285
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس

من الفعل إلى القوّة، وهذا مستحيل ؛ لأنّ القوّة التي تحوّلت إلى فعل مرّة، لن تعود إلى قوّة مرة أُخرى، ونفس الإنسان تتجرّد بالموت وتتبدّل إلى موجود مثاليّ أو عقليّ، فإذا رجعت إلى الدينا مرّة أُخرى، تكون موجوداً مادّياً وتعود من الفعليّة التجرّديّة إلى القوّة.

الجواب: هذا الإشكال ليس في محلّه، فلو صحّ الأصل الفلسفيّ القائل بأنّ الشيء لا يعود من الفعل إلى القوّة، فعودة مخلوق إلى الحياة بعد موته ليست من مصاديقه، فللإنسان تجرّده قبل الموت أيضاً، والنفس الإنسانية مجرّدة سواء حين تعلّقها بالجسم أو بعده، أو عند تعلّقها به ثانية، فمرتبة النفس لا تختلف في أيّ حالة من هذه الحالات، لا أنّها مادّية قبل الموت، ثمّ تتجرّد بعده، وترجع مادّية بالرجعة مرّة أُخرى، وبناء عليه لن يرجع شيء من الفعل إلى القوّة، بل تنشأ فعليّة جديدة.۱

خلاصة القول: لو لم يشأ أحد القبول بجزئيّات الرجعة كما وردت في بعض الأحاديث، فلا محيص له من القبول بأصل وجودها، فالأدلّة القرآنيّة والحديثيّة المحكمة قاطعة في هذا الموضوع، ولا يمكن إنكارها وإن صعب فهم التفاصيل على بعضهم، وينبغي الالتفات ـ اضافة إلى ذلك ـ إلى أنّ الاعتقاد بالرجعة من محكمات العقائد الشيعيّة، ولكنّه ليس من أُصولها العقائديّة، وعدم معرفة جزئيّاتها وفروعها أو الغفلة أحياناً عن أصلها لا يضرّ بالإيمان والعقيدة، ولو أنكرها شخص عن وعي بعد اطّلاعه على أدلّتها المحكمة فسيشمله حكم الآية الشريفة التي توبّخ المنكرين من أهل الكتاب:

«وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ».۲

اقتران الرجعة بقيام الإمام المهديّ عليه‏السلام

ارتبط زمن الرجعة بنحوٍ قاطع بظهور الإمام المهديّ عليه‏السلام، ولا اختلاف بين علماء الشيعة في هذا المجال، ورآها جميع من تحدّث عنها تقريباً متقارنةً مع الظهور.

1.. هذه إجابة فيلسوف عصرنا الكبير العلاّمة الطباطبائيّ في الميزان: ج ۱ ص ۲۰۷.

2.. النمل: ۱۴.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
284

الإمام عامّة.۱

الجواب:

أوّلاً: لو كانت إمامة غير الأفضل بأمر وإذن الأفضل نفسه، فلا إشكال في ذلك.

ثانياً: يمكن لكلّ إمام أن يتولّى قيادة منطقة، فنقول بنوع من تقسيم العمل.

وثالثاً: يمكن أن تحدث رجعة بقيّة الأئمّة بعد استشهاد الإمام المهديّ عليه‏السلام، ولا يوجد دليل قطعي على استمرار إمامة الإمام الحجّة عليه‏السلام إلى القيامة، وبخاصّة أنّ بعض الأحاديث ذكرت وفاته عليه‏السلام وتكفينه ودفنه على يد الإمام الحسين عليه‏السلام. إضافة إلى ذلك تحدّثت رواية عن رجعة أمير المؤنين عليه‏السلام وبقيّة الأئمّة عليهم‏السلام وعرّفتهم على أنّهم موظّفي حكومة عليّ عليه‏السلام.۲

وقُدّمت أجوبة أُخرى لهذا الإشكال سنعرض عنها اجتناباً للتطويل.۳

ولن يزيد عدد الأئمّة على الاثني عشر على كلّ حال، وسوف يرجع الأئمّة السابقون أنفسهم.

۷ ـ الرجعة تستلزم التناسخ، والتناسخ مردود من وجهة نظر إسلاميّة، إذن فالرجعة مردودة.

الجواب: نشأ هذا الإشكال عن الفهم الخاطئ لمعنى التناسخ والرجعة ؛ فالتناسخ يعني ولوج روح شخص بعد موته في جسد آخر غير جسده، ولكنّ الرجعة معناها رجوع الروح إلى جسد الشخص ذاته، تماماً كما سيحدث في المعاد، فرجوع الروح إلى الجسم في المعاد إذا استلزم التناسخ، ففي الرجعة كذلك، غير أنّ العودة ليست إلى جسد آخر لا في المعاد ولا في الرجعة، بل إلى جسد الشخص ذاته، وبناء عليه لن يحدث أيّ أمر مستحيل أو مخالف للإسلام.

۸ ـ من وصل إلى كماله المخصصّ به، لو رجع بعد الموت إلى الدنيا ثانية فرجوعه يكون

1.. الإيقاظ من الهجعة: ص ۴۱۲.

2.. مختصر بصائر الدرجات: ص ۲۹، بحار الأنوار: ج ۵۳ ص ۷۴ ح ۷۵.

3.. راجع: الإيقاظ من الهجعة: ص ۴۱۲ ـ ۴۲۱.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8693
صفحه از 457
پرینت  ارسال به