النموذج الحادي عشر: في الحديث (۶۳): «لا یَزُوح شرَّ الرجل عن نفسه بمثل الرضا بالقضاء». وفي المخطوط ليست هناك نقطة فوق الزاي، لكنّ مادّة «روح» ليس لها معنىً يناسب المقام، ومن جهة أُخرى لا يبعد أن یكون الحرفُ «الزايَ»؛ لأنّه لم يُكتب «۷» فوقها. وتوجد الضمّة في المخطوط فوق الیاء، والكسرة والشَّدّة للواو، كأنّه فعل مضارع من باب التفعيل، ولكن لم أجد هذا الباب من مادّة «زوح» في شيء من كتب اللغة. ولا یُستبعد سهو الناسخ بعد مشاهدة العدید من أخطائه في المخطوط. والظاهر أنّه «يَزُوحُ» الثلاثي المجرّد، وورد في كتب اللغة: و«زاحَ الشيءَ زوحاً وأزاحَه: أزاغه عن مَوضعه ونحّاه»۱؛ فمعناه الزوال والذهاب والتنحّي، وقد يُستعمل متعدّياً كما صرّح به الفيّومي۲، فيبدو أنّ معنى الحديث: أجود شيء يُزيلُ شَرَّ الإنسان مِن نفسه هو الرضا بقضاء اللّٰه تعالى.
النموذج الثاني عشر: في الحديث (۴۰): «أربع من كنّ فيه فهو من الأخيار: من أعان المحسن، وفرح للتائب، وردّ المدبر و...»، وفي المخطوط هكذا: «المُدَبِّر»، ويُحتمل أن يكون «ردّ المُدْبِر»؛ بمعنى أنّه يُجِدّ ليردّ الشخص الذي أدبر وتولّى عن الجماعة أو الحقّ ويُعينه على العود أو التوبة. وبناءً عليه، فالحركات المكتوبة للكلمة في المخطوط سهوية؛ لأنّه «المُدْبِر» لا «المدَبِّر»، حيث لم أجد باب التفعيل منه بمعنى الإعراض والرجوع، بل لم أجد معنىً آخر له يناسب السياق.۳
وهذا الاحتمال مناسبٌ للسياق، حيث يشير الحديث في الفقرة السابقة إلى سروره لتوبة التائب، وفي هذه الفقرة إشارة إلى جهده وسعيه في رجوع مَن تولّی عن الجماعة إلیها أو رجوع الضالّ إلى الحقّ، ويؤيّده ما في المصادر الأُخرى من وجود «دعا» بدل «ردّ»، حيث إنّ الدعوة تناسب الشخص الذي أدبر وتولّى عن شيء ليرجع.
النموذج الثالث عشر: في الحديث (۳): «إنّ للمحن علامات لابدّ أن ينتهى إليها،