بما یشبه «ما»، فاشتبه على الكاتب وكتبها بهذا الشكل، وهذا الاحتمال أنسب من احتمال «شقوقا»، كما هو واضح فأثبّته في المتن.
النموذج السادس: ورد في الحدیث (۲۴): «وبذل المجهود زينة اليقين، وكثرة البكاء زينة الخوف، والتقلّل زينة القناعة، وترك المنّ زينة المعروف». لكنّ الموجود في كنز الفوائد: «بذل المجهود زينة المعروف»، ولم ترد فيه كلّ الكلمات الموجودة هنا من «بذل المجهود» إلى «زينة المعروف»، ويُحتمل قوياً سقوط سطر من الحديث بتمامه هنا في كنز الفوائد بسبب سهو نظر كاتبه من السطر الأعلى إلى الأدنى، وهذا واضح بعد النظر إلى عبارة الحديث في كنز الفوائد ومقارنته مع هذا الكتاب وكشف الغمّة.
النموذج السابع: في الحديث (۳۴): «من أحبّ البقاء فليعدّ للمصائب قلباً شكوراً». لكن في المخطوط: «التقى»، وربّما یُحتمل أنّ المقصود هو التقوی هنا، ويكون معناه: من أحبّ أن يكون من المتّقين فليصبر على المصائب، لكنّ هذا السياق فيه شيء من الغرابة. ومن جهة أُخرى أنّ الموجود في كشف الغمّة والمصادر الأُخرى: «البقاء»، بل ورد في البصائر والذخائر: «من تمنّى طول العمر فليوطّن نفسه على المصائب»، فيُحتمل قوياً أنّ «البقاء» هو الأصوب.
النموذج الثامن: في الحديث (۴۸): «بئس الظهير الرأي الفَطير». لكن في الفصول المهمّة: «بئس الظهر وبئس الظهير وبئس الرأي القصير الرأي الفطير»، وفي ظنّي هذا التكرار في الفصول ناشئ من أنّ الناسخ أورد نسخة البدل في المتن.
النموذج التاسع: في الحديث (۵۴): «صلاح الأخلاق بموافقة العُقلاء»، وفي كشف الغمّة: «بمنافثة»، وقال الكفعمي: يريد بالمنافثة المباحثة والخوض في العلم، والنفاثة - بالضمّ - ما نفثته من فيك؛ أي أرميته، وفي الحديث: «إنّ روح القدس نفث في روعي»؛ معناه أوحى إليّ، ونفث فلان من فيه كذا: «رمى به»۱.
لكنّي لم أجد في كتب اللغة معنىً لباب المفاعلة من هذه المادّة، وفي الطبعة