فذكر الشيخ الصدوق في الاحتجاج على المخالفين ـ كما تقدّم ـ رجوع المسيح عليهالسلام في آخر الزمان، وصلاته خلف الإمام المهديّ عليهالسلام نقلاً عنهم.۱
واعتبر الشيخ المفيد عقيدة الرجعة عند قيام الإمام المهديّ عليهالسلام أمراً مجمعاً عليه بين الإماميّة، وذكر أدلّة عليها، وردّ شبهات المخالفين.۲
كما عدّها السيّد المرتضى في وقت ظهور إمام العصر عليهالسلام، ونسب هذه العقيدة إلى جميع الشيعة الإماميّين۳. واللاّفت للنظر أنّه ذكر هذا القول في الإجابة عن سؤل يعتقد بتفسير نادر للرجعة ويراها رجوعاً لدولة أهل البيت عليهمالسلام في زمن القائم عليهالسلام لا رجوعهم أنفسهم، وإن صوّر ذلك التفسير زمن الرجعة أيضاً في أيّام حكومة الإمام المهديّ عليهالسلام.۴
وصرّح الشيخ الطبرسيّ أيضاً بأنّ الرجعة تحدث حين قيام الإمام المهديّ عليهالسلام.۵
كما صرّح علماء كثيرون آخرون بزمان الرجعة واعتبروه عند قيام الإمام المهديّ عليهالسلام، ومنهم: محمّد بن عليّ بن شهرآشوب المازندرانيّ۶، والفيض الكاشانيّ۷، والسيّد شرف
1.. الاعتقادات: ص ۶۲.
2.. قال الشيخ المفيد في أوائل المقالات ص ۷۷ ـ ۷۸ في آخر المسألة ۵۵ تحت عنوان القول في الرجعة:«وأقول: إنّ اللّه تعالى يردّ قوماً من الأموات إلى الدنيا في صورهم التي كانوا عليها، فيعزّ منهم فريقاً ويذلّ فريقاً، أو يديل المحقّين من المبطلين والمظلومين منهم من الظالمين، وذلك عند قيام مهديّ آل محمّد عليهالسلام». وتعبيره «عند قيام مهديّ آل محمّد عليهمالسلام» يفيد هذا الاقتران. وله تعبير مشابه في محلّ آخر (راجع: الفصول المختارة: ص ۱۵۵).
3.. يُفصح عن رأيه المذكور قوله في الرسائل: «اعلم أنّ الذي تذهب الشيعة الإماميّة إليه أنّ اللّه تعالى يعيد عند ظهور إمام العصر المهديّ عليهالسلام قوماً ممّن كان قد تقدّم موته من شيعته ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته ومشاهدة دولته، ويعيد أيضاً قوماً من أعدائه لينتقم منهم، فيلتذّوا بما يشاهدون من ظهور الحقّ وعلوّ كلمة أهله» رسائل الشريف المرتضى: ج ۱ ص ۱۲۵.
4.. لا يُعرف صاحب هذا التفسير النادر، ولم يصلنا شيء عنه سوى ما نقله علماء أجلاّء مثل السيّد المرتضىراجع: رسائل الشريف المرتضى: ج ۱ ص ۱۲۵.
5.. مجمع البيان: ج ۷ ص ۳۶۷، جوامع الجامع: ج ۳ ص ۲۰۳.
6.. متشابه القرآن و مختلفه: ج ۲ ص ۶۹.
7.. علم اليقين في أُصول الدين: ج ۳ ص ۱۰۰۱، قرّة العيون في المعارف والحكم: ص ۳۶۰، الوافي: ج ۲ ص ۴۶۰، تفسير الصافي: ج ۴ ص ۷۴، الأصفى في تفسير القرآن: ج ۲ ص ۹۱۵.