99
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس

أشهُرٍ حَتّى تَقولَ قُرَيشٌ: لَو كانَ هذا مِن وُلدِ فاطِمَةَ لَرَحِمَنا!۱

والرواية الأُخرى من هذا الحديث تنفي بصراحة نسبته إلى السيّدة فاطمة عليهاالسلام أو إلى قريش:

۰.حَتّى يَقولوا: وَاللّه‏ِ، ما هذا مِن وُلدِ فاطِمَةَ، لَو كانَ مِن وُلدِها لَرَحِمَنا ! يُغريهِ اللّه‏ُ بِبَنِي العَبّاسِ وبَني أُمَيَّةَ.۲

وتنقل رواية أُخرى لهذا الحديث تشكيكهم في انتماء الإمام عليه‏السلام إلى قريش:

۰.حَتّى يَقولوا: ما هذا مِن قُرَيشٍ، لَو كانَ هذا مِن قُرَيشٍ وَمِن وُلدِ فَاطِمَةَ لَرَحِمَنا!۳

وبغضّ النظر عمّا يشوب هذه الأحاديث من ضعف في السند والمصدر، فهي تروم الإشارة إلى تمسّك الأقارب في النسب والعرق دوماً بحلقة مشتركة بينهم، فيسلكون نوعاً مختلفاً من التعامل والمداراة والتسامح، وقريش في هذه النصوص تستفيد من اسم فاطمة عليهاالسلام كحلقة وصل تربطها بالإمام المهديّ علیه السلام ، فجاء هذا الحديث كما يبدو ليبيّن أصلاً مهمّاً في القيام المهدويّ، وهو أنّ مجرّد العلاقة النسبيّة مع الإمام عليه‏السلام لا تمنعه من تحقيق العدالة وإن كان مخالفوه من قريش أيضاً، فسيعاملهم كسائر المخالفين والمعاندين.

وتأسيساً عليه، لا يمكن استنباط العنف أو القتل من هذا الحديث أيضاً، فهو يشير إلى أصل إداريّ لقيام الإمام المهديّ علیه السلام في التعامل مع المخالفين من قريش، هذا على فرض القبول بصحّة سنده.

1.. راجع: ص ۷۷ ح ۱۶۸۳.

2.. راجع: ص ۷۸ ح ۱۶۸۷.

3.. كتاب سليم بن قيس الهلاليّ: ج ۲ ص ۷۱۵ ح ۱۷.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
98

وصدورهما، فمفاد الرواية الأُولى يرصد المنافقين والمدسوسين الذين يشكّلون تهديداً خطيراً لأيّ حركة ثوريّة يفضي إلى تضعيفها وإفشالها، ويبدو طبيعيّاً ومعقولاً تماماً أن يتعامل مع هذا التيّار بحسم منذ البداية، ليلقّن المخالفين والمعاندين عبرة بالغة، وهذا مؤّر على التدبير الذكيّ في قيام الإمام المهديّ علیه السلام .

وبناء عليه لا يُستنبط من هذا الحديث القتل الشامل أو الشدّة والعنف، بل ينبغي اعتباره استراتيجيّة عسكريّة وأمنيّة لنجاح القيام، وهو أمر طبيعيّ ومنطقيّ.

وتأتي إشارة الأئمّة إلى هذا الأمر المهمّ في الأحاديث لكي ينبّهوا مخاطبيهم على غلق الأبواب بوجه أيّ نوع من النفاق واستغلال التظاهر بمودّة أهل البيت عليهم‏السلام في عصر الظهور، لا كما في العهود السابقة حيث أُلحقت ضربات قاسية بالجسد الثقافيّ والمعرفيّ لأهل البيت عليهم‏السلام بأيدي المتخفّين في لباس محبّتهم.

الحديث الثاني اتّخذ نهجين: نقديّاً في نفي التسامح، وإيجابيّاً في إثبات المصاعب المواجهة لقيام الإمام المهديّ علیه السلام ، وينطوي على رسالة مفادها أنّ عوائق شديدة وخطيرة تقف بوجه هذا القيام، ولن تنتظم أُموره سوى بالإيثار والفداء. وصرّح الجزء الأخير من هذا الحديث بصعوبة قيام الإمام المهديّ علیه السلام وعدم التسامح والتساهل فيه، ورفض فكرة أن لا يُراق أيّ دم في القيام المذكور، وأن يستمرّ المخالفون بِدِعَة وراحة بال.

الصنف الثالث: انعدام الرحمة في قلب الإمام المهديّ علیه السلام

صوّرت بعضُ الأحاديث شدّة تعامل الإمام المهديّ علیه السلام بحيث يُشكّ في كونه عليه‏السلام مظهراً للرحمة وفي نسبته إلى أهل بيت الوحي عليهم‏السلام، فورد في حديث أنّه عليه‏السلام سيأخذ قريشاً ـ وهم أسلافه وأجداده ـ بالبأس بالشدّة حتّى ليشكّ القرشيّون في أنّه من أبناء فاطمة عليهاالسلام، ويقولون: لو كان فاطميّاً لرحمنا! صوّر ذلك حديث عن الإمام عليّ عليه‏السلام بهذا النحو:

۰.بِأَبي ابنُ خِيَرَةِ الإِماء، لا يُعطيهِم إلاّ السَّيفَ هَرجاً هَرجاً، مَوضوعاً عَلى عاتِقِهِ ثَمانِيَةَ

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8570
صفحه از 483
پرینت  ارسال به