257
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس

أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ».۱

بديهيّ أنّ هذه الرجعة غير إحياء الموتى في القيامة الذي لا ينحصر في جماعة خاصّة ويشمل جميع الموجودات.

۳ ـ الآية التي تبيّن إحدى معجزات النبيّ عيسى عليه‏السلام ؛ وهي إحياء الأموات وإعادتهم إلى الدنيا:

«إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ... وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي».۲

۴ ـ الآية التي تتحدّث عن إحياء مقتول من بني إسرائيل ليخبر عن قاتله:

«فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ».۳

فذبحوا البقرة بأمر اللّه‏ وضربوا قطعة منها بالميّت، فعاد حيّاً وعرّف قاتله.۴

۵ ـ الآية التي تتحدّث عن قوم من بني إسرائيل طلبوا مشاهدةَ اللّه‏ جهرة، فأخذتهم الصاعقة وماتوا، ثمّ أعادهم اللّه‏ إلى الحياة ليشكروا نعمته:

«ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ».۵

ودلالة هذه الآية على إمكانيّة الرجعة ووقوعها بيّن جدّاً، وإن نهَجَ بعضُ مفسّري أهل السنّة سبيل التأويل، وتجاهلوا صراحة الآية بسبب مخالفتهم للرجعة.۶

1.. البقرة: ۲۴۳.

2.. المائدة: ۱۱۰.

3.. البقرة: ۷۳.

4.. لا اختلاف بين مفسّري الشيعة والسنّة في الرجوع إلى الدنيا في هذا المورد.

5.. البقرة: ۵۶.

6.. نقل الآلوسيّ في روح المعاني ج ۱ ص ۲۶۴ أقوالاً اعتبرت بعضها الموت بمعنى الخفاء، والبعث بمعنى اليقظة،وبعضها عدّت الموت بمعنى الجهل، والبعث بمعنى العلم، وذكر تأويلاً آخر في المصدر نفسه (ج ۱ ص ۲۶۹) فسّر فيه الموت بالفناء في التجلّي الذاتي، والبعث بالبقاء بعد الفناء. وفي المقابل صرّح بموتهم وإحيائهم كثير من مفسّري أهل السنّة، منهم: الزمخشريّ في الكشّاف: ج ۱ ص ۷۱، والفخر الرازيّ في مفاتيح الغيب: ج ۳ ص ۵۲۱، والقرطبيّ في الجامع لأحكام القرآن: ج ۱ ص ۴۰۴، والسيوطيّ والمحلّي جلال الدين في تفسير الجلالين: ج ۱ ص ۱۱، والطبريّ في جامع البيان: ج ۱ الجزء ۱ ص ۲۹۱.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
256

والمذهبيّة، يعدّ خارجاً عن الدائرة المذكورة.

حدوث الرجعة في التاريخ

ذكر القرآن الكريم رجعة أفراد أو أقوام إلى الدنيا في موارد عديدة، وهي إضافة إلى إثباتها إمكانيّة الرجعة، تبيّن أيضا حدوثها في التاريخ، ومن هذه الآيات:

۱ ـ الآية التي نزلت ـ بناءً على قولٍ ـ في النبيّ عُزير عليه‏السلام:

«أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».۱

ويتّفق المفسّرون الشيعة وأهل السنّة على أنّ هذه الآية نزلت لمواجهة المنكرين لقدرة اللّه‏ على إحياء الأموات، وتقدّم نموذجا على ذلك في هذه الدنيا.۲

۲ ـ الآية التي تتحدّث بصراحة عن رجعة مجموعة من الناس إلى الحياة الدنيا۳:

«أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ

1.. البقرة: ۲۵۹.

2.. من مفسّري أهل السنّة: الطبريّ في تفسيره: ج ۲ الجزء ۲ ص ۵۸۶، وابن كثير في تفسيره: ج ۱ ص ۴۶۴،والزمخشريّ في الكشّاف: ج ۱ ص ۱۵۷، وابن قتيبه في غريب القرآن: ج ۱ ص ۸۶، وكثير غيرهم.

3.. اعترف عديد من مفسّري أهل السنّة بموت هذه المجموعة وحياتها مرّة أُخرى، ومنهم: الزمخشريّ فيالكشّاف: ج ۱ ص ۱۴۷، والفخر الرازيّ في مفاتيح الغيب: ج ۶ ص ۴۹۶ حيث نقل في توضيح هذه الآية ثلاث روايات عن السدّي وابن عبّاس وشخص آخر لم يسمّه، وسُمّي الرجل في جميع تلك الروايات بحزقيل، وهرب هؤاء الناس خوفاً من الوباء، والقرطبيّ في الجامع لأحكام القرآن: ج ۳ ص ۲۳۱ حيث نقل عن ابن عربي أنّ الموت هو عقوبة لهم، ولذلك أمكن إحياؤم من جديد، ولوكان الموت أجلاً لهم فلن يمكن ذلك. وقد قال هذا لكيلا يضطرّ إلى القبول بإمكانيّة الرجعة.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8548
صفحه از 457
پرینت  ارسال به