وبعبارة أُخرى: إنّهم الأولياء الربّانيّون الذين لا خوف عليهم ولاهم يحزنون، وهم كنوز اللّه المستترة في أرضه، يقطعون ميثاقاً بدمائهم مع وليّ اللّه الأعظم، ويتعاهدون على أربعين خصلة معظمها أخلاقيّة.
وتأسيساً على هذا التحليل، فما ذكرته الأحاديث من وجود عشرة آلاف ناصر۱ أو اثني عشر أو خمسة عشر ألفاً۲، أو بعبارة صريحة تعتبر خروج الإمام عليهالسلام عند الاستطاعة واجتماع عشرة آلاف شخص حوله۳، كلّ أُولئك إنّما يرصد حشود جيش الإمام عليهالسلام وعامّتهم، فهؤاء انضمّوا إلى الإمام عليهالسلام بعد التحاق الطبقة الأُولى المتكوّنة من ثلاثمئة وثلاثة عشر رائداً، ولكنّهم أسبق من غيرهم، ووجودهم ضروريّ للإعلان عن الثورة والخروج من مكّة ؛ ولذلك نعتبر هؤاء أيضاً من أنصار الإمام عليهالسلام كما صرّح حديث الإرشاد بهذا الأمر:
۰.وَقَد وافاهُ ثَلاثُمِئَةٍ وَبِضعَةَ عَشَرَ رَجُلاً فَيُبايِعوهُ، وَيُقيمُ بِمَكّةَ حَتّى يَتِمَّ أصحابُهُ عَشَرَةُ آلافِ نَفسٍ، ثُمَّ يَسيرُ مِنها إلَى المَدينَةِ.۴
وهذا الرقم أقلّ عدد لازم لحركة واسعة وقيام عالميّ حسب بعض الأحاديث۵، وهذا يعني أنّ الإمام المهديّ علیه السلام كأيّ زعيم رائد يزيد عدد أتباعه في كلّ مكان وكلّ لحظة، ويدعو المزيد من المشتاقين للانضمام إلى لواء التوحيد، فيصطحب معه سبعين ألف ناصر صديق۶ في طريقه من الكوفة خلال هذه الحركة العاصفة الخاطفة.
ويختار الإمام القادة والأُمراء من الأنصار الأوائل والرئيسيّين ومن خالص المؤنين
1.. راجع: ج ۵ ص ۳۹۰ ح ۱۵۳۸ الغيبة للنعماني و ص ۴۲۳ ـ ۴۲۴ ح ۱۵۹۶ ـ ۱۵۹۸.
2.. راجع: ج ۵ ص ۴۲۴ ـ ۴۲۵ ح ۱۵۹۹ ـ ۱۶۰۰.
3.. راجع: ج ۵ ص ۴۲۳ ح ۱۵۹۶ كمال الدين.
4.. راجع: ج ۵ ص ۴۲۴ ح ۱۵۹۷ الإرشاد.
5.. راجع: ج ۵ ص ۴۲۴ ح ۱۵۹۸ تفسير العيّاشيّ.
6.. راجع: ج ۵ ص ۴۲۶ ح ۱۶۰۳ بحار الأنوار .