41
أحاديثُ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ علیه السّلام برواية عبد العظيم الحسني رحمه الله

في نهاية نقلِه أيضاً: «... هذا آخر ما أردت نقله من كتاب الجنابذي».

وقد يُتصوّر من هذا السياق أنّه أورد صفحات من كتاب الجنابذي في كتابه دون أيّ تصرف، إلّا أنّه يُحتمل أيضاً أن يكون مراده من «النقل» نقل الجملات من دون رعايةٍ لترتيبها أو من دون نقلها كلّها، خصوصاً أنّ الإربلي نَفسه يصرّح في بعض المواضع أنّه اختصر الألفاظ۱ أو حذف الأسناد في روايات الجنابذي.۲

و إنّي كنت أظن ذلك في بداية التحقيق، إلى أن رأيت كتاب السمهودي، فوجدتُ أنّه يذكر سند الجنابذي في واحد من الروايات في باب الإمام الجواد،۳ فهذا قرينة هامّة في أنّ الإربلي هو الذي قام بحذف الأسانيد من روايات الجنابذي.

منهجي في التحقيق

كتبتُ الكلمات وفقاً لرسم الخطّ المتداول اليوم، ككلمة «حياءه»، حيث كُتِبت في المخطوط هكذا: «حيوه»، و «المرأة» كتبت: «المراه»، و في المواضع المهمّة أشرتُ في الهامش إلى اختلاف رسم الخطّ في النسخة.

لم أكتب الحركات والإعراب إلّا في موضعٍ يُخاف منه الالتباس أو يصعب قراءتها، وإنّ الأغلبية العظمى من الحركات والإعراب في نصّ الكتاب من قِبَل نفسي، لأجل التوضيح، لكنّ بعضها موجودة في نفس المخطوط أيضاً، وقد أشرتُ إلى وجودها فيها في موضع الالتباس؛ حتّى يتّضح أنّها لم تكن من اجتهاد نفسی، وإن كان من الممكن أن تكون الحركات الموجودة في النسخة أيضاً من اجتهاد الكاتب.

بذلتُ الجهد للعثور على كثير من المصادر التي نقلت هذه الروايات أو فقرة منها، وحيث إنّ عدد المصادر الناقلة لبعض الأحاديث كان كثيراً للغاية اكتفيتُ بذكر بعضها،

1.. "هذا آخر ما نقلته من كتاب الجنابذي و ربما اختصرت‏ في بعض المواضع‏ بعض ألفاظه." كشف الغمّة، ج۲، ص۲۸۱.

2.. "آخر كلام الجنابذي و‏قد حذفت منه أسماء الرجال الذين رووا عن الرضا علیه السّلام و‏اقتصرت عليه و على آبائه علیهم السّلام." كشف الغمّة، ج۳، ص۳۵۱؛ هذا وربما يخطر بالبال أن تصريح الإربلي هنا بحذف أسماء الرواة قرينةٌ على عدم حذفه وتصرّفه في المواضع الأُخرى، لكنه احتمال بعيد في ظني، بعد مقارنة منهجه في النقل عن الكتب الأُخرى.

3.. جواهر العقدين للسمهودي، ج ‏۳،ص ۴۱۵.


أحاديثُ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ علیه السّلام برواية عبد العظيم الحسني رحمه الله
40

ثمّ ذكر أحاديث الخطيب عن الإمام علیه السّلام، وبعد ذلك قام بذكر أحاديث هذا الكتاب.

بعبارة أُخرى: إنّ الأحاديث الثلاثة التي أشرتُ إلى أنّها موجودة في بداية أحاديث الجنابذي في كشف الغمّة وليست في هذا الكتاب، هي نفس الأحاديث التي ذكرها الخطيب البغدادي ضمن ترجمة الإمام الجواد علیه السّلام، كما أنّ الجنابذي نفسه أيضاً يصرّح في البداية بأنّه يرويها عن الخطيب البغدادي۱، لكنّ الجنابذي ذكر هذه الأحاديث الثلاثة مع حذف الأسانيد۲ واختلاف في ترتيب ذكرها.۳ وبإمكانك أن تراجع نصّ تاريخ بغداد للخطیب ونصّ نقل الجنابذي عنه في كشف الغمّة، وتقارنهما بنفسك.۴

كما أنّ الجنابذي أخذ فقرة أُخرى أيضاً من تاريخ بغداد، لكنّه لم يصرّح بأخذه۵، وهذه فقرة ذكرها الخطيب في نهاية ترجمة الإمام الجواد علیه السّلام بعد نقل الأحاديث، ولكنّ الجنابذي ذكرها قبل أن یذكر روايات الخطيب ورؤية الخطیب حول ترجمة الإمام الجواد علیه السّلام۶. فيبدو أنّ الجنابذي أورد كلّ ما يوجد في تاريخ بغداد في ترجمة الإمام علیه السّلام مع تغييرٍ في ترتيبها وحذف أسانيدها فقط.

لكنّ الأرجح أن نقول إنّ هذا التغيير حدث من قِبَل الإربلي في النقل عن الجنابذي في كشف الغمّة ولم يكن في نفس كتاب الجنابذي، وقد يخطر بالبال أنّ سياق نقل الإربلي عنه يؤيّد أنّه نقل عبارة الجنابذي بعینها فلم يغيّرها من قبل نفسه؛ لأنّه في بداية نقله عن الجنابذي وفي نهايتها أيضاً يستخدم عبارات تنسجم مع نقل عين الكلمات من كتاب الجنابذي، حيث يقول الإربلي - كما تقدّم - في البداية: «قال الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي»، ويقول

1.. حيث يقول:"حدّثنا أحمد بن علي بن ثابت..." و هو الخطيب البغدادي. كشف الغمّة، ج۳، ص۴۸۷.

2.. لكن الأرجح أن الإربلي هو الذي حذف الأسناد، كما سيأتي آنفا.

3.. حيث إن الحديث الثاني في تاريخ بغداد هو الحديث الثالث في كلام الجنابذي، و يقدّم الحديثَ الثالث في تاريخ بغداد و يذكره ثانيا.

4.. تاريخ بغداد، ج۴، ص۸۸ - ۹۰ و كشف الغمّة، ج۳، ص۴۸۷ و ۴۸۸.

5.. و ربما ذكر الجنابذي أخذه عن الخطيب و لم يذكره الإربلي في نقله عنه في كتابه.

6.. و هي هذه العبارة: "قال محمد بن سعد: سنة عشرين و مئتين فيها توفّي محمد بن علي بن موسى..." و بعده يذكر الجنابذي رؤیة الخطیب حول حياة الإمام علیه السّلام: "حدّثنا [الخطیب] أحمد بن علي بن ثابت..." كشف الغمّة، ج۳، ص۴۸۶.

  • نام منبع :
    أحاديثُ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ علیه السّلام برواية عبد العظيم الحسني رحمه الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1399
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 418
صفحه از 131
پرینت  ارسال به