51
أحاديثُ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ علیه السّلام برواية عبد العظيم الحسني رحمه الله

بما یشبه «ما»، فاشتبه على الكاتب وكتبها بهذا الشكل، وهذا الاحتمال أنسب من احتمال «شقوقا»، كما هو واضح فأثبّته في المتن.

النموذج السادس: ورد في الحدیث (۲۴): «وبذل المجهود زينة اليقين، وكثرة البكاء زينة الخوف، والتقلّل زينة القناعة، وترك المنّ زينة المعروف». لكنّ الموجود في كنز الفوائد: «بذل المجهود زينة المعروف»، ولم ترد فيه كلّ الكلمات الموجودة هنا من «بذل المجهود» إلى «زينة المعروف»، ويُحتمل قوياً سقوط سطر من الحديث بتمامه هنا في كنز الفوائد بسبب سهو نظر كاتبه من السطر الأعلى إلى الأدنى، وهذا واضح بعد النظر إلى عبارة الحديث في كنز الفوائد ومقارنته مع هذا الكتاب وكشف الغمّة.

النموذج السابع: في الحديث (۳۴): «من أحبّ البقاء فليعدّ للمصائب قلباً شكوراً». لكن في المخطوط: «التقى»، وربّما یُحتمل أنّ المقصود هو التقوی هنا، ويكون معناه: من أحبّ أن يكون من المتّقين فليصبر على المصائب، لكنّ هذا السياق فيه شيء من الغرابة. ومن جهة أُخرى أنّ الموجود في كشف الغمّة والمصادر الأُخرى: «البقاء»، بل ورد في البصائر والذخائر: «من تمنّى طول العمر فليوطّن نفسه على المصائب»، فيُحتمل قوياً أنّ «البقاء» هو الأصوب.

النموذج الثامن: في الحديث (۴۸): «بئس الظهير الرأي الفَطير». لكن في الفصول المهمّة: «بئس الظهر وبئس الظهير وبئس الرأي القصير الرأي الفطير»، وفي ظنّي هذا التكرار في الفصول ناشئ من أنّ الناسخ أورد نسخة البدل في المتن.

النموذج التاسع: في الحديث (۵۴): «صلاح الأخلاق بموافقة العُقلاء»، وفي كشف الغمّة: «بمنافثة»، وقال الكفعمي: يريد بالمنافثة المباحثة والخوض في العلم، والنفاثة - بالضمّ - ما نفثته من فيك؛ أي أرميته، وفي الحديث: «إنّ روح القدس نفث في روعي»؛ معناه أوحى إليّ، ونفث فلان من فيه كذا: «رمى به»۱.

لكنّي لم أجد في كتب اللغة معنىً لباب المفاعلة من هذه المادّة، وفي الطبعة

1.. هذا ما كتبه الكفعمي في هامش نسخته من كشف الغمّة، و نقل عنه محققُ كشف الغمّة في هامش الطبعة الجديدة منه. ج۳، ص۴۹۴.


أحاديثُ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ علیه السّلام برواية عبد العظيم الحسني رحمه الله
50

مادّة «الغيظ»، ولم أجد - فيما تتبعتُ - استعمال «الشفاء» مع «الغيض» أصلاً.۱ هذا، وهناك ضمّة فوق الضاد في المخطوط، وهو سهو أيضاً؛ لأنّ «غيظه» مفعول ل«يشفي» فيجب فتحها.

النموذج الخامس: في الحديث (۲۳): «الفسق سقوط في الهمّة». وفي المخطوط علامة «۷» فوق السين في «سقوط» ونقطتتان فوق القاف، لكنّ الطاء هنا مكتوبة بما تشبه الميم، هكذا: «سقوما»، وكلمة «سقوم» لا تلائم معنى المقام، وكنت أظنّ أنّ أقرب كلمة تناسب المعنى وتشبه هذا اللفظ هي: «شقوقا»، وهي إمّا مصدر مِن «شقّ يشقّ شُقوقاً»؛ بمعنى الصدع والانفراج۲، فيدلّ بالمعنى الحقيقي أنّ الفسق يوجب خرماً وتصدّعاً في همّة الإنسان، أو بمعنى «الصدوع في الجبال والأرضين، وغيرها»۳، والمعنى مثلما تقدم، إلّا أنّ فيه تشبيهاً لهمّة الإنسان بالجبال. أو بمعنى المرض الذي يصيب يد الإنسان أو رِجله ویتسبّب في تشقّق جلدهما۴. فمعنى الحديث مثل المعنی الذي تقدّم، إلّا أنّه يدلّ بالمجاز؛ يعني يُشبّه الفسقَ بالمرض الذي يشقّق بشرة الإنسان وجلده، فالفسق مثل هذا المرض يوجب التشقّق في همّة الإنسان، لكن لا أظنّه تشبيهاً يلائم الطبع، فإن كان اللفظ في الأصل «شقوقا» فيجب أن نلتزم بوقوع سهوين في المقام: سهوٌ في كتابة الألف؛ لأنّه خبر مرفوع وليس منصوباً، وسهوٌ في كتابة علامة «۷» فوق حرف الشين المعجمة. لكنّ الظاهر - مع كلّ هذه التفاصيل - أنّه: «سقوط»، وهو يناسب المعنى ولا يحتاج إلى تكلّف ادّعاء السهوين، لكنّ شكل حرف الطاء هنا يختلف كثيراً عن كتابتها في سائر المواضع في هذه النسخة.

فالظاهر أنّ الكاتب كتب «ما» بدل «ط»، ويُحتمل أن يكون منشأه في ظنّي أنّ الطاء في النسخة الأصلية - المخطوط الذي كان مصدراً لكتابة هذه النسخة - كانت مكتوبة

1.. ابحث عن مادة (ش ف ي) و (غ ي ض) معاً في برنامج «جامع الأحاديث» لمؤسسة «نور» الكمبیوتریة.

2.. تاج العروس، ج‏۱۳، ص۲۴۵.

3.. تهذيب اللغة، ج‏۸، ص۲۰۴ و مثله في المغرب، ج‏۱، ص۴۵۰.

4.. راجع: الصحاح، ج‏۴، ص۱۵۰۲؛ معجم المقاييس، ج‏۳، ص۱۷۰.

  • نام منبع :
    أحاديثُ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ علیه السّلام برواية عبد العظيم الحسني رحمه الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1399
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 450
صفحه از 131
پرینت  ارسال به