كان طفلاً، فلقّبوه بأُبيّ تشبيهاً بأُبيّ بن كعب۱. «كان يورّق للناس بالأجرة، وقرأ القرآن بالقراءات، وأقرأَ وصنّف، وكان ذا فهم ثقة، خُتم به علم الحديث ببلده»۲.
وحُكي أنّه قال في وصف نفسه: «ما بالكوفة أحد من أهل السنّة والحديث إلّا أُبيّا»۳.
وقال ابن الجوزي: «قال شيخنا ابن ناصر: ما رأيت مثل أبي الغنائم في ثقته وحفظه، وكان يُعرف حديثه بحيث لا يمكن لأحد أن يُدخل في حديثه ما ليس منه، وكان من قوّام الليل».
وقال السمعاني: «كان حافظاً من أهل الخبر والعلم، متقناً ثبتاً صالحاً»۴.
وقال الذهبي: «ثقة مفيد، سمع الكثير بالكوفة وببغداد... وجمع لنفسه معجماً، وخرّج مجاميع حساناً، ونسخ الكثير... وقد وصفه عبد الوهّاب الأنماطيّ بالحفظ والإتقان، وقال: كانت له معرفة ثاقبة»۵. ووصفه في كتابه الآخر ب«الشيخ الإمام الحافظ المفيد المسند»۶.
وقال الياقوت: «كان أُبيّ شيخاً ثقة مأموناً، فهماً للحديث عارفاً بما يحدّث، كثير التلاوة للقرآن بالليل، سمع من مشايخ الكوفة وهو كبير بنفسه، وكتب من الحديث شيئاً كثيراً ودخل بغداد سنة ۴۴۵ فسمع بها من شيوخ الوقت، وسافر إلى الحجاز والشام وسمع بها الحديث أيضاً، وكان يجيء إلى بغداد منذ سنة ۴۷۸ كلّ سنة... أوّل ما سمع الحديث في سنة ۴۲۷ من الشريف أبي عبد اللّٰه العلوي بالكوفة»۸.
1.. المنتظم، ج۱۷، ص۱۵۱.
2.. المنتظم، ج۱۷، ص۱۵۲.
3.. المنتظم، ج۱۷، ص۱۵۱ و تاريخ الإسلام، ج۳۵، ص۲۵۷، لكن الموجود في طبعة تاریخ الإسلام بتحقیق بشّار عوّاد معروف (دار الغرب الإسلامي)، ج۱۱، ص۱۴۲: "أنا" بدل "أبيا".
4.. الأنساب، ج۱۳، ص۷۶.
5.. تاريخ الإسلام، ج۳۵، ص۲۵۷.
6.. سير أعلام النبلاء، ج۱۹، ص۲۷۴.
7.. یعنی سنة ۴۴۲ه كما لا يخفى و ذكرتُه حتّى لا يُتوهّم تصحيف في الكلام، و هذا التأريخ إن كان دقيقاً فهو بمعنى أن أبا الغنائم أدرك الشریف العلوي (الرجل التالي في سند الكتاب) قبل ثلاث سنين من وفاته، لأن العلوي توفّي سنة ۴۴۵ه كما ستأتي ترجمته إن شاء اللّٰه تعالى.
8.. معجم البلدان، ج۵، ص۲۸۰.