45
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس

حَتّى إذا أصبَحَ، قالَ: خُذوا بِنا طَريقَ النُّخَيلَةِ، وعَلَى الكوفَةِ جُندٌ مُجَنَّدٌ۱، قُلتُ: جُندٌ مُجَنَّدٌ ؟
قالَ: أي وَاللّه‏ِ، حَتّى يَنتَهِيَ إلى مَسجِدِ إبراهيمَ عليه‏السلام بِالنُّخَيلَةِ، فَيُصَلّي فيهِ رَكعَتَينِ، فَيَخرُجُ إلَيهِ مَن كانَ بِالكوفَةِ مِن مُرجِئِها۲ وغَيرِهِم مِن جَيشِ السُّفيانِيِّ، فَيَقولُ لِأَصحابِهِ: اِستَطرِدوا لَهُم، ثُمَّ يَقولُ: كُرّوا عَلَيهِم.
قالَ أبو جَعفَرٍ عليه‏السلام: ولا يَجوزُ ـ وَاللّه‏ِ ـ الخَندَقَ مِنهُم مُخبِرٌ، ثُمَّ يَدخُلُ الكوفَةَ فَلا يَبقى مُؤمِنٌ إلاّ كانَ فيها أو حَنَّ إلَيها، وهُوَ قَولُ أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيٍّ عليه‏السلام، ثُمَّ يَقولُ لِأَصحابِهِ: سيروا إلى هذَا الطّاغِيَةِ، فَيَدعوهُ إلى كِتابِ اللّه‏ِ وسُنَّةِ نَبِيِّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فَيُعطيهِ السُّفيانِيُّ مِنَ البَيعَةِ سِلما، فَيَقولُ لَهُ كَلبٌ وهُم أخوالُهُ: ما هذا، ما صَنَعتَ ؟ وَاللّه‏ِ، ما نُبايِعُكَ عَلى هذا أبَدا، فَيَقولُ: ما أصنَعُ ؟ فَيَقولونَ: اِستَقبِلهُ، فَيَستَقبِلُهُ.
ثُمَّ يَقولُ لَهُ القائِمُ عليه‏السلام: خُذ حِذرَكَ فَإِنَّني أدَّيتُ إلَيكَ وأَنَا مُقاتِلُكَ، فَيُصبِحُ فَيُقاتِلُهُم فَيَمنَحُهُ اللّه‏ُ أكتافَهُم، ويَأخُذُ السُّفيانِيَّ أسيرا، فَيَنطَلِقُ بِهِ ويَذبَحُهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ يُرسِلُ جَريدَةَ۳ خَيلٍ إلَى الرّومِ فَيَستَحضِرونَ بَقِيَّةَ بَني اُمَيَّةَ، فَإِذَا انتَهَوا إلَى الرّومِ قالوا: أخرِجوا إلَينا أهلَ مِلَّتِنا عِندَكُم، فَيَأبَونَ ويَقولونَ: وَاللّه‏ِ، لا نَفعَلُ، فَيَقولُ الجَريدَةُ: وَاللّه‏ِ، لَو أمَرَنا لَقاتَلناكُم.
ثُمَّ يَنطَلِقونَ إلى صاحِبِهِم فَيَعرِضونَ ذلِكَ عَلَيهِ، فَيَقولُ: انِطَلِقوا فَأَخرِجوا إلَيهِم أصحابَهُم، فَإِنَّ هؤُلاءِ قَد أتَوا بِسُلطانٍ عَظيمٍ، وهُوَ قَولُ اللّه‏ِ: «فَلَمَّا أَحَسُّواْ بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ * لاَ تَرْكُضُواْ وَ ارْجِعُواْ إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَ مَسَكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْٔلُونَ»، قالَ:

1.. في بحار الأنوار : «خَندَقٌ مُخَندَقٌ» .

2.. المُرجِئَةُ : هم فرقة من فرق الإسلام يعتقدون أنّه لا يضرّ مع الإيمان معصية ، كما أنّه لا ينفع مع الكفر طاعة ، سمّوا مرجئة لاعتقادهم أنّ اللّه‏ أرجأ تعذيبهم على المعاصي ، أي أخّره عنهم النهاية : ج ۲ ص ۲۰۶ «رجا» .

3.. الجرَيدةُ : الجماعة من الخيل لسان العرب : ج ۳ ص ۱۱۸ «جرد» .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
44

تَعالى: «إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ ءَايَةً فَظَلَّتْ أَعْنَقُهُمْ لَهَا خَضِعِينَ»۱، قالَ: سَيَفعَلُ اللّه‏ُ ذلِكَ بِهِم. قُلتُ: مَن هُم ؟ قالَ: بَنو اُمَيَّةَ وشيعَتُهُم، قُلتُ: ومَا الآيَةُ ؟
قالَ: رُكودُ الشَّمسِ ما بَينَ زَوالِ الشَّمسِ إلى وَقتِ العَصرِ، وخُروجُ صَدرٍ ووَجهٍ۲ في عَينِ الشَّمسِ يُعرَفُ بِحَسَبِهِ ونَسَبِهِ، وذلِكَ في زَمانِ السُّفيانِيِّ، وعِندَها يَكونُ بَوارُهُ۳ وبَوارُ قَومِهِ.۴

۱۱۹۱.تفسير العيّاشي: عَن عَبدِ الأَعلَى الجَبَلِيِّ۵، قالَ: قالَ أبو جَعفَرٍ عليه‏السلام: يَكونُ لِصاحِبِ هذَا الأَمرِ غَيبَةٌ في بَعضِ هذِهِ الشِّعابِ....
ثُمَّ قالَ أبو جَعفَرٍ عليه‏السلام: وَاللّه‏ِ، لَكَأَنّي أنظُرُ إلَيهِ وقَد أسنَدَ ظَهرَهُ إلَى الحَجَرِ، ثُمَّ يَنشُدُ اللّه‏َ حَقَّهُ، ثُمَّ يَقولُ: يا أيُّهَا النّاسُ، مَن يُحاجَّني فِي اللّه‏ِ فَأَنَا أولَى النّاسِ بِاللّه‏ِ، ومَن يُحاجَّني في آدَمَ فَأَنَا أولَى النّاسِ بِآدَمَ....
فَيَخرُجُ إلَيهِ جَيشُ السُّفيانِيِّ، فَيَأمُرُ اللّه‏ُ الأَرضَ فَيَأخُذُهُم مِن تَحتِ أقدامِهِم، وهُوَ قَولُ اللّه‏ِ: «وَ لَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُواْ فَلاَ فَوْتَ وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ * وَ قَالُواْ ءَامَنَّا بِهِ»۶يَعني بِقائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ، «وَ قَدْ كَفَرُوا بِهِ» يَعني بِقائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ، إلى آخِرِ السّورَةِ، ولا يَبقى مِنهُم إلاّ رَجُلانِ يُقالُ لَهُما: «وَترٌ» و«وُتَيرٌ» مِن مُرادٍ، وُجوهُهُما في أقفِيَتِهِما يَمشِيانِ القَهقَرى، يُخبِرانِ النّاسَ بِما فُعِلَ بِأَصحابِهِما....

1.. الشعراء : ۴ .

2.. في إعلام الورى: «صدر رجل ووجهه» بدل «صدر ووجه».

3.. البَوارُ : الهَلاكُ النهاية : ج ۱ ص ۱۶۱ «بور» .

4.. الإرشاد : ج ۲ ص ۳۷۳ ، إعلام الورى : ج ۲ ص ۲۸۳ ، كشف الغمّة : ج ۳ ص ۲۵۰ ، الصراط المستقيم : ج ۲ص ۲۴۹ ، بحار الأنوار : ج ۵۲ ص ۲۲۱ ح ۸۴ .

5.. الحلبيّ خ ـ ل .

6.. سبأ : ۵۱ و ۵۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8669
صفحه از 457
پرینت  ارسال به