109
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس

واحتمل في النهاية:

ويمكن أن يقال: إنّ الوجه في اختلاف الروايات عدم إرادة إظهار الحقيقة ومدّة ما يعيش فيها المهديّ علیه السلام كإخفاء وقت ظهوره ليذهب ذهن السامع كلّ مذهب، ويعقد أمله بالنجاح ويأمل في بقاء المهديّ علیه السلام أطول مدّة، وإن كان ترجيح السبع ـ كما عرفت ـ هو الأقوى.۱

ورأى آية اللّه‏ مكارم الشيرازيّ أنّ اختلافات أحاديث مدّة حكم الإمام المهديّ علیه السلام يمكنها أن تشير ـ في الحقيقة ـ إلى مراحل تلك الحكومة، فبداية تشكّلها وتأسيسها في خمس أو سبع سنوات، ومدّة تكاملها في أربعين سنة، والمرحلة الأخيرة تربو على ثلاثمئة سنة.

ومن المسلّم به أنّ هذه الشهرة والمقدّمات ـ بغضّ النظر عن الأحاديث الإسلاميّة ـ ليست من أجل زمن قصير، بل لمدّة طويلة تستحقّ تحمّل كلّ هذا الجهد والعناء.۲

دراسة الأحاديث

تنوّعت كثيراً أحاديث هذا الباب وتعارضت في بعض الأحيان، وكلّ الروايات الراصدة لزمن حكم الإمام المهديّ علیه السلام أو مدّة بقائه على الأرض بعد القيام، ضعيفة من حيث السند، سوى قسم منها يتحدّث عن سبع وتسع سنين يُعتبر صحيحاً عند بعض أهل السنّة، وأمّا الآخرون فيرونها ضعيفة.

إضافة إلى أنّه لا يمكن إثبات شيء في القضايا التاريخيّة والعقائديّة بالاستناد إلى حديث واحد وإن عُدّ معتبراً من حيث السند، فينبغي في هذه الموضوعات الأخذ بقرائن أُخرى للاعتماد على ما نُقل من صحّة المضمون.۳

1.. المهديّ علیه السلام : ص ۲۳۸ ـ ۲۳۹.

2.. راجع: حكومت جهاني مهدي عليه‏السلام بالفارسيّة: ص ۲۸۱.

3.. يُتعامل مع المسائل العمليّة الدينيّة بتشدّد أقلّ؛ لأنّه لايراد هنا كشف الواقع، بل معرفة الوظيفة للعمل بها،ويمكن حلّ هذا الموضوع حتّى بالأُصول العمليّة التي هي مجرّد طريق للخروج من الحيرة في مقام العمل، وأمّا في المسائل الناظرة إلى كشف الواقع، فلا يمكن العمل بمجرّد التعبّد، وينبغي وجود قرائن تتناسب مع أهمّية الموضوع وتوجب الاطمئنان بالواقع.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
108

الأساس ربّما تقصد الأحاديث المنطوية على تعبير «عاش» و«يعيش» حياةَ الإمام عليه‏السلام بعد حكمه.

ومن الطبيعيّ أنّ مدّة حكمه تكون أقصر من مدّة حياته ؛ لأنّ استقرار حكومته بعد ظهوره يستغرق زمناً، ومهما قصرت مدّة جهاده لإقامة الحكومة واستقرارها في منطقة من الأرض، فلها بنفسها وقت خارج عن مدّة حكمه، ومن ثمّ أيّ تقدير لحكومته يؤذ بنظر الاعتبار، ينبغي أن يكون أقصر من حياته.

الآراء

ذُكرت وجوه مختلفة للجمع بين الأحاديث، فقال العلاّمة المجلسيّ في هذا الصدد:

الأخبار المختلفة الواردة في أيّام ملكه عليه‏السلام بعضها محمول على جميع مدّة ملكه، وبعضها على زمان استقرار دولته، وبعضها على حساب ما عندنا من السنين والشهور، وبعضها على سنيّه وشهوره الطويلة، واللّه‏ أعلم.۱

ولعلّ جملة: «واللّه‏ أعلم» في نهاية قول المجلسيّ، تعكس تردّده في هذا الجمع.

وقال آيه‏اللّه‏ السيّد صدر الدين صدر:

أكثر الروايات متّفقة على تحقيق ملكه سبع سنين، والشكّ في الزيادة إلى تمام تسع...۲. وقال ابن حجر العسقلانيّ إنّ الذي اتّفقت عليه الأحاديث أنّه يملك سبع سنين من غير شكّ. ونقل عن أبي الحسين الآجري استفاضة الأخبار وتواترها بأنّه يملك سبع سنين.۳

أقول وهو الأظهر الأشهر، وفيه فضيلة عظيمة للمهديّ عليه‏السلام، وهو قيامه بالإصلاح الموعود من حيث الدين والدنيا في هذه المدّة القليلة، كما قام جدّه المعظّم صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في مدّة ثماني سنين، أي من السنة الثانية من الهجرة....

1.. بحار الأنوار: ج ۵۲ ص ۲۸۰.

2.. إسعاف الراغبين: ص ۱۵۵.

3.. تهذيب التهذيب: ج ۵ ص ۸۷ ح ۶۸۹۴ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8786
صفحه از 483
پرینت  ارسال به