وتقدّم في الباب ۵۰ من أبواب لباس المصلّي والباب ۱۵ من أبواب ما يسجد عليه ويأتي في الباب ۱۱ و ۱۴من هذه الأبواب والباب ۲۰ من أبواب السجود والباب ۳ من أبواب صلاة الخوف والمطاردة ما يدلّ عليه.

۲ _ باب وجوب الانتصاب في القيام والاستقلال والاستقرار^۱

۱.البخاري: حدّثنا محمّد بن بشار، قال: حدّثنا يحيى عن عبيد الله، قال: حدّثني سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة: أنّ رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم دخل المسجد، فدخل رجل فصلّى فسلّم على النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم فردّ وقال: «ارجع فصلّ؛ فإنّك لم تصلّ»، فرجع يصلّي كما صلّى، ثمّ جاء فسلّم على النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم فقال: «ارجع فصلّ؛ فإنّك لم تصلّ» ثلاثاً، فقال: والذي بعثك بالحقّ، ما اُحسن غيره فعلّمني، فقال: «إذا قمت إلى الصلاة فكبّر، ثمّ اقرأ ما تيسّر معك من القرآن، ثمّ اركع حتّى تطمئنّ راكعاً، ثمّ ارفع حتّى تعتدل قائماً... ».^۲

۲.الترمذي: حدّثنا محمّد بن بشّار ومحمّد بن المثنىّ، قالا: حدّثنا يحيى بن سعيد القطّان، حدّثنا عبد الحميد بن جعفر، حدثنا محمّد بن عمرو بن عطاء، عن أبي حميد الساعدي، قال: سمعته وهو في عشرة من أصحاب النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم أحدهم أبو قتادة بن ربعي يقول:... كان رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم إذا قام إلى الصلاة اعتدل قائماً....^۳

وتقدّم في الباب ۱ من أبواب أفعال الصلاة ويأتي في الباب ۱۶ من أبواب الركوع ما يدلّ عليه.

۳ _ باب جواز التوكّي على إحدى الرجلين من طول القيام، وحكم القيام على أصابعهما، وعلى رجل واحدة ^۴

۱.البخاري: حدّثنا صدقة بن الفضل، أخبرنا ابن عيينة، حدّثنا زياد ـ هو ابن علاقة ـ ؛ أنّه سمع المغيرة يقول: قام النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم حتّى تورَّمت قدماه، فقيل له: غفر الله لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر،

۱۵.أبو سليمان الجوزجاني: قلت [لمحمّد بن الحسن]: أرأيت المريض الذي لا يستطيع أن يقوم ولا يقدر على السجود كيف يصنع؟ قال: يومئ على فراشه إيماء، ويجعل السجود أخفض من الركوع، قلت: فإن صلّى وكان يستطيع أن يقوم ولا يستطيع أن يسجد؟ قال: يصلّي قاعداً يومئ إيماء، قلت: فإن صلّى قائماً يومئ إيماء؟ قال: يجزيه، قلت: فإن كان لا يستطيع أن يصلّي إلّا مضطجعاً كيف يصنع؟ قال: يستقبل القبلة، ثمّ يصلّي مضطجعاً يومئ إيماء، ويجعل السجود أخفض من الركوع.^۱

۱۶.عبد الرحمن بن القاسم: قال مالك _ في المريض الذي لا يستطيع أن يسجد وهو يقدر على الركوع قائماً، ويقدر على الجلوس ولا يقدر على السجود والركوع، ويقدر على القيام والجلوس _: أنّه إذا قدر على القيام والركوع والجلوس قام فقرأ، ثمّ ركع وجلس وأومأ للسجود جالساً على قدر ما يطيق، وإن كان لا يقدر على الركوع قام فقرأ وركع قائماً، يومئ للركوع، ثمّ يجلس ويسجد إيماء....
وقال مالك: وإن لم يستطع المريض أن يصلّي متربّعاً صلّى على قدر ما يطيق من قعوده أو على جنبه أو على ظهره ويستقبل به القبلة.
وقال مالك في المريض الذي لا يستطيع الصلاة قاعداً، قال: يصلّي على قدر ما يطيق من قعوده، فإن لم يستطع أن يصلّي قاعداً فعلى جنبه أو على ظهره، تجعل رجلاه ممّا يلي القبلة ووجهه مستقبل القبلة.^۲

۱۷. الشافعي: لا يكون لأحد أن يصلّي قاعدا إلّا من مرض لا يقدر معه على القيام وهو يقدر على القيام، إلّا في حال الخوف التي ذكرت، ولا يكون له بعذر غيره أن يصلّي قاعداً إلّا من مرض لا يقدر على القيام... وإذا لم يطق القيام صلّى قاعداً، وركع وسجد إذا أطاق الركوع والسجود. ^۳

۱۸. أبو بكر الشاشي: _ في صلاة المريض _: إن عجز عن القعود فقد نصّ الشافعي على أنّه يضطجع على جنبه الأيمن مستقبل القبلة، فإذا لم يستطع استلقى على ظهره ورجلاه إلى القبلة، وبه قال أحمد ومالك. وقال أبو عليّ في الإفصاح: يستلقي على ظهره ويستقبل القبلة برجليه حتّى يكون إيماؤه في الركوع والسجود إلى القبلة، وبه قال أبو حنيفة... فإن لم يستطع أن يومىء برأسه إلى الركوع والسجود أومأ بطرفه. وقال أبو حنيفة: إذا انتهى إلى هذه الحالة سقط عنه فرض الصلاة.^۴