15
أحاديثُ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ علیه السّلام برواية عبد العظيم الحسني رحمه الله

ثمّ ذكر الياقوت حكاية عن أبي عامر العبدري تدلّ على دقّته وضبطه: «قدم علينا أُبيّ في بعض قدماته، فقُرئ عليه جزء من حديثه ولم يكن أصله معه حاضراً، وكان في آخره حديث، فقال: ليس هذا الحديث في أصلي، فلا تسمعوا عليّ الجزء. ثمّ ذهب إلى الكوفة فأرسل بأصله إلى بغداد، فلم يكن الحديث فيه على كثرة ما كان عنده من الحديث، وكان أبو عامر يقول: بأُبيّ يُختم هذا الشأن». وتوفّي سنة ۵۱۰ ه‍ وكان له من العمر ۸۶ سنة. وبالجملة، فهو معروف بالوثاقة والديانة والإتقان في مصادر أهل السنّة.

وانظر أيضاً: تاريخ مدينة دمشق، ج‏۵۴، ص۳۹۵؛ تذكرة الحفاظ، ج۴، ص۱۲۶۰؛ الإعلام بوفيات الأعلام، ج۱، ص۳۳۹؛ مرآة الجنان، ج۳، ص۱۵۲؛ الوافي بالوفيات، ج۴، ص۱۰۵؛ النجوم الزاهرة، ج۵، ص۲۱۲؛ المستفاد من ذيل تاريخ بغداد، ابن الدمیاطي، ج۲۱، ص۲۱؛ شذرات‏ الذهب، ج‏۶، ص۴۷؛ ديوان الإسلام، ج۱، ص۲۶؛ الأعلام، ج‏۶، ص۲۷۹؛ هدية العارفين، ج۲، ص۸۳.

وهناك كتاب لأبي الغنائم يسمّى بـ الأربعين الفقهية۱، ويعتبر من الكتب المهمّة للزيدية. وقد تقدّم في مصادر أهل السنّة أنّهم اعتبروا الرجل منهم.۲

ولم يتعرّض لترجمته في مصادرنا الإمامية، لكنّه ورد في عدد من الأسانيد۳، وفي كلّها يروي عن الشريف العلوي الراوي التالي في سند الكتاب، إلّا في مورد واحد.۴

وورد في كثير من أسناد الروايات في أحاديث أهل السنّة۵. وفي كثير منها أيضاً يروي

1.. أعلام المؤلفين الزيدية، ص۹۷۴، رقم ۱۰۴۴.

2.. و هو ما تقدّم آنفاً: "ما بالكوفة أحد من أهل السنة و الحديث إلّا أبيّا". هذا و إن كانت الزيدية قريبة من أهل السنة (بالنسبة إلى الإمامية) وإن کانت لهم نزعات الی فقه الحنفیة في بعض الفترات؛ لکن الفقه عند الزیدیة مستقل عن الحنفیة.

3.. اليقين للسيد بن طاوس، ص۱۸۳ و ۳۸۱ و المزار الكبير لابن المشهدي، ص۱۲۶ و كشف الغمّة، ج۲، ص۵۳۷ و عمدة عيون صحاح الأخبار، ص۱۳۶ و ۲۷۹ و الروضة في فضائل أمير المؤمنين، ص۷۸ و فرحة الغري، ص۳۹ و ۵۶ و ۵۸ و ۱۲۴ و ۱۳۹ و ۱۴۱. رد اسمه في سند في ص۵۵ من كتاب فرحة الغري أيضاً لكنه صحّف النرسي فيه بالبرقي.

4.. و هو كتاب اليقين للسيد بن طاوس، ص۱۸۳.

5.. ربما تبلغ مائتي مورد تقريبا. ونقلتُ هذا الإحصاء بحسب نقل برنامج «جوامع الكلم». و هذا البرنامج مع جودته و مساعدته في سرعة التحقيق، فيه بعض الإشكالات فلذلك لا يمكن الجزم بهذا العدد لكنه لا يهمني - في هذا المجال - رقم مرويات أبي الغنائم بالضبط، وإنما أريد أن أشير إلى كثرة وجوده في أسانيد أحاديثهم.


أحاديثُ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ علیه السّلام برواية عبد العظيم الحسني رحمه الله
14

كان طفلاً، فلقّبوه بأُبيّ تشبيهاً بأُبيّ بن كعب۱. «كان يورّق للناس بالأجرة، وقرأ القرآن بالقراءات، وأقرأَ وصنّف، وكان ذا فهم ثقة، خُتم به علم الحديث ببلده»۲.

وحُكي أنّه قال في وصف نفسه: «ما بالكوفة أحد من أهل السنّة والحديث إلّا أُبيّا»۳.

وقال ابن الجوزي: «قال شيخنا ابن ناصر: ما رأيت مثل أبي الغنائم في ثقته وحفظه، وكان يُعرف حديثه بحيث لا يمكن لأحد أن يُدخل في حديثه ما ليس منه، وكان من قوّام الليل».

وقال السمعاني: «كان حافظاً من أهل الخبر والعلم، متقناً ثبتاً صالحاً»۴.

وقال الذهبي: «ثقة مفيد، سمع الكثير بالكوفة وببغداد... وجمع لنفسه معجماً، وخرّج مجاميع حساناً، ونسخ الكثير... وقد وصفه عبد الوهّاب الأنماطيّ بالحفظ والإتقان، وقال: كانت له معرفة ثاقبة»۵. ووصفه في كتابه الآخر ب«الشيخ الإمام الحافظ المفيد المسند»۶.

وقال الياقوت: «كان أُبيّ شيخاً ثقة مأموناً، فهماً للحديث عارفاً بما يحدّث، كثير التلاوة للقرآن بالليل، سمع من مشايخ الكوفة وهو كبير بنفسه، وكتب من الحديث شيئاً كثيراً ودخل بغداد سنة ۴۴۵ فسمع بها من شيوخ الوقت، وسافر إلى الحجاز والشام وسمع بها الحديث أيضاً، وكان يجي‏ء إلى بغداد منذ سنة ۴۷۸ كلّ سنة... أوّل ما سمع الحديث في سنة ۴۲۷ من الشريف أبي عبد اللّٰه العلوي بالكوفة»۸.

1.. المنتظم، ج‏۱۷، ص۱۵۱.

2.. المنتظم، ج‏۱۷، ص۱۵۲.

3.. المنتظم، ج‏۱۷، ص۱۵۱ و تاريخ‏ الإسلام، ج‏۳۵، ص۲۵۷، لكن الموجود في طبعة تاریخ الإسلام بتحقیق بشّار عوّاد معروف (دار الغرب الإسلامي)، ج۱۱، ص۱۴۲: "أنا" بدل "أبيا".

4.. الأنساب، ج‏۱۳، ص۷۶.

5.. تاريخ‏ الإسلام، ج‏۳۵، ص۲۵۷.

6.. سير أعلام النبلاء، ج۱۹، ص۲۷۴.

7.. یعنی سنة ۴۴۲ه‍ كما لا يخفى و ذكرتُه حتّى لا يُتوهّم تصحيف في الكلام، و هذا التأريخ إن كان دقيقاً فهو بمعنى أن أبا الغنائم أدرك الشریف العلوي (الرجل التالي في سند الكتاب) قبل ثلاث سنين من وفاته، لأن العلوي توفّي سنة ۴۴۵ه‍ كما ستأتي ترجمته إن شاء اللّٰه تعالى.

8.. معجم ‏البلدان، ج‏۵، ص۲۸۰.

  • نام منبع :
    أحاديثُ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ علیه السّلام برواية عبد العظيم الحسني رحمه الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1399
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 435
صفحه از 131
پرینت  ارسال به