197
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس

الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ».۱

«وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ».۲

«وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ».۳

«وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ».۴

وفي جميع هذه الآيات وردت مشيئة اللّه‏ حيال وحدة الأُمّة بعد أداة الشرط «لو»، ممّا يبيّن أنّه تعالى ليس له مثل هذه الإرادة، ولن يكون الجميع على طريقة واحدة من حيث العمل، ولن يشكّلوا أُمّة واحدة. وتُصرّح الآية الرابعة بوجود الاختلاف دائماً، وجليّ بوضوح أنّ هذه المشيئة تكوينيّة ؛ لأنّ المشيئة الإلهيّة من حيث التشريع هي أن يُسلِم جميع البشر.

۲. الأمر بالجدال الأحسن مع أهل الكتاب

منع اللّه‏ سبحانه المسلمين من التحاور مع أهل الكتاب إلاّ بطريقة حسنة، وقال:

«وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ».۵

ويُفهم من هذا الأمر الإلهيّ الكلّيّ أنّه لو وُجد أهل الكتاب في ذلك الزمان، فلن يكونوا مرغمين ومكرهين على قبول الإسلام، كما أنّهم لن يُقتلوا عند امتناعهم عن قبول الإسلام.

1.. النحل: ۹۳.

2.. المائدة: ۴۸.

3.. الشورى: ۸.

4.. هود: ۱۱۸.

5.. العنكبوت: ۴۶.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
196

للاختصار:

«إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً».۱

«وَلَوْ شِئْنَا لاَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ».

«إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ».۲

«وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ».۳

«وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ».۴

يستفاد من الآيات السابقة أنّ السنّة الإلهيّة هي ترك الإنسان حرّاً في المسائل الاعتقاديّة والإيمانيّة ليختار بنفسه، ويُستشفّ من استخدام بعض الآيات لأداة الشرط «لو»۵ أنّ المشيئة الإلهيّة لا تتعلّق في أيّ وقت باجتماع كلّ من في الأرض على الهداية والإيمان، ثمّ يُستنتج أنّه سيبقى أُناس على غير سبيل الهداية حتّى يوم القيامة.

وإذا أخذنا بنظر الاعتبار الآيات التي تنفي وحدة الأُمم، فسيقوى هذا الاستدلال، ويُستنتج منه أنّ الأديان الأُخرى ـ وعلى الأقلّ الأديان السماوية ـ ستظلّ موجودة في المجتمع المهدويّ. ووردت أربع آيات في هذا الصدد:

«وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا

1.. الإنسان: ۳. ۲ . السجدة: ۱۳.

2.. الشعراء: ۴.

3.. الأنعام: ۳۵.

4.. الأنعام: ۱۰۷.

5.. تُستخدم «لو» في العربيّة لبيان شرط يستحيل تحقّقه، وعندما يراد بيان شرط ممكن يستخدم غيرها من أدوات الشرط مثل: «إن» و«إذا».

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8686
صفحه از 483
پرینت  ارسال به