«العلم» وفقاً للمصطلح الكلامي، ويمكن تحصيل هذا العلم بأقوال الإمامية وإجماعهم وإن كانوا منتشرين في الآفاق ومتباعدين من حيث الديار.
ثمّ إنّ المرتضى طرح إشكالاً آخر وهو: يمكن أن يكون الإمام مخالفاً لرأي الإمامية، لكن بما أنّكم لا تعرفون شخصه بعينه، فأنتم لا تدرون أنّه قد خالفهم.
فأجاب عن ذلك بأنّه لو صحّ أنّ الإمام يخالف الإمامية، فهذا يعني أنّنا لم نعرف إجماعهم؛ لأنّ الإمام واحد منهم، فمخالفته تؤدّي إلى نقض الإجماع، حاله حال مخالفة أيّ عالم آخر منهم۱.
كما طرح إشكالاً آخر وهو: إذا جوّزتم أن يكون هناك عالم من الإمامية يخالفهم في بعض الآراء، ولم يصل إليكم خبره، فجوَّزوا أن يخالف الإمامُ الإماميةَ ولا يصل إليكم خبره أيضاً.
فأجاب بأنّه لا يجوز ذلك أساساً، فإنّه لا يصحّ أن يكون هناك لأحد علماء الإمامية رأي خاص في بعض المسائل، ثم تمضي عليه الدهور والأيام ولا يعلم أحد بمخالفته وبرأيه، فإنّ هذا مخالف للعادات؛ لأنّ الذي دعا ذلك العالم إلى المخالفة هو الذي يدعوه إلى الإعلان عن رأيه، كي يُتَّبَع فيه، ويُقتدى به۲.
وبالطبع فإنّ لتحقيق هذه الطريقة الأولى لتفسير كاشفية الإجماع عن قول الإمام شرطاً، وهو أن يكون بعض الأفراد المُجمِعين مجهولي الاسم والنسب، حتّى يصحّ أن نحتمل أنّ الإمام أحدُهم، وإلّا فلو كان كلّهم معلومي الاسم والنسب فسوف لن يمكن الاستدلال بهذا الإجماع؛ لأنّنا نعلم حينئذ بأنّ الإمام ليس واحداً منهم؛ ولهذا سمّيت هذه الطريقة من الإجماع - كما تقدّم - باسم: «دخول مجهول النسب».
وهناك ملاحظة مهمّة أخرى وهي أنّه إذا كان هناك بعض علماء الإمامية المعروفين كالشيخ الصدوق والمفيد قد خالفوا الإجماع، فمخالفتهم لا تضرّ؛ لأنّ المخالفة الوحيدة التي تضرّ بالإجماع هي مخالفة الإمام المعصوم علیه السّلام. إذن مخالفة