۰.(۹۴) وَقَالَ علیه السّلام: العُقُولُ أَئِمَّةُ الأَفْكَارِ، وَالأَفْكَارُ أَئِمَّةُ القُلُوبِ، وَالقُلُوبُ أَئِمَّةُ الشَّوَاعِرِ؛ يَعنِي الحَوَاسَّ، وَالشَّوَاعِرُ أئِمَّةٌ؛ يَعْنِي۱ الإِنْسَانَ.۲
۰.(۹۵) وَعَنْ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ علیه السّلام قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ۳ عَلَى عَمِّهِ الحَمْزَةِ۴ يَعُودُهُ وَقَدْ وُعِكَ۵ وَعْكاً شَدِيداً، فَقَالَ لَهُ: يَا عَمِّ! اصْبِرْ وَأَبْشِرْ، فَإنَّهُ لَا خَيْرَ فِي بَدَنٍ لَا يَأْلَمُ. فَقِيلَ لَهُ: يَا أَميرَ المُؤمِنِينَ! مَا هَذَا؟ فَقَالَ: إِنَّ البَدَنَ إِذَا أَصْبَحَ أَشِرَ وَبَطِرَ۶، فَإِذَا اعْتَلَّ ذَهَبَ ذَلِكَ عَنْهُ، إِنَّ لِلْقَلْبِ فَرْحَةً عِنْدَ أَكْلِ اللَّحْمِ، وَمَا دَامَ الفَرَحُ بِهِ أَشِرَ۷ وَبَطِرَ، فَكُلُوهُ - يَعْنِي اللَّحْمَ - غِبّاً۸.۹
۰.(۹۶) وَقَالَ علیه السّلام: لا تُعَاجِلُوا۱۰ الْأَمْرَ قَبْلَ بُلُوغِهِ فَتَنْدَمُوا، وَلَا يَطُولَنَّ عَلَيْكُمُ الْأَمَدَ
1.. لعل الحدیث انتهی بكلمة «أئمة» و كانت لفظة «یعني» من الرواة لأجل توضیح المعنی، فكأن الرواة عرفوا أنّ المقصود من الأئمة في ذیل الحدیث هو «أئمة الإنسان»، فأضافوا «یعني الإنسان»، و یحتمل أیضاً أن تكون «یعني» من خطأ الكاتب و حیث إنّه كتب نفس هذه الكلمة في الحدیث آنفاً، فأضافها مرةً اُخری هنا سهواً.
2.. ليس في كشف الغمّة؛ و ورد في كنز الفوائد، ج۱، ص۲۰۰ و فيه: "القلوب أئمة الحواس و الحواس أئمة الأعضاء".
3.. في المخطوط: "صللم" اختصارا منه كما هو واضح.
4.. هكذا في المخطوط، و أكثر ما يقال «حمزة» بدون الألف و اللام.
5.. الضبط من المخطوط؛ و الوعك الحمّى أو أثره. المحيط في اللغة، ج۲، ص۹۱؛ فقه اللغة للثعالبي، ص۱۲۱؛ و قال ابن دريد: "الوَعْك أصله سكون الريح و شدّة الحرّ، ثمّ سُمّيت الحُمّى وَعْكاً" جمهرة اللغة، ج۲، ص۹۴۸.
6.. هاتان الكلمتان تأتيان معا في كثير من المواضع في الكتب الحديثية، كما أن اللغويين أيضاً استفادوا من بعضهما في معنى بعض آخر: الصحاح، ج۲، ص۵۷ و معنى الكلمة الأولى: مُتَسرِّعٌ ذو حِدّة. معجم المقاييس، ج۱، ص۱۰۸ أو البَطَرُ و المَرَحُ. المحيط في اللغة، ج۷، ص۳۷۸ و معنى الكلمة الثانية: "الطُّغْيانُ بالنِّعمة... و بَطِرَ النِّعْمةَ...لَمْ يَشْكُرْها و أَشِرَ" المحكم و المحيط الأعظم، ج۹، ص۱۶۰ و "مجاوزة الحدّ في المَرَحِ و خِفّةِ النّشاط و الزَّعَلِ" أساس البلاغة، ص۴۲ و معنى الأول أشد من الثاني وفقا لما قاله الراغب. المفردات، ص۷۷.
7.. في المخطوط: "الاشر و بطر" و لا يخفى أنّه سهو، و حيث لا تكون حركة فوق كلمتَيْ "أشر و بطر" في المخطوط فربما هما فِعلان (أشِرَ و بَطِرَ) و يمكن أن يكونا اسمين (أَشِرٌ و بَطِرٌ) فإن كانا اسمين فالمبتدأ "القلب" و هو محذوف بالقرينة.
8.. معنى الغِبّ أن لا يكون فعل الشيء في كل يوم متتاليا، بل يكون مع فَصْلٍ فيه بواسطة يَومٍ أو أيامٍ. قال الجوهري: "أَغِبُّوا فى عيادة المريض:... عُدْ يوماً و دَعْ يوما، أو دَعْ يومين و عُد اليوم الثالث..." الصحاح، ج۱، ص۱۹۰. و راجع: الفائق، ج۲، ص۴۱۷؛ و كُتِبت في المخطوط كلمات صغيرة لا تقرأ فوق السطر و بالقرب من لفظة «غباً».
9.. ليس في كشف الغمّة.
10.. في المخطوط و في كشف الغمّة و الفصول المهمّة و حلية الأبرار: "لا تعالجوا" و لكن في بحار الأنوار نقلا عن كشف الغمّة و في الخصال:"لا تعاجلوا"، و في تحف العقول: "لا تعجّلوا"، و يُحتمل أن "تعاجلوا" صُحِّف و صار "تعالجوا" لِما أنّهما متشابهان جدا، فربما كان عدم العجلة أنسب بالمقام خصوصاً مع وجود "بلوغه" في الكلام و بقرينة ما ورد في تحف العقول. على أية حال كلاهما يليق بالمقام.