للاختصار:
«إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً».۱
«وَلَوْ شِئْنَا لاَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ».
«إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ».۲
«وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ».۳
«وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ».۴
يستفاد من الآيات السابقة أنّ السنّة الإلهيّة هي ترك الإنسان حرّاً في المسائل الاعتقاديّة والإيمانيّة ليختار بنفسه، ويُستشفّ من استخدام بعض الآيات لأداة الشرط «لو»۵ أنّ المشيئة الإلهيّة لا تتعلّق في أيّ وقت باجتماع كلّ من في الأرض على الهداية والإيمان، ثمّ يُستنتج أنّه سيبقى أُناس على غير سبيل الهداية حتّى يوم القيامة.
وإذا أخذنا بنظر الاعتبار الآيات التي تنفي وحدة الأُمم، فسيقوى هذا الاستدلال، ويُستنتج منه أنّ الأديان الأُخرى ـ وعلى الأقلّ الأديان السماوية ـ ستظلّ موجودة في المجتمع المهدويّ. ووردت أربع آيات في هذا الصدد:
«وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا