توضيح لأحاديث نزول عيسى علیه السلام من السماء^۱

أجمع الشيعة والسنّة على نزول عيسى عليه‏السلام وصلاته خلف الإمام المهديّ علیه السلام ^۲، ولا يوجد تعارض واضح بين مضامين الروايات المتعلّقة بهذه الحادثة، وإن ضعفت أسانيد بعضها، ولكن يمكن اعتبارها متواترة أو مستفيضة كحدّ أدنى.

وأُشير في بعض هذه الروايات إلى مضامين أُخرى، كقتل الدجّال وبقاء عيسى عليه‏السلام لأربعين عاماً^۳، ولا يمكن اعتبار أيّ منها قطعيّة^۴، وعدم القطعيّة يشمل بعض المسائل المتعلّقة بالإمام المهديّ علیه السلام ، مثل: مدّة بقائه في الدنيا بعد الظهور، وحروبه، وتعامله مع أتباع سائر الديانات، ولكنّ عدم القطع في بعض الجزئيّات لا يضرّ بأصلها.

وما يستفاد من الأحاديث الواردة في هذا الفصل على نحو اليقين هو هبوط عيسى عليه‏السلام

أَن يُنَزِّلَ ءَايَةً»^۱: وسَيُريكُم في آخِرِ الزَّمانِ آياتٍ: مِنها دابَّةٌ فِي الأَرضِ^۲، وَالدَّجّالُ، ونُزولُ عيسَى بنِ مَريَمَ عليه‏السلام، وطُلوعُ الشَّمسِ مِن مَغرِبِها. ^۳

۱۶۳۲.المعجم الكبير: حَدَّثَنا أحمَدُ بنُ المُعَلَّى الدِّمَشقِيُّ القاضي، ثنا هِشامُ بُن عُمارَةَ ؛ وحَدَّثَنا عَبدانُ بنُ أحمَدَ، ثنا هِشامُ بنُ خالِدٍ، قالا: ثنا مُحَمَّدُ بنُ شُعَيبٍ، ثنا يَزيدُ بنُ عُبَيدَةَ، عَن أبِي الأَشعَثِ الصَّنعانِيِّ، عَن أوسِ بنِ أوسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، قالَ:
يَنزِلُ عيسَى بنُ مَريمَ عليه‏السلام عِندَ المَنارَةِ البَيضاءِ شَرقِيَّ دِمَشقَ.^۴

۱۶۳۳.المعجم الأوسط: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ عُثمانَ بنِ أبي شَيبَةَ، قالَ: نا عُقبَةُ بنُ مُكرِمٍ، قالَ: نا يونُسُ بنُ بُكَيرٍ، عَن هِشامِ بنِ عُروَةَ، عَن أبِي الزِّنادِ، عَنِ الأَعرَجِ، عَن أبي هُرَيرَةَ، قالَ: قالَ رَسولُ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله:
لا يَنزِلُ الدَّجّالُ المَدينَةَ، ولكِنَّهُ يَنزِلُ الخَندَقَ، وعَلى كُلِّ نَقبٍ مِنها مَلائِكَةٌ يَحرُسونَها، فَأَوَّلُ مَن يَتبَعُهُ النِّساءُ وَالإِماءُ، فَيَذهَبُ فَيَتبَعُهُ النّاسُ فَيَرُدّونَهُ، فَيَرجِعُ غَضبانَ حَتّى يَنزِلَ الخَندَقَ، فَيَنزِلُ عِنَد ذلِكَ عيسَى بنُ مَريَمَ.^۵

راجع: ج ۵ ص ۳۸۱ (الفصل الرابع / أنصاره من الأنبياء عليهم‏السلام).