37
أحاديثُ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ علیه السّلام برواية عبد العظيم الحسني رحمه الله

الأمل بإمكان العثور علی نسخة من هذا الكتاب المفقود، رغم أنّي لم أجد أية إشارة إلى خصائص النسخة ومكانها في كلامه. وقال في ذيل مصادر تحقيقه أنّ الكتاب مطبوع في بيروت سنة ۱۴۰۷ه‍، ولم أجد لهذه الطبعة عيناً ولا أثراً ولم أُوفّق بالاتّصال به.

وأخيراً في نهاية التحقيق وجدت أنّ أحد المحقّقين في مؤسّسة دار الحديث۱ قد ذكر أنّه رأی صورة فتوغرافیة من النسخة التي يستند إليها الغريري عنده رحمه الله، وذكر لي ما سمع منه أنّه بنفسه قام بطبع صورة النسخة في بيروت، لكن حتّى الآن لم أعثر علی هذا الكتاب لا مطبوعه ولا مخطوطه للأسف.

المقارنة بين هذا الكتاب وكتاب «معالم العترة»

نقلُ الإربلي عن معالم العترة في ترجمة الإمام الجواد علیه السّلام يبدأ مِن «قال الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي رحمه الله‏»۲، ویقول الإربلي: «وذكر۳ أخباراً رواها الجواد علیه السّلام عن آبائه عن علي علیه السّلام»، ثمّ يذكر أحاديث الجنابذي، وفي النهاية يضیف: «هذا آخر ما أردتُ نقله من كتاب الجنابذي رحمه اللّٰه تعالى، وقد نقل أشياء رائقة وفوائد فائقة وآداباً نافعة وفِقَراً ناصعة من كلام أمير المؤمنين علیه السّلام ممّا رواه الإمام محمّد الجواد ابن الإمام علي الرضا عن آبائه علیهم السّلام»۴.

ووجدتُ اشتراكاً كبيراً بينها وبين روايات كتابنا هذا، فقمت بمقارنة كلّ ما يوجد فيهما:

هناك ثلاثة أحاديث في بداية أحاديث الجنابذي في كشف الغمّة لم ترد في هذه النسخة، وبعد غضّ النظر عن هذه الأحاديث الثلاثة۵ واجهتني نقطة مهمّة، وهي أنّ كلّ أحاديث الجنابذي وردت في كتابنا هذا أيضاً، لكنّ أحاديث هذا الكتاب أعمّ بكثير ممّا ورد في كشف الغمّة، فهناك زيادات كثيرة في هذا الكتاب تبلغ نصف حجمه تقريباً۶.

1.. وهو المحقق الدكتور محمد هادي خالقي من محققي دار الحديث.

2.. كشف الغمّة، ج۳، ص۴۸۵.

3.. يُحتمل أن يكون لفظ «ذَكَر» من كلام الإربلي، يعني أن الجنابذي ذكر هذه الأخبار. و يُحتمل أن يكون من كلام الجنابذي يعني أن الخطيب البغدادي ذكر هذه الأخبار.

4.. كشف الغمّة، ج۳، ص۴۹۵.

5.. سيأتي توضيحٌ حولها.

6.. و نسبة الزيادات في أواخر الكتاب أكثر من بدايتها. و بإمكان القراء الكرام أن يعرفوا في كل حديث هل هو من (( الأحاديث المشتركة بين الكتابين أو ممّا يختص بهذا الكتاب، حيث إنّي ذكرتُ في هامش الأحاديث المختصة بهذا الكتاب أنّها لم ترد في كشف الغمّة.


أحاديثُ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ علیه السّلام برواية عبد العظيم الحسني رحمه الله
36

الجنابذي عدّة مرّات في كتابه۱، وحيث إنّ الواسطة بينهما شخص واحد فقط و هو تاج الدین علي بن أنجب بن الساعي۲ - وهو أيضاً ثقة جليل من علماء أهل السنّة۳ - فيبدو أنّ نسبة الكتاب إليه صحيحة.۴

وذكر بعض المحقّقين۵ أنّ هذا الكتاب مفقود حالياً، ولم يبق منه سوى منقولات في بعض المصادر ككشف الغمّة.۶

ولم أجد شخصا آخر - غير الإربلي - ينقل عن معالم العترة، نعم هناك نُقول عنه في الفصول المهمّة، لكنّ الظاهر - كما هو رؤية المحققين - أنّه أيضاً أخذها من طريق الإربلي، فلا يُعدّ مصدراً مستقلّاً في نقله، لكن وجدتُ في نهاية التحقيق أنّ هناك شخصاً آخر أيضاً نقل عن هذا الكتاب مستقلّاً وهو السمهودي.۷

ولقد بذلت وقتاً وجهداً كثيرین للعثور على إشارة بوجود نسخة من معالم العترة فلم أُوفّق، إلّا أنّني ضمن البحث وجدتُ أنّ المحقّق المرحوم أبا أنفال سامي الغُرَيري (۱۳۷۴ - ۱۴۳۴ه‍) استند إلى مخطوطة منه في هامش عدد من الكتب التي حقّقها۸، فجدّد فيّ

1.. انظر على سبيل المثال: كشف الغمّة، ج۱، ص۲۸، ص۳۷۱؛ ج۲، ص۱۴۴، ص۲۷۱.

2.. علی ما صَرّح به الإربلي. كشف الغمّة، ج۲، ص۱۴۴.

3.. حُسنُ حاله معروف عند أهل السنة وذكروا أنّه "كان فقيها، قارئا بالسبع، محدّثا، مؤرخا، شاعرا لطيفا، كريما، له مصنفات كثيرة في التفسير، و الفقه و التأريخ، و غير ذلك‏..." طبقات الشافعية، الأسنوي ج‏۱، ص۳۴۷ و انظر ما ورد فيه: تاريخ ‏الإسلام، ج‏۵۰، ص۱۶۱؛ الوافي بالوفیات، ج۲۰، ص۱۵۹؛ البداية والنهاية، ج۱۳، ص۲۷۰؛ شذرات ‏الذهب،ج‏۷، ص۵۹۹؛ الأعلام، ج‏۴، ص۲۶۵؛ طبقات أعلام الشيعه، ج‏۴، ص۱۰۱؛ أعيان ‏الشيعة، ج‏۸، ص۱۷۶؛ و مدحه السيد ابن طاوس أيضاً في المجتنى من الدعاء المجتبى، ص۳۹.

4.. بصرف النظر عن أن السخاوي أيضاً نسبه إليه.

5.. كالشيخ رسول جعفريان في علي بن عيسى اربلي و كشف الغمّة و منصور داداش‏نجاد في بررسي كتاب مفقود معالم العترة.

6.. فقد أكثر النقل عنه الإربليُ في كتابه. و انظر أيضاً: أهل البيت في المكتبة العربية، ص۵۰۰.

7.. انظر على سبيل المثال: جواهر العقدين، ج‏۲، ص۱۹ و ۶۱ و۶۵ و ۷۳ و ۱۴۸ و ۲۶۶؛ ج۳، ص۳۴۹ و ۳۵۶ و ۴۱۴؛ في البداية رأيتُ أن الدكتور داداش نژاد أشار إلى هذا الموضوع في أثره المشار‏إلیه، ثمّ راجعتُ كتاب السمهودي فرأيته كذلك.

8.. كـ ‏ذخائر العقبى و الفصول المهمّة و الإتحاف بحب الأشراف.

  • نام منبع :
    أحاديثُ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ علیه السّلام برواية عبد العظيم الحسني رحمه الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1399
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 416
صفحه از 131
پرینت  ارسال به