315
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس

(۳)

السياسات الاجتماعيّة

ثالث قسم من أبرز سياسات حكومة الإمام المهديّ علیه السلام هي سياساته الاجتماعيّة التي يسلّم بها البشر عامّة. ونبحث هنا في البداية عن الأُمور المهمّة في هذه السياسات، والتي أشارت إليها النصوص الإسلاميّة، ومن ثمّ نقف عند دور الإمدادات الإلهيّة في التقدّم الاجتماعيّ.

۱. تقوية العلاقات الاجتماعيّة على أساس الأُخوّة الدينيّة

إحدى السياسات الأساسيّة في الإسلام لمحو الأحقاد وتأليف القلوب وبثّ الانسجام بين معتنقيه، هي تعزيز العلاقات الاجتماعيّة على أساس روابط الأُخوّة الدينيّة، وهذه الخطوة السياسيّة الإلهيّة مهّدت الأرضيّة المناسبة في صدر الإسلام لأوّل حكومة إسلاميّة بقيادة رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وستمهّد مرّة أُخرى في آخر الزمان لحكومة الإسلام العالميّة بقيادة مهديّ آل محمّد عليه‏السلام وتطويرها ودوامها.

دور الأُخوّة الدينيّة في تأسيس أوّل حكومة إسلاميّة

استفاد رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله من مشروع الأُخوّة الدينيّة بعد البعثة مرّتين لتأسيس الحكومة الإسلاميّة، فمرّة قبل الهجرة في مكّة، وأُخرى بعد الهجرة في المدينة المنوّرة.

واكتسب هذا الإجراء السياسيّ الإلهيّ دوراً رئيساً في تأسيس أوّل حكومة إسلاميّة وبخاصّة بعد هجرة المسلمين إلى المدينة المنوّرة ؛ لأنّ المجتمع الإسلاميّ واجه من جهة


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
314

«وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ».۱

وتدلّ جميع هذه الآيات بوضوح على أنّ سياسة النظام الإسلاميّ هي إيصال المجتمع العالميّ إلى وحدة الأديان في نهاية المطاف، وجعل الشريعة الإسلاميّة الأصيلة هي الدين الوحيد الحاكم للعالم. وتصرّح أحاديث أهل البيت عليهم‏السلام ـ وبخاصّة ما ورد منها في تفسير الآيات المتقدّمة ـ بتحقّق هذه الحادثة العظيمة في عصر حكومة الإمام المهديّ علیه السلام .۲

قال الإمام الباقر عليه‏السلام في تفسير آية: «لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ»۳:

إنَّ ذلِكَ۴ يَكونُ عِندَ خُروجِ المَهدِيِّ مِن آلِ مُحَمَّدٍ، فَلا يَبقى أحَدٌ إلاّ أقَرَّ بِمُحَمَّدٍ.۵

وفي تفسير آية: «وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ»۶، روي عن الإمام الصادق عليه‏السلام أنّه خاطب المفضّل قائلاً:

۰.فَوَاللّه‏ِ يا مُفَضَّلُ، لَيُرفَعُ عَنِ المِلَلِ وَالأَديانِ الاِختِلافُ، ويَكونُ الدّينُ كلُّهُ واحِداً.۷

وجدير بالاهتمام استناداً إلى روايات أهل البيت عليهم‏السلام، هو أنّ اتّحاد الأديان في الحكومة المهدويّة لا يتمّ كُرهاً، بل تجذب السياسات الثقافيّة للإمام المهديّ علیه السلام شعوب العالم تدريجاً لتحتضن الإسلام وتعتنقه.۸

1.. الأنفال: ۳۹ وراجع البقرة : ۱۱۳.

2.. ج ۱ ص ۳۸۳ (القسم الثاني ، الفصل الخامس / ظهور دين الحقّ في العالم).

3.. التوبة: ۳۳.

4.. إشارة إلى الآية: «لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ» .

5.. راجع: ص ۱۸۹ ح ۱۸۲۳.

6.. الأنفال: ۳۹.

7.. راجع: ص ۱۹۰ ح ۱۸۲۵.

8.. لتوضيح هذا الموضوع راجع: ص ۱۹۳ الأديان الأخرى في الحكومة المهدويّة

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8665
صفحه از 483
پرینت  ارسال به