أُخرى من خطبة قيام الإمام عليهالسلام، فتُخبر أنّه يدعو الناس إلى ذكر اللّه تعالى والوقوف بين يديه، وذكر بعثة الأنبياء الإلهيّين ونزول الكتب السماويّة، ويدعوهم أيضاً إلى طاعة اللّه ورسوله، وإحياء القرآن، واجتناب الشرك، ونصرة الهدى والتقوى، وينادي:
إِنّي أدعوكُم إلَى اللّهِ وإلى رَسولِهِ، وَالعَمَلِ بِكِتابِهِ، وإماتَةِ الباطِلِ، وإحياءِ سُنَّتِهِ.۱
كما يذكّر الإمام عليهالسلام بمظلوميّة أهل البيت عليهمالسلام وحقّ مودّة ذوي القربى، ويستنصر الناس لتلافي ظلامة أهل بيت الرسول صلىاللهعليهوآله والقبول بولايتهم.۲
ولكن ذُكرت أماكن أُخرى على أنّها نقطة بداية الحركة المهدويّة، فاعتبر أحد الأحاديث «تهامة» مكاناً لخروج وقيام الإمام المهديّ نقلاً عن النبيّ صلىاللهعليهوآله ۳، وهو يؤّد الأحاديث السابقة ؛ لأنّ تهامة كالحجاز تشتمل على مكّة.۴
ونُقلت روايتان نبويّتان عن عبد اللّه بن عمرو والإمام عليّ عليهالسلام ذكرتا مكان الخروج والقيام موضعاً في اليمن يُسمّى كرعة (أكرعة).۵
وهذا الحديث ضعيف وغير معتبر ويتعارض مع روايات عديدة متقدّمة، ويحتمل كثيراً أنّه يقصد خروج اليمانيّ من اليمن، وهو من أنصار الإمام المهديّ عليهالسلام و سيخرج قُبيل خروج الإمام.
والأحاديث التي نقلها القاضيّ النعمان المغربيّ في كتاب شرح الأخبار، ودلّت على بداية القيام المهدويّ من المغرب، أو الأحاديث التي ذكرها شمس الدين محمّد القرطبيّ في كتاب التذكرة واعتبرت المغرب الأقصى موضعاً للخروج۶، ولا يمكن لتلك الأحاديث
1.. راجع: ص ۴۱۴ ح ۱۵۸۲ الفتن.
2.. راجع: ص ۱۶۷ ح ۱۳۸۸ الغيبة للنعماني وص ۱۷۰ ح ۱۳۸۹ (تفسير العياشي).
3.. راجع : ص ۳۹۷ ح ۱۵۵۲ كمال الدين وص ۴۲۱ ح ۱۵۹۴ (عيون أخبار الرضا عليهالسلام).
4.. راجع: معجم البلدان: ج ۲ ص ۶۳.
5.. راجع: ص ۱۲۲ ح۱۳۳۱ كفاية الأثر والملاحم والفتن: ص۲۷۸ ح۴۰۴ والصراط المستقيم: ج ۲ ص ۱۵۴و۲۵۹.
6.. التذكرة: ص ۳۰۰ باب منه في المهديّ ومن أين يخرج. وورد في هامش الكتاب: «اعتبر السيوطيّ في كتاب العرف الورديّ ص ۸۶ أنّ هذا الحديث لا أصل له».