17
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس

وبعبارة أُخرى: إنّهم الأولياء الربّانيّون الذين لا خوف عليهم ولاهم يحزنون، وهم كنوز اللّه‏ المستترة في أرضه، يقطعون ميثاقاً بدمائهم مع وليّ اللّه‏ الأعظم، ويتعاهدون على أربعين خصلة معظمها أخلاقيّة.

وتأسيساً على هذا التحليل، فما ذكرته الأحاديث من وجود عشرة آلاف ناصر۱ أو اثني عشر أو خمسة عشر ألفاً۲، أو بعبارة صريحة تعتبر خروج الإمام عليه‏السلام عند الاستطاعة واجتماع عشرة آلاف شخص حوله۳، كلّ أُولئك إنّما يرصد حشود جيش الإمام عليه‏السلام وعامّتهم، فهؤاء انضمّوا إلى الإمام عليه‏السلام بعد التحاق الطبقة الأُولى المتكوّنة من ثلاثمئة وثلاثة عشر رائداً، ولكنّهم أسبق من غيرهم، ووجودهم ضروريّ للإعلان عن الثورة والخروج من مكّة ؛ ولذلك نعتبر هؤاء أيضاً من أنصار الإمام عليه‏السلام كما صرّح حديث الإرشاد بهذا الأمر:

۰.وَقَد وافاهُ ثَلاثُمِئَةٍ وَبِضعَةَ عَشَرَ رَجُلاً فَيُبايِعوهُ، وَيُقيمُ بِمَكّةَ حَتّى يَتِمَّ أصحابُهُ عَشَرَةُ آلافِ نَفسٍ، ثُمَّ يَسيرُ مِنها إلَى المَدينَةِ.۴

وهذا الرقم أقلّ عدد لازم لحركة واسعة وقيام عالميّ حسب بعض الأحاديث۵، وهذا يعني أنّ الإمام المهديّ علیه السلام كأيّ زعيم رائد يزيد عدد أتباعه في كلّ مكان وكلّ لحظة، ويدعو المزيد من المشتاقين للانضمام إلى لواء التوحيد، فيصطحب معه سبعين ألف ناصر صديق۶ في طريقه من الكوفة خلال هذه الحركة العاصفة الخاطفة.

ويختار الإمام القادة والأُمراء من الأنصار الأوائل والرئيسيّين ومن خالص المؤنين

1.. راجع: ج ۵ ص ۳۹۰ ح ۱۵۳۸ الغيبة للنعماني و ص ۴۲۳ ـ ۴۲۴ ح ۱۵۹۶ ـ ۱۵۹۸.

2.. راجع: ج ۵ ص ۴۲۴ ـ ۴۲۵ ح ۱۵۹۹ ـ ۱۶۰۰.

3.. راجع: ج ۵ ص ۴۲۳ ح ۱۵۹۶ كمال الدين.

4.. راجع: ج ۵ ص ۴۲۴ ح ۱۵۹۷ الإرشاد.

5.. راجع: ج ۵ ص ۴۲۴ ح ۱۵۹۸ تفسير العيّاشيّ.

6.. راجع: ج ۵ ص ۴۲۶ ح ۱۶۰۳ بحار الأنوار .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
16

الأنصار، ووفقاً لتعبير حديث عيون أخبار الرضا عليه‏السلام ۱ هم الكنوز الخفيّة والكامنة أو النقباء۲ الذي يلبّون النداء السماويّ للإمام عليه‏السلام بصفتهم كبار قادته العسكريّين أو كبار موظّفيه الحكوميّين في المرحلة الأُولى من القيام، ويهرعون إلى نصرته من كلّ جانب حتّى من داخل الأرض عند الرجعة۳. والدليل على ذلك أنّ هذه الجماعة هم مجاهدون ـ أمثال مالك الأشتر وأبي دجانة الأنصاريّ ـ يّتولّون قيادة المئات أو الآلاف أحياناً، أو أنّهم وزراء، مثل مؤن آل فرعون ويوشع وصيّ موسى عليه‏السلام ۴.۵

وعندئذٍ، فما ورد من صفات سامية وخارقة أحياناً لأنصار الإمام المهديّ علیه السلام ، فهي تخصّ هذه القلّة والخواصّ من أنصاره.

ومعظم هؤاء الأنصار ـ على أساس هذه الأحاديث ـ شباب قلّما يوجد بينهم كهل، أقوياء الجسم؛ يعادل كلّ منهم أربعين رجلاً، وأقوياء الروح؛ تضارع قلوبهم زبر الفولاذ، وشجاعتهم شجاعة الأسد ؛ لو مرّوا على جبل من الحديد قلعوه، وإن أغاروا على العدوّ سحقوه تحت أقدامهم، فهم أمضى من السيف وأسرع من السحاب، شجعان أبطال مروِّعون في ساحة الوغى، وقائمون في الليل وزاهدون في الدنيا كالرهبان، مطرقون رؤسهم ورافعون أيديهم للدعاء والتضرّع إلى اللّه‏ عز و جل، أثر السجود على جباههم يُفصح عن عبادتهم، وقراراتهم وسياساتهم الحكيمة فراسة مأخوذة من النور الإلهيّ، وما يلبث أن يتحوّل وجودهم إلى منار يهدي سائر المشتاقين للمضيّ في سبيل الولاية والالتحاق بالثورة، يُخضعون وحوش الأرض والسماء لطاعتهم، ولكنّهم يقفون حيال الإمام عليه‏السلام أطوع ممّا يقف العبد بين يديّ مولاه.

1.. راجع: ج ۵ ص ۴۲۱ ح ۱۵۹۴.

2.. راجع: ج ۵ ص ۳۸۹ ح ۱۵۳۶ (مختصر بصائر الدرجات).

3.. راجع: ج ۵ ص ۳۹۵ ح ۱۵۴۸ رجال الكشّي.

4.. راجع: ج ۵ ص ۳۹۰ ح ۱۵۴۰ تفسير العيّاشي وص ۳۹۱ ح ۱۵۴۱ (دلائل الإمامة) .

5.. وذكر العلاّمة المجلسيّ هذا التوضيح أيضاً راجع: بحار الأنوار: ج ۵۲ ص ۳۲۳.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8751
صفحه از 483
پرینت  ارسال به