53
أحاديثُ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ علیه السّلام برواية عبد العظيم الحسني رحمه الله

النموذج الحادي عشر: في الحديث (۶۳): «لا یَزُوح شرَّ الرجل عن نفسه بمثل الرضا بالقضاء». وفي المخطوط ليست هناك نقطة فوق الزاي، لكنّ مادّة «روح» ليس لها معنىً يناسب المقام، ومن جهة أُخرى لا يبعد أن یكون الحرفُ «الزايَ»؛ لأنّه لم يُكتب «۷» فوقها. وتوجد الضمّة في المخطوط فوق الیاء، والكسرة والشَّدّة للواو، كأنّه فعل مضارع من باب التفعيل، ولكن لم أجد هذا الباب من مادّة «زوح» في شيء من كتب اللغة. ولا یُستبعد سهو الناسخ بعد مشاهدة العدید من أخطائه في المخطوط. والظاهر أنّه «يَزُوحُ» الثلاثي المجرّد، وورد في كتب اللغة: و«زاحَ‏ الشي‏ءَ زوحاً وأزاحَه‏: أزاغه عن مَوضعه ونحّاه»۱؛ فمعناه الزوال والذهاب والتنحّي، وقد يُستعمل متعدّياً كما صرّح به الفيّومي۲، فيبدو أنّ معنى الحديث: أجود شيء يُزيلُ شَرَّ الإنسان مِن نفسه هو الرضا بقضاء اللّٰه تعالى.

النموذج الثاني عشر: في الحديث (۴۰): «أربع من كنّ فيه فهو من الأخيار: من أعان المحسن، وفرح للتائب، وردّ المدبر و...»، وفي المخطوط هكذا: «المُدَبِّر»، ويُحتمل أن يكون «ردّ المُدْبِر»؛ بمعنى أنّه يُجِدّ ليردّ الشخص الذي أدبر وتولّى عن الجماعة أو الحقّ ويُعينه على العود أو التوبة. وبناءً عليه، فالحركات المكتوبة للكلمة في المخطوط سهوية؛ لأنّه «المُدْبِر» لا «المدَبِّر»، حيث لم أجد باب التفعيل منه بمعنى الإعراض والرجوع، بل لم أجد معنىً آخر له يناسب السياق.۳

وهذا الاحتمال مناسبٌ للسياق، حيث يشير الحديث في الفقرة السابقة إلى سروره لتوبة التائب، وفي هذه الفقرة إشارة إلى جهده وسعيه في رجوع مَن تولّی عن الجماعة إلیها أو رجوع الضالّ إلى الحقّ، ويؤيّده ما في المصادر الأُخرى من وجود «دعا» بدل «ردّ»، حيث إنّ الدعوة تناسب الشخص الذي أدبر وتولّى عن شيء ليرجع.

النموذج الثالث عشر: في الحديث (۳): «إنّ للمحن علامات لابدّ أن ينتهى إليها،

1.. المحكم و المحیط الأعظم، ج‏۳، ص۴۸۳؛ و قال ابن دريد: "زُحْتُ‏ الشي‏ءَ أزوحه‏ زَوْحا، إذا أَرَغْتَه عن موضعه و نحّيته" جمهرة اللغة، ج‏۱، ص۵۳۰.

2.. المصباح المنير، ص۲۵۹.

3.. راجع: الصحاح، ج‏۲، ص۶۵۵؛ تهذيب اللغة، ج‏۱۴، ص۸۰؛ معجم المقاييس، ج‏۲، ص۳۲۴.


أحاديثُ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ علیه السّلام برواية عبد العظيم الحسني رحمه الله
52

القديمة لكشف الغمّة والبحار نقلاً عن كشف الغمّة: «بمنافسة»، وحيث إنّ «المنافسة» هو الآنس للذهن من «المنافثة» يترجّح احتمال كون «المنافثة» الأقرب بين الاحتمالين؛ لأنّ تبديل الغريب بالمأنوس من عوامل التصحيف الرئيسية، ولكن لم أستظهر من كتب اللغة ما قاله الكفعمي رحمه الله في معناه.

والموجود في هذه النسخة «موافقة»، ولم أجد ما يُرجّح إحدى الكلمتين - أعني ما ورد هنا وما ورد في كشف الغمّة - وكلاهما محتمل، لكن ورد في كنز الفوائد: «معاشرة»، وبقرينة المقابلة بين صدرها الذي ورد فيه أيضاً «معاشرة» يترجّح أن يكون أنسب بالمقام.

النموذج العاشر:  في الحديث (۲۷): «إياك والأمانيَّ، فإنّها بضائِع النَّوكى العَجَزة». وفي المخطوط: «العحىره» بدون نقاط تحت أو فوق الحروف، وقد يُتصوّر في البداية أنّها «العجيزة»؛ بمعنى العجْز وعدم القدرة، لكنّ هذه الكلمة في كتب اللغة بمعنى «عَجُز المرأة»، فلا ربط لها بالمقام۱، والظاهر أنّها «العجىرة» بالراء، وهو إمّا بمعنى العنين الذي لا يستطيع أن يأتي النساء۲، أو بمعنى السمين وعظيم البطن۳، أو بمعنى اللئيم۴، وكلّ واحدٍ من هذه المعاني مناسب للمقام، لكنّ المعنى الأوّل أرجح، حيث ورد في كثير من الكتب اللغوية، فيدلّ معنى العنين بالمجاز على عدم القدرة والعجز، وكذلك معنى السمين. والجدير بالذكر أنّ الموجود في كتب اللغة «العجير» بهذا المعنى مفرداً، فربّما كان الفعيلة وزن صيغة جمعها. لكن مع كل هذه التفاصیل یحتمل قویاً أن یكون اللفظ «العَجَزَة» جمع العاجز، فإنّه یناسب المقام جدّاً وكما أنّه ورد بهذا الشكل في أمالي الشیخ الطوسي أیضاً، خصوصاً أنّ صیغة «فعیلة» لا یثبت أن تكون صیغة الجمع للعجیر. وعلیه فیجب أن نلتزم بوقوع تصحیف في كتابة سنٍّ في الكلمة بعد حرف الجیم، لكنّه سهل ولیس غریباً.

1.. "العَجُزُ: مؤخَّر الشي‏ء... و العَجِيزَةُ، للمرأة خاصة" الصحاح، ج‏۳، ص۸۸۳؛ راجع: معجم المقاييس، ج‏۴، ص۲۳۳؛ المغرب، ج‏۲، ص۴۴؛ المصباح المنير، ج‏۲، ص۳۹۴.

2.. كما ورد في الصحاح، ج‏۲، ص۷۳۷؛ المحيط في اللغة، ج‏۱، ص۲۵۳؛ الغريب المصنف، ج‏۱، ص۲۴۷؛ جمهرة اللغة، ج‏۱، ص۴۶۱؛ تهذيب اللغة، ج‏۱، ص۲۳۱؛ فقه اللغة، ص۵۳؛ المحكم و المحيط الأعظم، ج‏۱، ص۳۱۱؛ القاموس المحيط، ج‏۲، ص۱۶۰؛ تاج العروس، ج‏۷، ص۱۹۲.

3.. كما ورد في كتاب الماء للأزدي، ج‏۳، ص۸۶۴.

4.. المحيط في اللغة، ج‏۱، ص۲۵۴.

  • نام منبع :
    أحاديثُ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ علیه السّلام برواية عبد العظيم الحسني رحمه الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1399
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 421
صفحه از 131
پرینت  ارسال به