23
أحاديثُ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ علیه السّلام برواية عبد العظيم الحسني رحمه الله

بيني وبينه»۱. ويبدو من كلامه في موضع آخر أيضاً عدمُ اعتناءه بقول الرجل، كما قال: «هذا رجل زعم أبو المفضّل‏ الشيباني رحمه اللّٰه أنّه لقيه واستجازه»۲. لكنّ ترحّم النجاشي عليه لا يدلّ على الوثاقة۳. وضعّفه ابن شهرآشوب أيضاً۴. وفي المقابل يبدو من عبارة الطبرسي اعتمادُه عليه.۵

ووقع في أسانيد عدد كثیر من الروايات في مصادر الإمامية، ومنها ۳۳۶ موضعاً في أمالي الشيخ الطوسي.

وفي عدد من الأسانيد وردتْ روايتُه بواسطة أو واسطتين عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني۶، كما هو الحال في سند هذا الكتاب أيضاً.

والرجل شهير عند الزيدية أيضاً، وذكروا أنّ أغلب الأسانيد في رواية مسند زيد تعود إليه.۷ وربّما يظهر من كتبه أيضاً أنّه كان زيدياً، خصوصاً وأنّ بعضها تتناول فضائل زيد بن علي وعلوم الزيدية وأحاديثهم۸، هذا لا يعني أنّ الشیعة الإمامیة لا یذكرون فضائل زید بن علي، فقد أورد الشيخ الصدوق أيضاً - وهو من أكبر علماء الإمامية - روايات في فضائل زيد۹، ولكن لو كانت كُتُب الشيباني المرتبطة بالزيدية هي مجرّد كتب في فضائل زيد، لأمكن أن نقول إنّها لا تدلّ بالضرورة على كونه من الزيدية، لكنّ الأمر ليس كذلك؛ فإنّ أغلب عناوين كتبه تؤیّد كونه منهم، وفي مقابل ذلك ربّما یُقال إنّ كتابه التقية والإذاعة

1.. رجال النجاشي، ص۳۹۶.

2.. رجال النجاشي، ص۲۵۴.

3.. رجال النجاشي، ص۸۶.

4.. معالم العلماء، ص۱۴۱ و ربما كان متأثرا في تضعيفه بما ورد في رجال الطوسي و الفهرست له.

5.. الاحتجاج للطبرسي، ج‏۱، ص۷۰.

6.. الأمالي للطوسي، ص۴۸۱ و ۴۹۴ و ۵۸۹ و ۶۰۲ و مصباح المتهجّد، ج‏۲، ص۴۹۹ و مهج الدعوات، ص۴۲ و الإقبال بالأعمال الحسنة، ج‏۱، ص۳۸۳ و ۷۶ و وجدت روايتين منه في الأمالي الخميسية، ج‏۱، ص۱۷۷ و ج‏۲، ص۳۹۱.

7.. و يؤيده أيضاً أن الشريف أبا عبد اللّٰه العلوي و هو من أكابر الزيدية كان يروي عنه كثيرا.

8.. "كتاب من روى عن زيد بن علي بن الحسين، كتاب فضائل زيد علیه السّلام، كتاب الشافي في علوم الزيدية". رجال النجاشي، ص۳۹۶

9.. انظر: عيون أخبار الرضا علیه السّلام، ج‏۱، ص۲۴۹.


أحاديثُ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ علیه السّلام برواية عبد العظيم الحسني رحمه الله
22

التخليط۱. وقال الذهبي في تاريخ الإسلام: «وأمّا ما رواه محمّد بن عبد اللّٰه الشيبانيّ الكذّاب...»۲.

وقال ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق وتبعه ابن حجر في لسان الميزان: «اتّهمه الدارقطني بالتركيب... قال أبو ذر الهروي كتبتُ عنه في المعجم للمعرفة، ولم أخرّج عنه في تصانیفي شیئاً، وتركتُ الروایة عنه؛ لأني سمعت الدارقطني یقول: كنت أتوهّمه من رهبان هذه الأُمّة، وسألته الدعاء لي، فنعوذ باللّٰه من الحور بعد الكور. وقال أبو ذر: یعني سبب ذلك أنّه قعد للرافضة وأملی علیهم أحاديث ذكر فيها مثالب الصحابة، وكانوا يتّهمونه بالقلب والوضع»۳.

وحكى ابن العماد الحنبلي: «كان يضع الحديث للرافضة فتُرك»۴.

ونقل ابن حجر عن «تمام» أنّه وصفه بالحفظ.۵

والرجل متّهم بالضعف في كثير من مصادر الرجال عندنا أيضاً. قال الشيخ في الفهرست: «حسن الحفظ، غير أنّه ضعّفه جماعة من أصحابنا»۶. وقال في رجاله: «كثير الرواية، إلّا أنّه ضعّفه قوم»۷.

وفي الرجال لابن الغضائري: «وضّاع، كثير المناكير، رأيت كتبه وفيها الأسانيد من دون المتون، والمتون من دون الأسانيد، وأرى ترك ما ينفرد به»۸.

وقال النجاشي: «وكان في‏ أوّل‏ أمره‏ ثبتاً ثمّ خلط، ورأيت جلّ أصحابنا يغمزونه ويضعّفونه... رأيت هذا الشيخ وسمعت منه كثيراً، ثمّ توقفت عن الرواية عنه إلّا بواسطة

1.. نفس المصدر، ص۵۰۱ و نقل ابن عساكر كل ما قال الخطيب البغدادي في تاریخ مدينة دمشق، ج۵۴، ص۱۴ - ۱۸.

2.. تاريخ ‏الإسلام، ج‏۱۸، ص:۳۷۲.

3.. تاریخ مدينة دمشق، ج۵۴، ص۱۸ و لسان المیزان، ج۷،ص۲۵۳.

4.. شذرات‏ الذهب، ج‏۴، ص۴۶۹.

5.. لسان المیزان، ج۷،ص۲۵۳.

6.. الفهرست للطوسي، ص۱۴۰.

7.. رجال الطوسي، ص۴۴۷.

8.. الرجال لابن الغضائري، ص۹۸.

  • نام منبع :
    أحاديثُ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ علیه السّلام برواية عبد العظيم الحسني رحمه الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1399
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 425
صفحه از 131
پرینت  ارسال به