۹. سيادة الحكومة الإسلاميّة في العالم

توفّر السياسات الثقافيّة في الحكومة المهدويّة ـ مع هلاك الجبابرة والظالمين ـ الأرضيّة المناسبة لحكومة الإسلام العالميّة بقيادة قائم آل محمّد عليه‏السلام. جاء في حديث عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله:

الأَئِمَّةُ بَعدِي اثنا عَشَرَ، أوَّلُهُم أنتَ يا عَلِيُّ، وآخِرُهُمُ القائِمُ الَّذي يَفتَحُ اللّه‏ُ عز و جل عَلى يَدَيهِ مَشارِقَ الأَرضِ ومَغارِبَها.^۱

ووصف النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله حكومةَ الإمام المهديّ علیه السلام العالميّة فقال:

۰.وتُشرِقُ الأَرضُ بِنورِهِ، ويَبلُغُ سُلطانُهُ المَشرِقَ وَالمَغرِبَ.^۲

وتؤّد أحاديثُ أُخرى كثيرة سيادةَ الحكومة الإسلاميّة على جميع أرجاء العالم.^۳

۱۰. اتّحاد الأديان

أكّد القرآن الكريم أنّ الدين الإسلاميّ سيظهر على جميع الأديان في نهاية الأمر، فورد في سورتي التوبة والصفّ:

«هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ».^۴

والتعبير في سورة الصفّ مختلف بعض الشيء. وجاء في سورة الفتح:

«هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا».^۵

وأكّدت سورة الأنفال غلبة الإسلام على سائر الديانات فقالت:

۸. الإحياء المعنويّ للأرض

إنّ شيوع العدالة والإيمان في المجتمع، واطّلاع الناس على المعارف الإلهيّة الأصيلة الباعثة على الحياة، يؤّيان إلى إحياء المجتمع البشريّ بالقيم المعنويّة، كما يحيي مطر الربيع الأرض الميّتة، وأشار القرآن الكريم إلى ذلك فقال:

«اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا».^۱

ورد في حديث عن الإمام الصادق عليه‏السلام في تفسير الآية المذكورة:

۰.أي يُحييهَا اللّه‏ُ بِعَدلِ القائِمِ عِندَ ظُهورِهِ، بَعدَ مَوتِها بِجَورِ أئِمَّةِ الضَّلالِ.^۲

وفي حديث آخر، قال الإمام الباقر عليه‏السلام في ذلك:

يُحييهَا اللّه‏ُ عز و جل بِالقائِمِ عليه‏السلام بَعدَ مَوتِها ـ [يَعني] بِمَوتِها كُفرَ أهلِها ـ وَالكافِرُ مَيِّتٌ.^۳

وورد في حديث آخر عن رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّ اللّه‏ سبحانه خاطبه في معراجه فقال:

۰.وبِالقائِمِ مِنكُم أعمُرُ أرضي بِتَسبيحي وتَهليلي وتَقديسي وتَكبيري وتَمجيدي، وبِهِ أُطَهِّرُ الأَرضَ مِن أعدائي وأُورِثُها أولِيائي، وبِهِ أجعَلُ كَلِمَةَ الَّذينَ كَفَروا بِيَ السُّفلى وكَلِمَتِيَ العُليا، وبِهِ أُحيي عِبادي وبِلادي بِعِلمي.^۴

تشير جميع تلك الأحاديث إلى حقيقة أنّ حياة الأرض لا تتلخّص في عمرانها الظاهريّ، بل حياتها الباطنيّة والمعنويّة أهمّ وأثمن بكثير من حياتها الظاهريّة، ولا تتحقّق هذه الحياة سوى بانتشار القيم الدينيّة ـ وعلى رأسها الإيمان والعدالة ـ في عهد حكومة الإمام المهديّ علیه السلام .