291
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس

دراسة في سيرة الإمام المهديّ علیه السلام علیه السلام في الحكم

أوّل أمر يستقطب الاهتمام في سيرة حكم الإمام المهديّ علیه السلام وسياسات دولته، هي أنّها نفس السيرة النبويّة والعلويّة في الحكومة، مع فارق هو افتقاد الأرضيّة اللاّزمة لتنفيذ السياسات كاملة في عصر نبوّة النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وحكومة الإمام عليّ عليه‏السلام، في حين توجد الاستعدادات اللاّزمة في المجتمع العالميّ إبّان أيّام ظهور الإمام المهديّ علیه السلام لتنفيذ سياساته بنحوٍ كامل.

قال أحد أبرز أصحاب الإمام الباقر عليه‏السلام ـ وهو محمّد بن مسلم ـ: سألت أبا جعفر عليه‏السلام عن القائم عليه‏السلام إذا قام، بأيّ سيرة يسير في الناس؟ فقال:

بِسيرَةِ ما سارَ بِهِ رَسولُ اللّه‏ِ عليه‏السلام حَتّى يُظهِرَ الإسلامَ.۱

كما نقل حمّاد بن عثمان عن الإمام الصادق عليه‏السلام في حديث أنّه قال:

إنَّ قائِمَنا إذا قامَ لَبِسَ لِباسَ عَليٍّ عليه‏السلام وسارَ بِسيرَتِهِ.۲

وتؤّد أحاديث أُخرى بعبارات صريحة مختلفة أنّ الأُسس الرئيسة لسياسات وخطط حكومة الإمام المهديّ علیه السلام هي إرشادات كتاب اللّه‏ وسنّة خاتم الأنبياء صلى‏الله‏عليه‏و‏آله الذي قال:

القائِمُ مِن وُلدِي، اسمُهُ اسْمي، وكُنيَتُهُ كُنيَتي، وشَمائِلُهُ شَمائِلي، وسُنَّتُهُ سُنَّتي، يُقيمُ النّاسَ عَلى مِلَّتي وشَريعَتي، ويَدعوهُم إلى كِتابِ رَبّي۳. عز و جل

1.. راجع: ص ۱۱۹ ح ۱۶۹۴.

2.. راجع: ج ۵ ص ۳۷۸ ح ۱۵۲۰.

3.. راجع: ص ۱۱۸ ح ۱۶۹۱.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
290

فَقالَ لَهُ أبو جَعفَرٍ عليه‏السلام: بَل خُذها أنتَ فَضَعها في جيرانِكَ وَالأَيتامِ وَالمَساكينِ، وفي إخوانِكَ مِنَ المُسلِمينَ، إنَّما يَكونُ هذا إذا قامَ قائِمُنا ؛ فَإِنَّهُ يَقسِمُ بِالسَّوِيَّةِ، ويَعدِلُ في خَلقِ الرَّحمنِ، البَرِّ مِنهُم وَالفاجِرِ، فَمَن أطاعَهُ فَقَد أطاعَ اللّه‏َ، ومَن عَصاهُ فَقَد عَصَى اللّه‏َ، فَإِنَّما سُمِّيَ المَهدِيُّ لِأَنَّهُ يُهدى لِأَمرٍ خَفِيٍّ، يَستَخرِجُ التَّوراةَ وسائِرَ كُتُبِ اللّه‏ِ مِن غارٍ بِأَنطاكِيَةَ۱، فَيَحكُمُ بَينَ أهلِ التَّوراةِ بِالتَّوراةِ، وبَينَ أهلِ الإِنجيلِ بِالإِنجيلِ، وبَينَ أهلِ الزَّبورِ بِالزَّبورِ، وبَينَ أهلِ الفُرقانِ بِالفُرقانِ، وتُجمَعُ إلَيهِ أموالُ الدُّنيا كُلُّها، ما في بَطنِ الأَرضِ وظَهرِها، فَيَقولُ لِلنّاسِ: تَعالَوا إلى ما قَطَعتُم فيهِ الأَرحامَ، وسَفَكتُم فيهِ الدِّماءَ، ورَكبِتُم فيهِ مَحارِمَ اللّه‏ِ، فَيُعطي شَيئا لَم يُعطِ أحَدٌ كانَ قَبلَهُ.۲

1.. أنطاكية بلد في غربيّ تركيا هي من الثغور الشامية الروميّة المعجم البلدان: ج ۱ ص ۲۶۶ .

2.. علل الشرائع : ص ۱۶۱ ح ۳ ، الغيبة للنعمانيّ : ص ۲۳۷ ح ۲۶ نحوه وليس فيه صدره ، شرح الأخبار : ج ۳ص ۳۹۷ ح ۱۲۷۸ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۲۹ ح ۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8711
صفحه از 483
پرینت  ارسال به