وهي أنّ الله تعالى اعتبر الإجماع حجّة، فإن أراد إجماع جميع الأمّة إلى آخر التكليف (أي إلى يوم القيامة)، فهذا يعني أنّ الإجماع ليس بحجّة؛ لأنّه سوف لن يبقى تكليفٌ حتى يكون الإجماع حجّة فيه، فلابدّ أن يكون إجماع كلّ عصر حجّة۱.
إذن هناك اختلاف جوهري حول حقيقة الإجماع بين المرتضى والمعتزلة - وهو ينعكس على الآراء التي سوف يتبنّاها كلٌّ منهم -، وأنّ اشتراكهم إنّما هو في لفظ «الإجماع».
والجدير بالذكر أنّ المرتضى قد اعتمد على الإجماع في الكثير من المسائل العقائدية، فهو لم يكن يعتمد على الإجماع بكثرة في إثبات الأحكام الشرعية - كما هو مشهور عنه - فقط، بل كان يُكثِر من الاعتماد عليه أيضاً في مجال الأبحاث العقائدية. وفي ما يلي قائمة ببعض تلك الأبحاث، فقد استدلّ الشريف المرتضى بإجماع الأمّة على ما يلي:
۱. إثبات صفتَي الحياة والوجود لله تعالى۲.
۲. إذا ثبت أنّ أهل الجنة غير مكلّفين، ثبت أنّ أهل النار وأهل الموقف كذلك؛ لإجماع الأمّة على عدم الفرق بينهم۳.
۳. إنّ معارف أهل الآخرة متساوية وغير مختلفة۴.
۴. إنّ الإيمان يُستحَق به الثواب الدائم۵.
۵. إنّ من أُدخل الجنة وأُثبت فيها، لا يخرج منها إلى النار۶.
۶. إنّ الحياة مرتفعة عن الفلك، وما يشتمل عليه من الكواكب۷.
۷. أجمع المسلمون على تكذيب المنجّمين۸.
1.. البصري، المعتمد، ج۲، ص۲۴.
2.. الطوسي، تمهيد الأصول، ص۴۳.
3.. المرتضى، رسائل الشريف المرتضى (مسألة في أحكام أهل الآخرة)، ج۲، ص۱۳۴.
4.. المصدر السابق، ص۱۳۸.
5.. المصدر السابق، (جوابات المسائل الطبرية)، ج۱، ص۱۴۸.
6.. المصدر السابق، ص۱۵۰.
7.. المصدر السابق، (مسألة في الردّ على المنجّمين)، ج۲، ص۳۰۳.
8.. المصدر السابق، ص۳۱۰.