99
أحاديثُ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ علیه السّلام برواية عبد العظيم الحسني رحمه الله

۰.(۹۴) وَقَالَ علیه السّلام: العُقُولُ أَئِمَّةُ الأَفْكَارِ، وَالأَفْكَارُ أَئِمَّةُ القُلُوبِ، وَالقُلُوبُ أَئِمَّةُ الشَّوَاعِرِ؛ يَعنِي الحَوَاسَّ، وَالشَّوَاعِرُ أئِمَّةٌ؛ يَعْنِي۱ الإِنْسَانَ.۲

۰.(۹۵) وَعَنْ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ علیه السّلام قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ۳ عَلَى عَمِّهِ الحَمْزَةِ۴ يَعُودُهُ وَقَدْ وُعِكَ۵ وَعْكاً شَدِيداً، فَقَالَ لَهُ: يَا عَمِّ! اصْبِرْ وَأَبْشِرْ، فَإنَّهُ لَا خَيْرَ فِي بَدَنٍ لَا يَأْلَمُ. فَقِيلَ لَهُ: يَا أَميرَ المُؤمِنِينَ! مَا هَذَا؟ فَقَالَ: إِنَّ البَدَنَ إِذَا أَصْبَحَ أَشِرَ وَبَطِرَ۶، فَإِذَا اعْتَلَّ ذَهَبَ ذَلِكَ عَنْهُ، إِنَّ لِلْقَلْبِ فَرْحَةً عِنْدَ أَكْلِ اللَّحْمِ، وَمَا دَامَ الفَرَحُ بِهِ أَشِرَ۷ وَبَطِرَ، فَكُلُوهُ - يَعْنِي اللَّحْمَ - غِبّاً۸.۹

۰.(۹۶) وَقَالَ علیه السّلام: لا تُعَاجِلُوا۱۰ الْأَمْرَ قَبْلَ بُلُوغِهِ فَتَنْدَمُوا، وَلَا يَطُولَنَّ عَلَيْكُمُ الْأَمَدَ

1.. لعل الحدیث انتهی بكلمة «أئمة» و كانت لفظة «یعني» من الرواة لأجل توضیح المعنی، فكأن الرواة عرفوا أنّ المقصود من الأئمة في ذیل الحدیث هو «أئمة الإنسان»، فأضافوا «یعني الإنسان»، و یحتمل أیضاً أن تكون «یعني» من خطأ الكاتب و حیث إنّه كتب نفس هذه الكلمة في الحدیث آنفاً، فأضافها مرةً اُخری هنا سهواً.

2.. ليس في كشف الغمّة؛ و ورد في كنز الفوائد، ج‏۱، ص۲۰۰ و فيه: "القلوب أئمة الحواس و الحواس أئمة الأعضاء".

3.. في المخطوط: "صللم" اختصارا منه كما هو واضح.

4.. هكذا في المخطوط، و أكثر ما يقال «حمزة» بدون الألف و اللام.

5.. الضبط من المخطوط؛ و الوعك الحمّى أو أثره. المحيط في اللغة، ج‏۲، ص۹۱؛ فقه اللغة للثعالبي، ص۱۲۱؛ و قال ابن دريد: "الوَعْك‏ أصله سكون الريح و شدّة الحرّ، ثمّ سُمّيت الحُمّى‏ وَعْكاً" جمهرة اللغة، ج‏۲، ص۹۴۸.

6.. هاتان الكلمتان تأتيان معا في كثير من المواضع في الكتب الحديثية، كما أن اللغويين أيضاً استفادوا من بعضهما في معنى بعض آخر: الصحاح، ج‏۲، ص۵۷ و معنى الكلمة الأولى: مُتَسرِّعٌ ذو حِدّة. معجم المقاييس، ج‏۱، ص۱۰۸ أو البَطَرُ و المَرَحُ. المحيط في اللغة، ج‏۷، ص۳۷۸ و معنى الكلمة الثانية: "الطُّغْيانُ بالنِّعمة... و بَطِرَ النِّعْمةَ...لَمْ يَشْكُرْها و أَشِرَ" المحكم و المحيط الأعظم، ج‏۹، ص۱۶۰ و "مجاوزة الحدّ في المَرَحِ و خِفّةِ النّشاط و الزَّعَلِ" أساس البلاغة، ص۴۲ و معنى الأول أشد من الثاني وفقا لما قاله الراغب. المفردات، ص۷۷.

7.. في المخطوط: "الاشر و بطر" و لا يخفى أنّه سهو، و حيث لا تكون حركة فوق كلمتَيْ "أشر و بطر" في المخطوط فربما هما فِعلان (أشِرَ و بَطِرَ) و يمكن أن يكونا اسمين (أَشِرٌ و بَطِرٌ) فإن كانا اسمين فالمبتدأ "القلب" و هو محذوف بالقرينة.

8.. معنى الغِبّ أن لا يكون فعل الشيء في كل يوم متتاليا، بل يكون مع فَصْلٍ فيه بواسطة يَومٍ أو أيامٍ. قال الجوهري: "أَغِبُّوا فى عيادة المريض:... عُدْ يوماً و دَعْ يوما، أو دَعْ يومين و عُد اليوم الثالث...‏" الصحاح، ج‏۱، ص۱۹۰. و راجع: الفائق، ج‏۲، ص۴۱۷؛ و كُتِبت في المخطوط كلمات صغيرة لا تقرأ فوق السطر و بالقرب من لفظة «غباً».

9.. ليس في كشف الغمّة.

10.. في المخطوط و في كشف الغمّة و الفصول المهمّة و حلية الأبرار: "لا تعالجوا" و لكن في بحار الأنوار نقلا عن كشف الغمّة و في الخصال:"لا تعاجلوا"، و في تحف العقول: "لا تعجّلوا"، و يُحتمل أن "تعاجلوا" صُحِّف و صار "تعالجوا" لِما أنّهما متشابهان جدا، فربما كان عدم العجلة أنسب بالمقام خصوصاً مع وجود "بلوغه" في الكلام و بقرينة ما ورد في تحف العقول. على أية حال كلاهما يليق بالمقام.


أحاديثُ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ علیه السّلام برواية عبد العظيم الحسني رحمه الله
98

۰.(۹۱) وَقَالَ۱: مَنِ احْتَمَلَ الجَفَاءَ۲ لَمْ يَشْكُرِ النِّعْمَةَ.۳

۰.(۹۲) وَقَالَ علیه السّلام: إِذَا طَلِبْتَ شَيْئاً مِنَ الدُّنْيَا فَزُوِيَ۴ عَنْكَ فَاذْكُرْ مَا خَصَّكَ اللّهُ بِه مِنْ دِینِهِ وَصَرَفَهُ۵ عَنْ غَيْرِكَ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ أَمْرَأُ۶ أَنْ تَسْخُو۷ نَفسُكَ عَمَّا فَاتَكَ.۸

۰.(۹۳) وَقَالَ علیه السّلام: أَجْوَدُ النَّاسِ مَنْ جَادَ بِالحُقُوقِ عَلَيْهِ مِن غَيْرِ مَسْأَلَةٍ.۹

1.. لم یرد لفظ "علیه السلام" هنا في المخطوط، و أشرت إلیه، لئلا یتوهم سقوطه من الطبع.

2.. الجفاء له معنیان: الأول "نقیض الصلة و الاُنس" العین، ج۶، ص۱۸۹، المحكم و المحیط الأعظم، ج۷، ص۵۶۱، و"خلاف البر" الصحاح، ج۶، ص۲۳۰۳، و الثاني "غلظة الطبع" النهایه فی غریب الحدیث، ج۱، ص۲۸۱، و لا یخفی اقتراب المعنیان، إلاّ أنّ الأوّل من حیث العمل و الفعل، و الثاني من حیث الطبیعة و المزاج.

3.. ليس في كشف الغمّة؛ و ورد بألفاظ مختلفة في مصادر متعددة: "من‏ لم ينكر الجفوة" في قرب الإسناد، ص۱۶۰؛ "من لم يشكُ الجفوة " في بهجة المجالس، ج‏۲، ص۳۱۵؛ "من‏ لم‏ يغضب‏ من‏ الجفوة" أو باختلاف يسير في الخصال، ج‏۱، ص۱۱ و الأمالي للطوسي، ص۲۸۳ بسند آخر و‏ روضة العقلاء، ج‏۲، ص۶۶۲ و أمالي ابن سمعون الواعظ، ج۱، ص۱۷۱ و المحاضرات للراغب، ج‏۱، ص۲۷۹ و‏روض الأخيار، ص۳۴۲؛ و "من‏ احتمل‏ الجفاء" في الفقه المنسوب إلى الرضا علیه السّلام، ص۳۵۶ و الخصال، ج‏۱، ص۱۱؛ "من‏ لم‏ يحتمل‏ الجفاء لم يشكر النعمة" بزيادة في مشكاة الأنوار، ص۲۸۵ عن المحاسن، لكني لم أجده في المحاسن الموجود. و الظاهر أن معناه: من لم يكن له تغير و غضب عند مشاهدة ظلم الغير، فهذا دليل على أنّه لا يشكر إحسان صديق أيضاً. و ليس كما قال المحقق البارع الأُستاذ الغفاري; في هامش الخصال، ج‏۱، ص۱۱ لقرائن متعددة منها قرينة النقل بالمعنى الذي حصل للحديث في المصادر و هو يعين الوصول إلى أصل الحديث، و منها ما ذكروه قبل و بعد هذا الحديث في كتبهم الذي يعيّن المعنى الذي فهمه مؤلفو الكتب و.... و قد كتبتُ هذه القرائن و لكن المقام لا يسع ذكرها و سأقوم بنشرها في مقال مختص به إن شاء اللّٰه تعالى.

4.. أي الجمع و القبض. الفائق، ج‏۲، ص۹۸، "ما زَوَيْتَ‏ عنّي ممّا اُحبّ أي صَرَفتَه عنّي و قَبَضتَه" النهاية، ج‏۲، ص۳۲۰.

5.. في المخطوط: "اصرفه" و لكن لا يوجد في باب الإفعال من مادة «ص‏ ر ‏ف» ما يدلّ على هذا المعنى، و يؤيده ما ورد في المصادر الأُخرى، حيث إن الموجود في كلها "صرفه".

6.. صيغة اسم التفضيل من "المَريء". قال ابن الأثير: "مَرَأَني‏ الطعام، و أَمْرَأَني‏، إذا لم يثقل على المعدة، و انحدر عنها طيّبا." النهاية، ج‏۴، ص۳۱۳؛ و في المخطوط: "امرا" بدون أية همزة و حركة أُخرى.

7.. معنى "تسخو" ترك الشيء مع قطع التعلق القلبي به و يُستفاد هذا من كتب اللغة: "سَخَا يَسْخُو... نفسي و بنفسي عن الشي‏ء إذا تركته و لم تنازعك نفسك إليه" العين، ج‏۴، ص۲۸۹ و المحيط في اللغة، ج‏۴، ص۳۸۵‏ و انظر: أساس البلاغة، ص۲۸۹.

8.. ليس في كشف الغمّة؛ و ورد بألفاظ مختلفة و اختلاف يسير في الفقه المنسوب إلى الرضا علیه السّلام، ص۳۶۰ و دعائم الإسلام، ج‏۲، ص۱۶ و كنز الفوائد، ج‏۱، ص۳۴۵ و مشكاة الأنوار، ص۱۰۸.

9.. ليس في كشف الغمّة؛ و ورد مضمونه في بعض المصادر و لكنّ الحديث فيها عن حقوق اللّه بالمال: عن النبي صلی الله علیه و آله في العهود المحمدية، ص۴۵۳ و كتاب التمييز، ابن معن، ص۳۳۰ و بياض تاج الدين أحمد الوزير، ج‏۲، ص۲۱۸؛ و من دون إسناد إلى المعصوم في حلية الأولياء لأبي نعيم، ج۴، ص۶۹ و شعب الإيمان، ج‏۷، ص۴۰۷؛ فبقرينة تلك المصادر نستطيع أن نعرف معنى الحديث هنا أيضاً بشكل أسهل، فهو بمعنى أن أسخى الناس من يتقدم بتأدية حقوق اللّٰه في ماله و لا يحتاج إلى أن يُسئَل و يُطالَب حتّى يؤديها.

  • نام منبع :
    أحاديثُ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ علیه السّلام برواية عبد العظيم الحسني رحمه الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1399
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 411
صفحه از 131
پرینت  ارسال به