إذا نام لم يوقَظ حتّى يكون هو يستيقظ، لأنّا لا ندري ما يحدث له في نومه، فلمّا استيقظ عمر ورأی ما أصاب الناس وكان رجلاً جليداً، فكبّر ورفع صوته بالتكبير، فما زال يكبّر ويرفع صوته بالتكبير حتّى استيقظ بصوته النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم، فلمّا استيقظ شكوا إليه الذي أصابهم، قال: «لا ضير - أو: لا يضير -، ارتحلوا»،