221
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس

۵ ـ نظراً إلى الراويين الواقفيّين للحديث: عليّ بن أبي حمزة ووهيب بن حفص، فهناك احتمال كبير بوضعهم واستغلالهم لنصّ الحديث بسبب ما وقع من أحداث في عهدهم.

ويُستفاد من مجموع الكتب المتأخّرة والمعاصرة التي ذكرت الخراسانيّ أنّ مؤّفيها فهموا مثل هذا العنوان والعلامة من الأحاديث المتعلّقة بخراسان أو غيرها وروّجوا لها ؛ لأنّه لا توجد مثل هذه الشهرة في أحاديث العلامات، ولا يكفي الاستناد إلى رواية واحدة أو اثنتين ممّا نُقل في الموضوع.

ويبدو أنّ الخراسانيّ عنوان منتزع من الأحاديث المتعلّقة بخراسان ومشرق الأرض والرجل الذي يقوم مع أهل خراسان، وفي الواقع لقد قام المتأخّرون باستحداث هذا العنوان مستفيدين من مضمون الأحاديث، والشاهد عليه أنّ معجم أحاديث الإمام المهديّ عليه‏السلام ـ الذي يعتبر من مصادر الكتب المعاصرة ـ ذكر مراراً اسم الخراسانيّ، ولكنّه أرجع إلى أحاديث لا يوجد فيها اسمه، ولا حتّى رجل من خراسان، فمثلاً نقرأ في فهرس هذا الكتاب:

تذكر أن ظهور الخراسانيّ وشعيب يكون قبل ظهور المهديّ عليه‏السلام باثنين وسبعين شهراً....۱

ثمّ يحيل على خبر من الفتن لابن حمّاد، حيث يقول:

تخرج راية سوداء لبني العبّاس، ثمّ تخرج من خراسان أُخرى سوداء، قلانسهم سود وثيابهم بيض، على مقدّمتهم رجل يقال له: شعيب بن صالح... يكون بين خروجه وأن يسلّم الأمر للمهديّ اثنان و سبعون شهراً.۲

المورد الآخر الذي عبّر المعجم عنه بالخراسانيّ۳ هو رجل من وراء النهر:

1.. معجم أحاديث الإمام المهديّ: ج ۲ ص ۵۰۳.

2.. الفتن: ج ۱ ص ۱۸۸، معجم أحاديث الإمام المهديّ: ج۱ ص ۳۹۷.

3.. وقد يكون الحارث المذكور في بعض الروايات هو الخراسانيّ نفسه معجم أحاديث الإمام المهديّ: ج ۲ص ۵۰۳.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
220

تحقّق الفرج للشيعة والفرج العامّ، لا فرج إمام العصر عليه‏السلام خاصّة، مثلما ورد الفرج في كلماتهم عليهم‏السلام بمعنى الفرج للشيعة.

الحديث الثاني عن الإمام الباقر عليه‏السلام:

لا بُدَّ أن يَملِكَ بَنُو العَبّاسِ، فَإِذا مَلَكوا وَاختَلَفوا وتَشَتَّتَ أمرُهُم، خَرَجَ عَلَيهِمُ الخُراسانِيُّ وَالسُّفيانِيُّ، هذا مِنَ المَشرِقِ وهذا مِنَ المَغرِبِ، يَستَبِقانِ إلَى الكوفَةِ كَفَرَسَي رِهانٍ، هذا مِن هاهُنا وهذا مِن هاهُنا، حَتّى يَكونَ هَلاكُهُم عَلى أيديهِما، أما إنَّهُما لا يُبقونَ مِنهُم أحَدا أبَدا.۱

جاء هذا الحديث في موضع آخر ضمن خبر طويل، وأضاف أنّ قيام السفيانيّ واليمانيّ والخراسانيّ سيكون في يوم واحد۲، غير أنّ سنده حوى رواة مجاهيل۳، ولا يمكن الاعتماد عليه، كما ضمّ إشكالات من حيث النصّ ندرجها فيما يلي:

۱ ـ صرّح الجزء الأوّل من الحديث بحكومة بني العبّاس، وقد زال ملكهم منذ قرون عديدة.

۲ ـ الحديث عن بني العبّاس وبني أُميّة والرايات السود ونداء إبليس بالقتل ظلماً ـ ولعلّه شعار بني أُميّة في عثمان ـ وقتل الكثير من بني أُميّة في بداية حكم بني العبّاس، كلّ ذلك متعلّق بعصر حضور الأئمّة وخصوصاً عهد الإمام الصادق عليه‏السلام.

۳ ـ خروج الخراسانيّ واليمانيّ والسفيانيّ في يوم واحد، يتناقض مع أحاديث أُخرى، كما أنّ وقوع هذه الأحداث الثلاثة المهمّة في يوم واحد، ممّا ينبغي التأمّل فيه.

۴ ـ لم يذكر السفيانيّ واليمانيّ والخراسانيّ معاً في أيّ حديث آخر، وخصوصاً أنّ الخراسانيّ لم يرد إلاّ في روايتين، ويبدو أنّ الراوي أو الرواة قد أخطؤوا في اسمه.

1.. راجع: ص ۱۷۹ ح ۱۳۹۶.

2.. راجع: ص ۶۷ ح ۱۲۳۲ الغيبة للنعماني.

3.. أحمد بن يوسف ويوسف بن كليب.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8653
صفحه از 457
پرینت  ارسال به