۶۸ _ باب استحباب سبق الناس في الدخول إلى المساجد والتأخّر عنهم في الخروج منها ^۱

۱.الطبراني: حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرق الحمصي، ثنا عبد الوهّاب بن الضحّاك، ثنا إسماعيل بن عيّاش، عن شرحبيل بن مسلم، عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم:
«إنّ لله ملائكة تغدو براياتها إلى المساجد، فيدخلون مع أوّل داخل ويخرجون مع آخر خارج».^۲

۲.أبو الشيخ الأصبهاني: حدّثنا الوليد، حدّثنا إبراهيم بن أحمد بن المنخل، حدّثنا عثمان بن عبد الله، حدّثنا مبشّر بن إسماعيل الحلبي، حدّثنا جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، عن ابن عبّاس، قال: وقف جبريل على رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم فقال له رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم: «يا جبريل، سل ربّك: أيّ البقاع خير؟ وأيّ البقاع شرّ؟» فاضطرب جبريل تلقاءه، فقال له عندما أفاق: يا محمّد، هل يسئل الربّ؟ الربّ أجلّ وأعظم من ذلك، ثمّ غاب عنه جبريل، ثمّ أتاه، ثمّ قال له: يا محمّد، لقد وقفت اليوم موقفاً لم يقفه ملك قبلي ولا يقفه ملك بعدي، كان بيني وبين الجبّار تبارك وتعالى سبعون ألف حجاب من نور، الحجاب يعدل العرش والكرسي والسماوات والأرض بكذا وكذا ألف عام، فقال: أخبر محمّداً صلّی الله علیه و آله و سلّم أنّ خير البقاع المساجد، وخير أهلها أوّلهم دخولاً وآخرهم خروجاً، وشرّ البقاع الأسواق، وشرّ أهلها أوّلهم دخولاً وآخرهم خروجاً.^۳

۳.الدّيلمي: عن ابن عبّاس، [عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم]:
«﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ـ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ﴾^۴ أوّل من يهجر إلى المسجد وآخر من يخرج منه».^۵

۴.ابن حنبل بإسناده: عن عثمان بن أبي مرّة؛ تلا هذه الآية: ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ﴾، قال: هم أوّلهم رواحاً إلى المسجد، وأوّلهم خروجاً في سبيل الله عز وجل.^۶
وروي عن "عثمان بن أبي سودة^۷" مثله.

وروي عن "الزبير بن العوّام وطلحة بن عبيد الله والحسن^۱" كلّها نحوه.

۶.عبد الرزّاق: عن ابن جريج، قال: قال إنسان لعطاء: أكان يقال: إذا مرّ الرجل بالمسجد فليركع فيه ركعتين؟ فقال: لم أسمع فيه ذلك، وذلك حسن.^۲

۷.ابن أبي شيبة بإسناده: عن زيد بن أسلم، قال: كان أصحاب النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم يدخلون المسجد، ثمّ يخرجون ولا يصلّون....^۳
وروي عن "ابن عمر وسالم^۴" کلاهما مثله.

۸.ابن أبي شيبة بإسناده: عن عطاء؛ في الرجل يدخل المسجد يصلّي فيه كلّما مرّ، قال: يصلّي ركعتين، ثمّ يمرّ فيه سائر يومه.^۵
وروي عن "الشعبي^۶" نحوه.

۹.ابن أبي شيبة بإسناده: عن حنش، قال: رأيت سويد بن غفلة يمرّ في مسجدنا، فربما صلّى وربما لم يصلِّ.^۷

۱۰.عبد الرحمن بن القاسم: كان مالك يكره للرجل إذا دخل المسجد فأراد القعود أن يقعد ولا يركع ركعتين، فأمّا إن دخل مجتازاً لحاجته فكان لا يرى بأساً أن يمرّ في المسجد ولا يركع. قال: وذكر مالك عن زيد بن ثابت صاحب النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم وسالم بن عبد الله أنّهما كانا يخرقان المسجد لحاجتهما ولا يركعان وقال مالك: بلغني عن زيد بن ثابت أنّه كره أن يمرّ مجتازاً ولا يركع.^۸

۱۱.الكوسج: قلت له [لابن حنبل]: تكره أن يمرّ الرجل في المسجد ولا يصلّي فيه؟ قال: أمّا مارّاً فلا أكرهه، ولكن لا يجلس حتّى يصلّي، ولا يتّخذه طريقاً.^۹

وتقدّم في الباب ۴۲ من هذه الأبواب ما يدلّ عليه.