107
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس

عن مدّة حياته عليه‏السلام:

۰.ويَمكُثُ فِي الأَرضِ ما شاءَ اللّه‏ُ.

ويلاحَظ عليه مايلي:

أوّلاً: لا يعيّن هذا الحديث مدّةً محدّدة.

ثانياً: أنّ القصد من مكثه على الأرض ليس حياته، بل حكمه فيها ؛ لأنّ جملة: «يَمكُثُ فِي الأرضِ» جاءت بعد قوله: «يُصلِحُ اللّه‏ُ لَهُ أمرَهُ في لَيلَةٍ، ثُمَّ يَملَأُ الأرضَ عَدلاً كَما مُلِئَت ظُلماً» ؛ أي إنّه بعد إصلاح اللّه‏ لأمره وملئه للأرض قسطاً وعدلاً، يمكث في الأرض مدّة ما يشاء اللّه‏.

وورد تعبيران آخران هما: «ملك»۱ و«يملك»۲ يرصدان مدّة حكمه وسلطته، وغالباً ما استُفيد منهما في أحاديث هذا الباب، ومعظم الأزمنة المذكورة وردت مع أحد ذينك التعبيرين. وجاء بعض أحاديث السبع والثمان والتسع سنوات ـ المشتملة على معنى «يعيش» ـ بالمعنى ذاته وبتعبير «يملك» أيضاً، ولعلّه يعتبر قرينة تدعم بعض الشيء احتمال استعمال «عاش» و«يعيش» بمعنى الحكم، وإن كان مثل تلك القرينة غير قادرة على محو ظهور هذه التعابير في معنى الحياة واستعمالها بمعنى الحكومة.

ونقل السيّد ابن طاووس حديثاً عن أبي سعيد الخدريّ عن رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ذكر فيه أنّ «المهديّ علیه السلام يعيش في ذلك [يعني بعدما يملك] سبع سنين أو ثمان أو تسع»۳، وجمعت العبارة بين الحكومة والحياة، واشتملت على التعبيرين: «يَعيشُ» و«يَملِك» معاً، وعلى هذا

1.. الغيبة للنعمانيّ: ص ۳۳۱ ح ۲، بحار الأنوار: ج ۵۲ ص ۲۹۸ ح ۵۹ ـ ۶۰.

2.. راجع: ص ۱۴۹ ح ۱۷۴۰ و ص ۱۵۴ ح ۱۷۵۳ و ص ۱۵۷ ح ۱۷۵۸ و ص ۱۸۵ ح ۱۸۱۵ و ص ۱۸۸ ح ۱۸۲۱ و ص ۲۶۵ ح ۱۸۹۶ و ج ۵ ص ۳۵ ح ۱۱۷۴. من قبيل: «ثُمَّ يَخرُجُ رَجُلٌ مِن عِترَتي يَملِك سَبعاً أو تِسعاً، فَيَملأُ الأَرضَ قِسطاً وعَدلاً» راجع: ص ۱۴۲ ح ۱۷۲۲. «ولا تَقومُ السّاعَةُ حَتّى يَملِك رَجُلٌ مِن أهلِ بَيتي؛ أجلى، أقنى، يَملأُ الأَرضَ عَدلاً كما مُلِئَت قَبلَهُ ظُلماً، يَكونُ سَبعَ سِنينَ» (راجع: ص ۱۴۸ ح ۱۷۳۷).

3.. «المَهدِيُّ يَعيشُ في ذلِكَ ـ يَعني بَعدَما يَملِكُ ـ سَبعَ سِنينَ أو ثَمان أو تِسع» الملاحم والفتن: ص ۱۶۵ وراجع الفتن: ج ۱ ص ۳۷۶ ح ۱۱۲۱ وعقد الدرر: ص ۲۳۸.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
106

الإمام المهديّ علیه السلام التي بقيت مخفيّة هنا ومودَعة في إرادة اللّه‏.

التعابير المستخدمة

تختلف العبارات المستخدمة في الأحاديث الإسلاميّة لبيان مدّة حكومة الإمام المهديّ علیه السلام أو بقائه في هذا العالم، ومن شأن تقصّيها أن يقدّم يد العون لتلخيص الموضوع نسبيّاً.

فبعض الأحاديث استخدمت تعبير «يَكونُ»۱ بمعنى «يوجد»، وربّما بمعنى «الحياة» هنا. كما يوجد تعبيران آخران في الأحاديث بالمعنى نفسه ؛ أي الحياة: «عاشَ»۲ و «يَعيشُ»۳، وظاهر هذه التعابير أنّها تتحدّث عن مدّة حياته بعد الظهور.

واعتبرت الروايات المشتملة على هذه التعابير مدّة حياة الإمام عليه‏السلام سبع أو ثمان أو تسع سنين، واعتبرت رواية واحدة ـ من جميع أحاديث هذا الباب ـ مدّة حياة الإمام عليه‏السلام بعد الظهور أكثر من تسع سنين، وهي رواية الإمام الباقر عليه‏السلام، حيث ذكر زمن حياة الإمام بعد الظهور من أوّل يوم قيامه حتّى يوم وفاته هو تسع عشرة سنة.۴

واستخدم تعبير «يَقومُ»۵ الصريح في أنّ السؤل عن يوم القيام إلى يوم الوفاة، ويدلّ على مدّة حياته بعد الظهور.

كما يوجد تعبير آخر في حديث ابن عبّاس عن أبيه عن رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، ويحكي ظاهره

1.. «يَكونُ في اُمَّتِي المَهدِيُّ، إن قَصُرَ فَسَبعٌ» راجع: ص ۲۶۴ ح ۱۸۹۲ و ص ۲۶۵ ح ۱۸۹۶ و ص ۲۶۸ ح۱۹۰۳ و ص ۲۷۱ ح ۱۹۱۰.

2.. «يَكونُ مِن أُمَّتِيَ المَهدِيُّ، فَإِن طالَ عُمُرُهُ أو قَصُرَ عُمُرُهُ عاشَ سَبعَ سِنينَ، أو ثَمانَي سِنينَ، أو تِسعَ سِنينَ» راجع: ص ۲۶۵ ح ۱۸۹۷.

3.. «يَعيشُ فيها سَبعَ سِنينَ أو ثَمانَ أوتِسعَ» راجع: ص ۲۴۵ ح ۱۸۴۷ ـ ۱۸۴۸ و ص ۲۶۵ ح ۱۸۹۶.

4.. راجع: الغيبة للطوسي: ص ۴۷۸ ح ۵۰۵ والاختصاص: ص ۲۵۷ ومختصر بصائر الدرجات: ص ۲۱۴ وبحارالأنوار: ج ۵۳ ص ۱۰۰ ح ۱۲۱ و۱۲۲ .

5.. «كم يَقومُ... مِن يَومِ قِيامِهِ إِلى يَومِ مَوتِهِ» راجع: ص ۱۰۴.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8597
صفحه از 483
پرینت  ارسال به