369
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس

أُخرى من خطبة قيام الإمام عليه‏السلام، فتُخبر أنّه يدعو الناس إلى ذكر اللّه‏ تعالى والوقوف بين يديه، وذكر بعثة الأنبياء الإلهيّين ونزول الكتب السماويّة، ويدعوهم أيضاً إلى طاعة اللّه‏ ورسوله، وإحياء القرآن، واجتناب الشرك، ونصرة الهدى والتقوى، وينادي:

إِنّي أدعوكُم إلَى اللّه‏ِ وإلى رَسولِهِ، وَالعَمَلِ بِكِتابِهِ، وإماتَةِ الباطِلِ، وإحياءِ سُنَّتِهِ.۱

كما يذكّر الإمام عليه‏السلام بمظلوميّة أهل البيت عليهم‏السلام وحقّ مودّة ذوي القربى، ويستنصر الناس لتلافي ظلامة أهل بيت الرسول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله والقبول بولايتهم.۲

ولكن ذُكرت أماكن أُخرى على أنّها نقطة بداية الحركة المهدويّة، فاعتبر أحد الأحاديث «تهامة» مكاناً لخروج وقيام الإمام المهديّ نقلاً عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ۳، وهو يؤّد الأحاديث السابقة ؛ لأنّ تهامة كالحجاز تشتمل على مكّة.۴

ونُقلت روايتان نبويّتان عن عبد اللّه‏ بن عمرو والإمام عليّ عليه‏السلام ذكرتا مكان الخروج والقيام موضعاً في اليمن يُسمّى كرعة (أكرعة).۵

وهذا الحديث ضعيف وغير معتبر ويتعارض مع روايات عديدة متقدّمة، ويحتمل كثيراً أنّه يقصد خروج اليمانيّ من اليمن، وهو من أنصار الإمام المهديّ عليه‏السلام و سيخرج قُبيل خروج الإمام.

والأحاديث التي نقلها القاضيّ النعمان المغربيّ في كتاب شرح الأخبار، ودلّت على بداية القيام المهدويّ من المغرب، أو الأحاديث التي ذكرها شمس الدين محمّد القرطبيّ في كتاب التذكرة واعتبرت المغرب الأقصى موضعاً للخروج۶، ولا يمكن لتلك الأحاديث

1.. راجع: ص ۴۱۴ ح ۱۵۸۲ الفتن.

2.. راجع: ص ۱۶۷ ح ۱۳۸۸ الغيبة للنعماني وص ۱۷۰ ح ۱۳۸۹ (تفسير العياشي).

3.. راجع : ص ۳۹۷ ح ۱۵۵۲ كمال الدين وص ۴۲۱ ح ۱۵۹۴ (عيون أخبار الرضا عليه‏السلام).

4.. راجع: معجم البلدان: ج ۲ ص ۶۳.

5.. راجع: ص ۱۲۲ ح۱۳۳۱ كفاية الأثر والملاحم والفتن: ص۲۷۸ ح۴۰۴ والصراط المستقيم: ج ۲ ص ۱۵۴و۲۵۹.

6.. التذكرة: ص ۳۰۰ باب منه في المهديّ ومن أين يخرج. وورد في هامش الكتاب: «اعتبر السيوطيّ في كتاب العرف الورديّ ص ۸۶ أنّ هذا الحديث لا أصل له».


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
368

وبحضوره في مكّة ووقوفه بجانب الكعبة ورفعه لراية رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وسيفه، يفصح عن كون الحركة المهدويّة ثورة توحيديّة واستمراراً للبعثة المحمّديّة وإحياء لها، فبيّنت روايات عديدة أنّ الإمام المهديّ عليه‏السلام يذكر هذا الأمر بنفسه في أوّل خطبة له بمكّة، ويؤّد أنّ ثورته إلهيّة ومتّصلة بانتفاضات الرسل الإلهيّين الحقيقيّين. ومن تلك الروايات ما أورده الشيخ الصدوق:

فَإِذا خَرَجَ أسنَدَ ظَهرَهُ إلَى الكعبَةِ، وَاجتَمَعَ إلَيهِ ثَلاثُمِئَةٍ وثَلاثَةَ عَشَرَ رَجُلاً، وأَوَّلُ ما يَنطِقُ بِهِ هذِهِ الآيَةُ: «بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَّكمْ إِن كنتُم مُّؤمِنِينَ»۱، ثُمَّ يَقولُ: «أنَا بَقِيَّةُ اللّه‏ِ في أرضِهِ، و خَليفَتُهُ و حُجَّتُهُ عَلَيكم».۲

وكتب النعمانيّ:

وَالقائِمُ يَومَئِذٍ بِمَكَّةَ، قَد أسنَدَ ظَهرَهُ إلَى البَيتِ الحَرامِ مُستَجيراً بِهِ، فَيُنادي: «يا أيُّهَا النّاسُ، إنّا نَستَنصِرُ اللّه‏َ، فَمَن أجابَنا مِنَ النّاسِ فَإِنّا أهلُ بَيتِ نَبِيِّكم مُحَمَّدٍ...»، فَيُبايِعونَهُ بَينَ الرُّكنِ وَالمَقامِ.۳

وأكّدت رواية أُخرى في هذا الصدد بداية القيام المهدويّ من المسجد الحرام، ووصفت ذلك بدقّة، ونقلت مضموناً يناظر أوّل خطبة للإمام عليه‏السلام.۴

وأعلنت روايات مشابهة أنّ مكّة هي نقطة انطلاق الحركة، وروت أجزاء ومطالب

1.. هود: ۸۶.

2.. راجع: ص ۱۷۷ ح ۱۳۹۳.

3.. راجع: ص ۱۶۸ ح ۱۳۸۸.

4.. راجع: ص ۴۰ ح ۱۱۸۳ تفسير القميّ.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8676
صفحه از 457
پرینت  ارسال به